كيف استطاع بعض الكتاب الفرنسيين أن يجعلوا من مواقع التواصل الاجتماعي مختبرات لنصوصهم ؟ للإجابة عن هذا السؤال نظمت المجلة الفرنسية (ماغازين ليتيرير) استطلاعا للرأي مع العديد من الكتاب الفرنسيين الأغ طا على الإنترنت. وفي ما يلي نقدم هنا حوارا مع الكاتب فرانسوا بون François Bon الذي يعتبر أول كاتب فرنسي أنشأ أول موقع إلكتروني أدبي سنة 1997 الذي صار في ما بعد يسمى (Remue.net ) ثم أسس في ما بعد موقع (Tiers-Livre.net ) كما اهتم فرانسوا بون بإصدار الكتب الرقمية بشراكة مع مؤسسة (Publie.net ) التي تعتبر أول تعاونية للكتاب متخصصة في النشر الرقمي والأدب المعاصر. o أنتم من أشهر الكتاب الناشطين على الإنترنت ما هو تفسيركم لهذا الانجذاب إلى العالم الافتراضي ؟ n حذاري من الخطأ ! ففي العالم الافتراضي الكتاب هم الأكثر حضورا ونشاطا ... وليس هناك أي انجذاب خاص للعالم الافتراضي لأن الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي هي ارتقاء بحياتنا المادية وتكامل معها أيضا . o كيف تستثمرون شبكات التواصل الاجتماعي وما هو نوع النصوص التي تنشرونها على صفحاتها ؟ n ككل الكتاب أستعمل التويتر والفيسبوك . أما فيما يخص محتويات النصوص التي أنشرها على صفحاتها فليست لدي أية خلفية أو قاعدة عامة لاستعمال الإنترنت .. هناك تتبع وبحث دائم عن الأخبار والمعلومات ثم بعد ذلك البحث عن المتع المعنوية والصداقات الجديدة وأخيرا تبادل الأعمال والالتزامات ... إن أشد ما أكره هو فكرة (com ) في جميع أشكالها .. إنها تسبب لي بعض (البثور) ولن أعمد إلى تلويث حسابي على التويتر. o ما الفرق في رأيك بين التويتر والفيس بوك ومايسبيس أوبابيليو المختص في تسويق الكتب ؟ n لم يكن لدي أي فرق بين هذه المواقع، فأنا أستعمل الفيس بوك والتويتر ومن حسن حظي أنني استطعت مؤخرا وضع فرق بينها فبالنسبة للتويتر فأنا أستعمل Ehofon pro)) بمعنى آخر زاوية صغيرة خارج الشبكات وهو متوفر أيضا على الأيفون والأيباد . o في تصورك هل يصير لأعمالك الأدبية معنى آخر عندما تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ؟ n إن الأدب بناء استرجاعي. فنحن الكتاب من نملك القرار وبكل تأكيد بعد الأدباء الرواد أمثال سان سيمون أو بوصي ... إذن لنكتب ولندون واقعنا حيث نكتبه على صفحات الإنترنت وليس لنا الحق أن نصدر حكم قيمة على ما نكتب هل هو أدب أم لا ؟ o هل يكون لاستعمالك الكثير لشبكات التواصل الاجتماعي تأثير على حياتك ككاتب ؟ بمعنى آخر هل يأخذ من زمن الكتابة لديك ؟ وأخيرا هل لها تأثير على أسلوبك والمواضيع التي تتطرق إليها ؟ n لا.. ليس هناك أي تأثير بما أنه ليس لدي أي نشاط آخر خارج اشتغالي على شبكة الإنترنت . لست أدري ما هو الوقت المخصص للكتابة بعد أوقات النوم والمشي والتأمل ..إلخ وكل ما تبقى من وقت أقضيه بمكتبي أمام الكومبيوتر. إن زمن الإنترنت بالنسبة لي ليس زمنا خارجا عن الكتابة ، وأخيرا إن الكاتب الذي يتوفر على أسلوب خاص أو موضوع محدد خارج التجربة الملموسة التي هي الكتابة سوف يظل دائما بعيدا عن الكتابة نفسها .. أجل إن طريقة الولوج والتفاعل هي ما يحدد المضامين ، فالتويتر بتسلسله وفوريته يعتبر في رأيي مختبرا هائلا للتركيز والتخييل . o بشكل عام هل تعتقدون أن شبكات التواصل الاجتماعي قادرة على التأثير في الأدب ؟ n إن الأدب والإنترنت يسخران أحيانا من بعض آرائنا .. كل شيء في رأيي على ما يرام .. ودعني أعبر لك عن حذري الشديد في هذا السؤال من إصدار أية فكرة إيجابية أو سلبية . o هل هناك من مقارنة بين شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والمدونات كفضاءات افتراضية للتعبير؟ n ليس هناك أي فرق .. لأنها تتكامل في ما بينها وتتقاطع باستمرار.. لاوجود لأي موقع إلكتروني من دون شبكة ولاوجود لأية شبكة من دون موقع إلكتروني يدعمها .. وما أروعه من اختراع عندما يتقاطعان معا . عن المجلة الفرنسية (ماغازين ليتيرير) * أول كاتب فرنسي أسس موقعا إلكتروني أدبيا سنة 1997