احياء اليوم الوطني للمراة المغربية بالحوز الذي يحل يوم عاشراكتوبر من كل سنة و الاهتمام بوضعيتها في البادية بشكل عام يتطلب الاقتراب منها والاخد بعين الاعتبار خصوصيات محيطها الجغرافية والاجتماعي وربطها بالتحولات التي يعرفها المجتمع القروي بشكل عام ومدى تاثيراتها على مسارالمراة في البادية وهذا ما يحصل قي اقليمالحوز الذي يعتبر جبليا بامتياز وكان الى حدود تعيين حكومة التناوب في نهاية العقد التاسع من القرن العشرين يصنف ضمن الاقاليم الاكثر فقرا في المغرب والمراة في اقليمالحوز رغم الطبيعة الجبلية وكل رواسب التقاليد تحاول بكل اصرار تحدي عوائق تطورها وتعمل على النهوض بوضعيتها وتنمية وسائل عيشها هي واسرتها كثيرا ما تعتبر معيلتها الوحيدة وذلك بفضل انخراطها مبكرا في العمل المدني من خلال جمعيات المجتمع المدني والتعاونيات المنتشرة باقليمالحوز يفوق عددها حاليا 2300 جمعية تنشط في عدة مجالات تمثل فيها المراة ازيد من 15/100 استطاعت ان تتبوا رئاستها وتدبيرها في اطار تحسين دخل المنخرطات المادي و تنمية وضعيتهن الاجتماعية في اطار عدة برامج تتعلق بتنمية الاقليم ومحاربة الفقر فيه هي برامج التنمية الاجتماعية وتنمية المناطق الجبلية ( فيدا ) والتنمية البشرية وكل المشاريع التي تمولها قطاعات الدولة المغربية والمنظمات الحكومية والغير والحكومية الوطنية والدولية وهكذا تحاول المراة ان تطور كل الصناعات التقليدية التي كانت تمارسها في انتاج الزربية وعدد من المنتوجات الصوفية والنسيجية شان ذلك شان منتوجات الحلويلت تشارك بها في المعارض السنوية للصناعة التقليدية التي تنظم بتحناوت وايت اورير وامزميزحصلت في هذا الاطار على عدة جوائز على الصعيدين الوطني والمحلي وقد ساهمت عدة عوامل في بعض التطور التي تعرفه المراة في اقليمالحوز بدء بتوسيع الاستفادة من التعليم بفضل عدة حوافز واجراءات وفرتها الدولة كتفعيل للميثاق الوطني للتربية والتكوين بحيث توسع تعميم تعليم الفتيات و انخفظت نسبة الهدر المدرسي في وسطهن بحيث وصل معدل الفتيات في التمدرس في كل مستويات التعليم الى المناصفة بين الجنسين الى حدود كتابة هذة المراسلة ساعد في ذلك احداث 30 اعدادية 13 ثانوية و11 داخلية وبرنامج التيسير و23 دارا للطالبات و توفير عدد من حافلات النقل المدرسي و توزيع الدراجات الهوائية في جل الجماعات القروية والحضرية ودار للطالبات الجامعيات بمدينة مراكش تمولها سلطات اقليمالحوزومركز للتكوين المهني ولجته الفتاة يتوفر على المهن الفندقية ساهم هذا الولوج الى التعليم الثانوى والجامعي والمهني في انخفاظ ملحوظ في الزواج المبكر والمفروض من طرف الاباء والتقليل من عدد الفتيات التي يحولها اباؤهن كخادمات قي المنازل بالمدن كما تستفيد المراة باقليمالحوزببعض الخدمات الاجتماعية خلال اربع دور للولادة والخدمات الصحية الاخرى و بنسبة مهمة من دروس محاربة الامية من تمويل عدد من القطاعات الرسمية والخاصة و منظمات وطنية ودولية و المراة في اقليمالحوزاستطاعت ان تلج موسسات الشان العام عبر حصة المراة في الجماعات المحلية من خلال اللوائح الاضافية والدوئر المزدوجة وهو ما يتطلب من كل الفاعلين السياسيين العمل على استقطاب المراة للعمل السياسي واتاحة لها الفرصة لتحمل مسؤولية رئاسة الجماعة قروية كانت او حضرية لان التجربة الحالية التي افرزت 160 امراة في 40 جماعة لم تمكن ولو امراة واحدة الوصول الى رئاسة الجماعة. كما ان المجلس الاقليمي للحوز لايضم ولوامراة واحدة . والمراة القروية باقليمالحوز كانت دائما تنجز خدمات متعددة من اجل ضمان عيش اسرتها بالاضافة الى وظيفتها الاساسية التي هي تربية اطفالها والاشغال المنزلية كانت دائما تساهم في الاشغال الفلاحية اما بجانب زوجها وابناءها كتربية الماشية كالحرث والحصاد وجني الغلل الفلاحية من الزيتون والجوز واللوز واما كعاملة موسمية مقابل اجر يومي. والحديث عن المراة بالحوز سوف يذكرنا بعدد من نساء هذه المنطقة لعبن دورا كبيرا على المستوى السياسي والصوفي والفكري بدءا بملكة مراكش زينب النفزاوية الامازيغية اسمها بالامازيغية زينب تانفزاوت نسبة الى منطقة تانفزة وهي زوجة يوسف بن تاشفين موسس الدولة المرابطية بالمغرب كما سمتها الكاتبة زكية داوود في روايتها باللغة الفرنسية ( زينب ملكة مراكش )حيث قالت بانها تركت المدينة التي اسستها مراكش وعادت لمسقط ولادتها اغمات ومن هناك انسحبت من السلطة التي مارستها يعتبرها الجميع امراة عجيبة قال صاحب كتاب الاستقصاء انها كانت سعد يوسف بن تاشفين وكانت احسن نساء الحكم في بلاد زوجها يوسف بن تاشفين وهناك السيدة الصالحة الناسكنة تكركوست بنت مولاي احمد المغارية اخدت علم الدين على ابيها وعمها كما ان السيدة محلة بنت مولاي ابراهيم كانت قائمة على شؤون الواردات على الزاوية بجبل كيك وكانت صفية الامغارية على قدر كبير من الجمال وهي ميالة الى الزهد والعبادة وقد التجات السيدة تشعوت الى الجبل باكرفوان اثر تعرض مدينة اغمات الى التخريب حفظت كتاب الله وكانت تدرس العلوم الشرعية وتربية اتباعها اما السيدة ستي فاضمة المصرية يقال بان محمد بن محمد السملالي هو الذي استقدمها من الشرق عن طريق الزواج ولما توفي زوجها انتقلت من اغمات الى جبل فوق اوريكة انشات فيه زاويتها و كانت نساء اقيم الحوز من قبائل مسفيوة و امزميز وتحناوت واغمات وتغدوين وتزكين واولاد امطاع وتكانة من امهات وزوجات عدد من اعضاء المقاومة وجيش التحريرقد لعبت دورا كبيرا في دعمهم ماديا و معنويا في محاربة الحماية الفرنسية وبعدها في عهد الاستقلال عندما كانوا يعانون من الاعتقالات والتعديب والمحاكمات قي حظيرة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مدافعين على الحرية وترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان والديموقراطية في سنوات الرصاص امثال عمر المسفيوي وحمد بن حمو وعلال واكريم والحبيب الفرقاني ومحمد رشاد وابرهيم بن زيدان التكاني والعشرات من المناضلين الاخرين الا ان الخطر الذي يهدد تنامي تطور المراة حاليا باقليمالحوز والظاهر بجلاء يتمثل في الخطابات والفتاوي الدينية المتشددة التي كثيرا ما تكون محاورها تتعلق بالمراة وضد كل مظاهر تطورها ومشاركتها في تنمية المجتمع بحيث تذهب هذه الخطابات الى معاكسة كل ماتقوم به الدولة لفائدة المراة كمدونة الاسرة وقانون الجنسية وتكريس الدستور المغربي حق المساواة والمناصفة بين الرجل والمراة في الحقوق والواجبات وكذا المعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق المراة التي يوقعها المغرب ملتزما باحترام بنودها وتطبيقها ويلاحظ من خلال هذه الخطابات مواقف تندد باختلاط النساء في العمل والمدرسة والاسواق والشارع والحفلات العمومية ودعوتهن الى التزام بيوتهن وازواجهن ضدا على مطالب النساء عبرمنظماتهن وعلى كل ماتقوم به الدولة لانصاف المراة وتبوءها مناصب كثيرة في الحكومة والبرلمان وكل المؤسسات المنتخبة والوظائف السامية والعادية ومؤسسات تدبير الشان العام عبر العمل السياسي تشجيعا من الدولة عبر عدد من التحفيزات والدعم للاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لتحسيس وتاطيرهن لذلك واذا سلمنا بمواقف المتطرفين باعادة كل النساء التي تعمل خارج بيوتهن سنظطر الى تشريد ازيد من مليون ونصف اسرة تعيلها النساء ونعيد الى منازلها كثيرات لبيوتهن و ربع اطباء المغرب هي طبيبات و38 في 100 من الموثقات و 3 في المئة من المحاميات و34 في المئة من الموظفات و12 في المئة من المستشارات في الجماعات واكثر من 80 برلمانية و45 في المئة من اسرة التعليم وقد توثر تلك الخطابات العدمية في النساء اللواتي يسمعن هذه الخطابات وهذه الفتاوي كما يمكن ان توثر في الاباء والازواج والاخوة الكبار فيصاب الجميع بالاحباط في الوقت الذي تقوم فيه الدولة بجهود كبيرة لفائدة المراة من جهة بهدف الاستجابة لمطالب المنظمات والجمعيات النسائية المغربية بتطبيق المناصفة التي ينص عليها الدستورالمغربي ومن جهة اخرى لتجاوز ماتنشره بعض المنظمات الدولية حول رتب المراة المغربية في عدد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما هو الشان بالنسبة للتقرير الذي اصدره اخيرا المنتدي الاقتصادي العالمي الذي يقول بان المراة المغربية لاتزال تحتل مراتب غير مرضية .. لذا من المطلوب من كل الفاعلين في السلطات والسياسين والمدنيين والحقوقيين التصدي لكل المناوئين لحقوق المراة في تطورها يكفلها لها الدستور المغربي و المواتيق الدولية ومناهضة خطابات مرجعها الفتاوي المتشددة لبعض القنوات الفضائية والمواقع و الكتب والاقراص المدمجة