صفعت الحكومة المركزية الاسبانية رئيس بلدية "لوديو" بإقليم الباسك، المطالب بالانفصال عن المملكة الاسبانية، ورفضت مدريد رفع علم البوليساريو فوق مقر البلدية. واعتبرت اسبانيا الامر تحديا للقانون ، حيث قال مندوب الحكومة الإسبانية في إقليم الباسك، كارلوس أوركيخو ، "إن رفع الأعلام الانفصالية فيه نوع من السخرية والضحك والتحايل على الدولة والقضاء الإسبانيين"، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن" بلديات أخرى حاولت القيام بالشيء نفسه إلا أن القضاء حسم في الأمر معتبرا ذلك مخالفا للقانون ويعاقب عليه، مؤكدا عزم الدولة الإسبانية على اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق رئيس البلدية". وفي تطور لافت بمنطقة الباسك، أعلنت بلدية طوتانا الإسبانية خلال الاجتماع الذي عقدته الثلاثاء الماضي، في إطار الدورة العادية السنوية" دعمها لجبهة البوليساريو، وطالبت الحكومة الإسبانية بإعادة توطيد علاقاتها الدبلوماسية بجمهورية البوليساريو. وتعتبر منطقة الباسك من أكثر المناطق بإسبانيا استغلالا للقضية الصحراوية، واستعمال ورقة البوليساريو للضغط من اجل الانفصال عن إسبانيا، وهو ما ترفضه مدريد التي تعرف حقائق القضية باعتبارها كانت دولة محتلة للصحراء المغربية، كما تعرف مدريد أيضا كيف تحولت الصحراء في كافة المجالات بعد أن تركتها أرضا خلاء بعد تحريرها عبر المسيرة الخضراء. كما يشكل المحتجزون فوق التراب الجزائري، وسيلة للاسترزاق بهم وجمع ملايين الدولارات باسم البؤس الذي يعيشونه قسرا، حيث كشف تقرير للمكتب الأوروبي لمكافحة الغش صدر مؤخرا أن عصابات البوليزاريو ومنذ بداية تسعينيات القرن الماضي عملت على تحويل جزء كبير من المساعدات الإنسانية الدولية المخصصة للسكان المحتجزين بمخيمات تندوف، قصد بيعها في السوق السوداء و تحويل قيمتها المالية إلى جيوب النافذين من المساندين لعبد العزيز المراكشي وزوجته الحاكمة الفعلية لرقاب المحتجزين.. وأكد التقرير الذي أعده المكتب سنة 2007، المستند إلى دراسة أنجزها مدققو الحسابات التابعون له قبل أربع سنوات، أن المساعدات الإنسانية الدولية المخصصة لمخيمات تندوف تحول من ميناء مدينة وهرانالجزائرية الذي تمر عبره " بشكل ممنهج ومنظم" خاصة الغذائية منها، والتي تمنحها اللجنة الأوروبية من خلال المديرية العامة للمساعدات الإنسانية، حيث يتم تصنيف المساعدات وحجز الأهم منها لإعادة بيعه أو مقايضته. والخطير في الأمر، يضيف التقرير، أن الأدوية التي تمنحها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تباع في الجزائر وموريتانيا ومالي، وغيرها من المناطق، كما أن جزءا آخر يباع للمهربين وتجار المخدرات والحشيش. وتخوفت عدة تقارير من اختراق مجموعات إرهابية للمخيمات، وتحويلها قاعدة انطلاق للإرهابيين.