محض سؤال: تساءلت من يكون المسؤول الافتراضي عن تنظيم حركة السير والجولان ذلك المساء برواق معرض «أحمد بن اسماعيل»؛ أي بين لوحاته. لقد وجدت نفسي في مفترق طرق، رأيت معظمها يفضي رأسا إلى حوادث ألوان لا تؤمن بعلامات التشويرلأجمل غرامة منصوص عليها في جديد مدونة السير. الطريق الأول: يبدو فيها «أحمد» لايزال متمسكا بآلة تصوير، أسعفته طويلا في هندسة خرائط فوتوغرافية، شكلت فيها الوجوه والأحداث ميسما فنيا وجماليا. أقوى لحظاته حضور الأبعاد الثقافية والاجتماعية والسياسية، وتقاطعها في ملمح بارز أكاد أسميه: الوفاء لمقتضيات المبدأ، والقناعة التي لا تشوبها شائبة. الطريق الثاني: فجأة يقرر«أحمد» إزاحة آلته العجيبة عن كتفه الأيسر. أتخيل أن يكون ألقى بها في دولاب قديم، يبعد عنا زمنيا بنفس العمر الفاصل بين عهدين، عهد «الإمام مالك» و«العهد الجديد»، ومكانيا بنفس المسافة الرابطة بين مغادرته الطوعية للوظيفة وتفرغه الشامل لتربية الألوان على المناورة في الصحراء الضيقة للوحة. «أحمد» هو كل هذا الطين والعجين الملتفت باستمرار لحبل ولادته: ولادة الألوان، والمهن والصناعات، وأول الحرف والمدن والأسوار. الطريق الثالث: تصير الاستعاضة بالريشة عن آلة التصوير في لعبة شبيهة بعملية تسليم السلط هذه المرة للأصابع أصابعه التي تصلح لكل شيء لتعدد الاختصاصات لتخطيط أكلة لإدارة مؤامرة لشنق أحياء غير محترمين لجر فكرة من خناقها إلى حدود الاعتراف بمسؤوليتها في توتر الأوضاع، لإنعاش لون في مصحة للمرض السياسي وتحويلها إلى مقاتل وطني. الطريق الرابع: الأسوار تتسع، غير عابئة باللون البني الذي تتكئ عليه الأبواب تخلت جوقة العميان عن حراستها العيون تضيق، باتت تتنفس بصعوبة بالغة عينك هي من يسيء إليك، عندما تحرضك على اقتراف أغنية لم يسمع بها أحد. تغتسل بلياليها في علبة ليل ينشط بقوة دفع رباعي في الجناح الأوسع الفارغ من الرأس وفي النصف المليء من الكأس الأخرى ما يكفي لإغراق أسماك فاسدة الطريق الخامس: الطفولة تهرب صوب ممتلكاتها الصغيرة التي تركناها عرضة لقبائل تقل أفكارها، التي لم تبلغ سن الرشد، على ظهر بغل في صحة جيدة، يبشر للديمقراطية في موسم الحرث بجرار أرض/ جو يستهدف قارة الفهم بالضبط من البرج العاجي، في سلم ريشتر. والوردة تخطب في لوحة وليس في وعيها تدبير جرائم بالأرقام.. الطريق السادس: تبدو مهمة ذلك المخبر سهلة جدا، وهو يتعقب ميلاد القصيدة السادسة، في كونتوار الفندق السادس، في شارع سيدي محمد السادس، في جمادة السادسة. المخبر ذاته معني بزيارة المعرض، لكنه عاجز عن التأريخ لهذه الحروب كلها بألوان أخف.