تراجع عبد المالك أبرون عن قرار مغادرة سفينة المغرب التطواني، بطلب وإلحاح كبيرين من منخرطي ممثل الحمامة البيضاء، ليقرر ركوب التحدي لولاية جديدة، بعد أن كان قد عزم على الرحيل في وقت سابق، وذلك لإتاحة الفرصة لبعض الوجوه الشابة من أجل تحمل مسؤولية قيادة النادي. بيد أن الحضور الذي فاق 600 شخصا، من بينهم 67 منخرطا، تشبثوا بأبرون وطالبوا ببقائه على رأس الفريق، في مشهد مؤثر خصوصا بعد الكلمة التي ألقاها عند صعوده المنصة تحت تصفيقات الحاضرين. وكان الحاج عبد المالك أبرون، قد استهل أشغال الجمع العام السنوي العادي للموسم الرياضي 2014 ? 2015 المنعقد مساء السبت 19 شتنبر الجاري، بالحديث عن الانجازات التي حققها الفريق خلال العشر سنوات الأخيرة، رغم الصعوبات والإكراهات، قبل أن يقدم الشكر للعديد من المسؤولين والجهات التي ساندت ودعمت الفريق، ويعود لها الفضل فيما وصل إليه الفريق، معتبرا الموسم الماضي استثنائيا بكل المقاييس، حيث أوضح قائلا " حتى أننا لم نشعر بنهاية البطولة وبداية أخرى، لكثرة مشاركاتنا واستمرار العمل على طول السنة، خصوصا على الواجهات الأربع، التي كان أبرزها كأس العالم للأندية، التي كانت مناسبة ذهبية أتيحت لفريقنا، وكنا نتمنى أن نقدم أكثر مما قدمناه، لكن شاءت الأقدار أن يكون خروج فريقنا مبكرا... لكنها مع ذلك تبقى تجربة مهمة جدا وفرصة تسجل في تاريخ فريقنا ومدينتنا". مضيفا " رغم محدودية الموارد وانعدام الدخل القار الذي يظل الهاجس الأكبر لنادينا، دخلنا غمار منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، لنؤكد لكل المشككين أن النجاح يصنع من القاعدة. واستراتيجية عملنا بدأت بمخطط سطرناه إبان فترة التأهيل. وأرسلنا إشارات إلى كل أعيان المدينة وإلى كل الساهرين على تدبير الشأن المحلي والجهوي بأن الفريق لن يكون ضيف شرف المسابقة، وأنه جاهز للتنافس على كأس عصبة الأبطال." وصب أبرون جام غضبه على من استغلوا الانتخابات ليهاجموا الفريق، كما "أن البعض الآخر لم يلتقطوا الإشارة، ليتركوا الفريق غارقا في مجابهة المشاكل المالية، التي أثقلت كاهل المسيرين والتي لا يعرف عنها منتقدو الفريق إلا العبارات المجانية "، فقد استطعنا، يضيف أبرون، تجاوز هاته العقبات، وضمان مشاركة فريقينا في أجواء الفرق الكبرى والعالمية. مشيرا إلى عطف جلالة الملك محمد السادس على الفريق، حيث مكنه "من طائرة خاصة على نفقته، نقلت الفريق لنيجيريا في وقت كنا في أمس الحاجة لهاته المبادرة الكريمة، التي نعتز ونفتخر بها." وصادق المنخرطون 66، الذين حضروا أشغال الجمع العام من أصل 111 منخرط بالنادي، على التقريرين الأدبي والمالي بالإجماع، بعد تلاوتهما من طرف الكاتب العام دانيال زيوزيو، وأمين المال عبد الإله بنمخلوف، وقد عرفت ميزانية الفريق عجزا فاق ستة ملايين درهم، حيث بلغت المصاريف خلال الموسم الفارط 49533258.37 درهم، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه المداخيل 43155665.43 درهم، حسب ما جاء في التقرير المالي. وتطرق التقرير الأدبي إلى خمسة محاور، همت عمل المكتب المسير ومشاركة الفريق في المنافسات الوطنية والخارجية، إضافة إلى مجال التكوين والبنيات التحتية والعلاقات العامة للنادي، وكذا استعدادات الفريق الأول للموسم الرياضي الجديد، فضلا إلى عن الحديث عن البنيات التحتية الرياضية والعلاقات الخارجية والاتفاقيات المبرمة بين المغرب التطواني وبعض الفرق العربية كفريقي سموحة المصري والهلال السوداني. وفي اختتام أشغال الجمع، الذي سيره الرئيس المنتدب محمد أشرف أبرون، وحضره ممثلين عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وممثل عن العصبة الاحترافية وممثل وزارة الشباب والرياضة وممثل عن الجماعة الحضرية لتطوان، تكريم بعض الفعاليات الرياضية والإعلامية بالمدينة، كما صادق المنخرطون بالإجماع على تحويل الفريق من جمعية إلى شركة، وفقا لبرنامج تسطره الجامعة الملكية المغربية للعبة. يذكر أنه قد تم تخويل الحاج أبرون صلاحية تشكيل مكتب جديد، يقود الفريق لأربع سنوات قادمة.