يستخدم الفلسطينيون كل أنواع السكاكين المتوافرة لديهم من سكين المطبخ الى الخنجر في هجماتهم المتصاعدة على الاسرائيليين، ما يجعل هذا «السلاح الأبيض» ذا تأثير نفسي قوي جدا حيث لم تخلف هذه العمليات سوى ثلاثة قتلى اسرائيلين خلال أسبوعين. وتنتشر صور الأدوات التي استخدمها فلسطينيون في الهجمات من سكين مطبخ ومفك ومقشرة خضار عبر وسائل التواصل الاجتماعي لدى الفلسطينيين والاسرائيليين. ويسارع رجال الشرطة والشهود الموجودون في موقع الهجمات الى التقاط صور بهواتفهم النقالة ثم ينشرون صورة «الاداة» المستعملة في الهجوم. يقول البروفسور الاسرائيلي شاؤول كيمحي ان السكين «اداة تستعمل كل يوم ومتوفرة لدى الجميع ولا تتطلب تدريبا ويمكن اخفاؤها بسهولة». وأضاف أستاذ علم النفس أن «الهجوم بالسكين لا يهدف مبدئيا الى القتل بل للتخويف وتم تحقيق الهدف.الاسرائيليون يشعرون بالخطر حتى ولو لم يكن متناسبا مع مستوى التهديد». وبينما يطور الاسرائيليون وسائل لصد الهجمات مثل منظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ كانت عمليات الطعن مفاجئة لهم. وعلى الرغم من ان هذه الهجمات ليست بجديدة إلا إن وتيرتها متسارعة. ونفذ فلسطينيون أكثر من عشرين عملية طعن ضد اسرائيليين منذ الثالث من أكتوبر الماضي. وقالت ميري ايسين وهي كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية لوكالة فرانس برس»اننا نتعامل مع افراد يستخدمون ابسط اسلحة الارهاب ولا يمكننا مطاردة حاملي السكاكين ولذلك ليس هناك رد امني على هذه الأزمة». بينما تمتلىء شاشات التلفزيون الاسرائيلي بخبراء القتال للدفاع عن النفس الذين يأتون لتعليم المشاهدين بعض الحركات. ويقول أحد الخبراء «الأهم هو أن تحموا نفسكم وتبعدوا السكين عن جسمكم كأن تقوموا بلي ذراع (المهاجم) إلى الوراء» لشل حركته. وأصدر جهاز الاسعاف الاسرائيلي (نجمة داود الحمراء) شريط فيديو تثقيفيا لتعليم الاسرائيليين كيف يتصدون لمن يهاجمهم، ويحذرهم من محاولة نزع السكين من جسد المطعون تجنبا لزيادة النزيف لديه. وعبر شبكات التواصل الاجتماعي يتحدث الفلسطينيون عن «انتفاضة السكاكين» بينما رحب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «بأبطال السكين» في خطبة الجمعة الأسبوع الماضي. وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الاسرائيلي بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005. وامتد التوتر الذي بدأ قبل أسابيع في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين الى العرب في اسرائيل. ويشعر الشبان الفلسطينيون بإحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الاسرائيلي وتكثيف الاستيطان في الأراضي المحتلة بالاضافة إلى ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات الفلسطينية. وكتب الشاب مهند حلبي (19 عاما) على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك انه مستعد للموت من أجل «انتفاضة ثالثة» قبل أن يقتل اسرائيليين إحدهما جندي طعنا بالسكين في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة. بينما كتب مستخدم آخر «أيها المحتلون! مع سكين لا يوجد صفارات إنذار لتحذيركم». وعبر اسرائيليون عن صدمتهم الأسبوع الماضي في تل أبيب عندما رأوا إعلانا في وسط المدينة تظهر فيه سكين طولها ثلاثة امتار تقطع حبة طماطم ضخمة على متن شاحنة، في إطار حملة إعلانية يقوم بها موزع محلي لسكاكين الطبخ. وبعد عدة شكاوى، ازيلت السكين وحبة الطماطم واعتذر الموزعون عن التوقيت السيء لإعلانهم مؤكدين أنه لم يكن مقصودا.