كشفت مصادر عليمة أن اجتماعا تم بمقر رئاسة الحكومة وضم جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان المغربي، مضافا إليها فيدرالية اليسار المغربي. ومثل إدريس لشكر الكاتب الأول للحزب الاتحاد الاشتراكي في هذا اللقاء .وأفادت مصادرنا أن الاجتماع الطارئ، جاء لتدارس وضعية القضية الوطنية، في ظل دعوة الحزب الحاكم بالسويد للاعتراف بالبوليساريو ، وهو ما يشكل متغيرا بالنسبة للمغرب. وكشفت مصادر مطلعة أن حضور أمينة الحزب الاشتراكي نبيلة منيب، رغم كون حزبها غير ممثل في البرلمان، جاء لأن رئيس الحكومة يعول على تدخلها لدى التحالف الحاكم بالسويد والمكون من الشيوعيين والخضر وأنصار البيئة والحزب العمالي الاشتراكي . وعلمت الجريدة أيضا من مصدر خاص، أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون ، قد التقى الملك الاسباني ، بمقر الأممالمتحدة. وحسب نفس المصادر، فإن مون طلب من الملك الاسباني القيام بدور ما، لم يكشف عنه لحلحلة الوضع التفاوضي بخصوص الصحراء المغربية، وهو نفس الطلب الذي طلب من الرئيس الموريتاني، ولا يعرف لحد الآن هل هناك مسار آخر للأمين العام للأمم المتحدة الذي سيغادر الامانة العامة بعد أشهر لاستكماله الولايتين اللتين يتيحهما له القانون. وكانت زيارة المبعوث الأممي كريستوفر روس للمنطقة قبل أيام، قد مرت بشكل فاتر إذ تم استقباله بشكل دبلوماسي محتشم عكس الزيارات السابقة، مما يعني أن زيارته لم تحمل جديدا يذكر بالنسبة لجميع الأطراف، سواء المغرب أو الجزائر وإسبانيا، وهي الدول التي قام بزيارتها. والمغرب حسم خياراته في القضية الوطنية منذ تحريرها من الاستعمار بعد المسيرة الخضراء. وقد كان الخطاب الملكي الاخير بمناسبة المسيرة الخضراء في ذكراها 39 خص مسألة الصحراء بالنصيب الوافر، وعرف الجهوية التي تعتبر حلا للمركزية بالقول "فالجهوية التي نتطلع إليها، ليست مجرد نصوص قانونية، وتحويل اختصاصات وموارد، مادية وبشرية، من المركز إلى الجهات، وإنما نريدها أن تقوم على الغيرة الوطنية الصادقة على الوحدة الترابية لبلادنا. وأضاف جلالة الملك في نفس الخطاب "المغاربة تلاقح حضاري أصيل، بين جميع مكونات الهوية المغربية. وهم عندنا سواسية. لا فرق بين الجبلي والريفي، والصحراوي والسوسي". واعتبر الخطاب أن "المغرب الموحد للجهات لا يعني أبدا، التعصب القبلي، ولن يكون عاملا للتفرقة والانفصال. لأنه أمر ممنوع، سواء في الدستور القديم، أو الجديد للمملكة". واستعرض الخطاب الملكي التضحيات الجسام التي قدمها الشعب المغربي من أجل تحرير الصحراء واعادة بنائها وشدد على ان الصحراء"ليست قضية الصحراويين وحدهم. الصحراء قضية كل المغاربة"مضيفا " وكما قلت في خطاب سابق : الصحراء قضية وجود وليست مسألة حدود" وبشكل قطعي قال جلالة الملك "المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها" وتطرق للإنجازات التي بنيت بعرق المغاربة وتضحياتهم من أجل النهوض بالمنطقة وإلحاقها بالركب بعد فترة احتلال عصيبة، وواجه جلالة الملك كل المتاجرين بالقضية الوطنية "هؤلاء الذين جعلوا من الابتزاز مذهبا راسخا، ومن الريع والامتيازات حقا ثابتا، ومن المتاجرة بالقضية الوطنية، مطية لتحقيق مصالح ذاتية" وقال لهاته الفئة" كفى من سياسة الريع والامتيازات. وكفى من الاسترزاق بالوطن، وإنصافا لكل أبناء الصحراء وللأغلبية الصامتة التي تؤمن بوحدة الوطن..". وكان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية واستشعارا منه لحساسية الظرفية التي تمر منها القضية الوطنية، قد قرر تنظيم ندوة دولية نونبر القادم ، حول القضية الوطنية سيحضرها فاعلون دوليون وباحثون، للمساهمة في التعريف بقضية البلاد الأولى وممارسة الدبلوماسية الحزبية التي يعول عليها اليوم في عالم متحرك، كما لعب الحزب أدوارا أساسية من خلال مشاركته في الاممية الاشتراكية والتي يحظى فيها بتواجد قوي داخل أجهزتها التنفيذية . وبفضل تواجد الاتحاد داخل هياكلها، فإن المنظمة الدولية دائما تساند الوحدة الترابية للمغرب، وتنجز تقارير هامة عن الوضع وتفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بالمخيمات الواقعة فوق التراب الجزائري.