ركزت كل التصريحات التي سبقت زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى المغرب على علاقات الصداقة والتميز بين البلدين في جميع المجالات .وحسب رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ الذي يرافق الرئيس الفرنسي في هذه الزيارة في تصريح للاتحاد الاشتراكي فإن الازمة التي مست العلاقات بين البلدين صارت جزءا من الماضي فهناك إرادة لزعيمي البلدين من أجل التقدم بهذه العلاقات الى الامام اكثر قوة وكثافة على ما كانت عليه في السابق." وتم اختيار مدينة طنجة من اجل استقبال الرئيس الفرنسي في زيارة صداقة وعمل تدوم يومين، ورمزية هذه المدينة هي ما تمثله من نهضة اقتصادية وعمرانية كبيرة في العهد الجديد، وهي المدينة المغربية الأقرب إلى أوروبا وبوابة للهجرة، التي ستكون أحد محاور هذه الزيارة خاصة حول السياسة المغربية الحكيمة في هذا المجال والتي توجت بمنح بطاقات الإقامة إلى المهاجرين من أجل الإقامة والعمل بالمغرب الذي أصبح وجهة لجزء من المهاجرين القادمين من إفريقيا بعد أن كان في السابق منطقة عبور. الزيارة تعول عليها فرنسا من أجل دفع وثيرة التعاون بين البلدين و تعزيزها في جميع المجالات بعد البرود الذي عرفته في السنة الماضية، والتي وصلت الى النضج اليوم حسب مصدر مقرب من الرئاسة الفرنسية، الذي أكد أن العلاقة بين البلدين اليوم تطبعها الشراكة والتعاون المكثف في جميع القطاعات وهو ما مهد الطريق لعدد من المقاولات المغربية والفرنسية إلى التعاون في إفريقيا الغربية التي يعتبر المغرب أول مستثمر بها. كما أن هذا التعاون مكن المغرب أن يصبح بلدا مصدرا للسيارات الى عدد من مناطق العالم بما فيها فرنسا. ويتوقع أن يتم خلال هذه الزيارة افتتاح مركز لإصلاح عربات القطار السريع طنجةالدارالبيضاء،وزيارة ميدانية أيضا الى ميناء طنجة المتوسط ، أحد اهم الانجازات الكبيرة في البنى التحتية الأساسية في العهد الجديد والتي ترمز الى التعاون بين البلدن في هذا المجال. ويتوقع أن يعطي جلالة الملك والرئيس الفرنسي انطلاق معهد التكوين المهني لمهن الطاقات المتجددة والفعالية الطاقية.هذا المعهد يرمز أيضا الى اختيارات العهد الجديد، وهي الرهان على الطاقات المتجديدة، ودعم مشروع المغرب لتنظيم ا للقاء العالمي كوبس23 بدعم من فرنسا التي سوف تنضم في شهر نوفمبر المقبل كوبس 22 الذي يتداول حول قضايا البيئة بالعالم وسبل الحفاظ عليها . كما سيتم التوقيع نداء طنجة، والذي سيتوج هذه الزيارة ويرافق الرئيس الفرنسي عدد كبير من رجال الاعمال خاصة الذين لهم استثمارات في طنجة في مجال الموانئ ،الطاقات المتجددة ،النقل والبنيات التحتية،وسوف يخصص لهم الرئيس الفرنسي لقاء من اجل إعطاء دفعة جديدة للاستثمار الاقتصادي بين البلدين حيث مازالت فرنسا هي المستثمر الأول في المغرب ، لكن على صعيد التبادل التجاري أصبحت ثاني ممول تجاري للمغرب بعد اسبانيا ،وهو ما بات يفرض على الفرنسيين بذل مجهود مضاعف في هذا المجال. ومن المقرر كذلك أن يستقبل الرئيس الفرنسي يوم الاحد 20 اكتوبر ممثلين عن الجالية الفرنسية المقيمة بالمغرب والتي يبلغ عدد المقيمين منها والمسجلين في قنصلياتها 50 الف. وعدد اكثر منهم غير مسجل كتعبير على البعد الإنساني للعلاقات بين البلدين، حيث توجد كذلك جالية مغربية مهمة بفرنسا تتجاوز مليون نسمة تتميز بتنوعها وغناها البشري منها اليوم وزيرتان ترافقان الرئيس في هذه الزيارة الرسمية،وهما مريم الخمري وزيرة التشغيل ونجاة فالو بلقاسم وزيرة التربية الوطنية بالإضافة الى وزير الخارجية رولان فابيوس ووزراء البيئة والعلاقات مع البرلمان، ليبقى الغائب الكبير هو وزير الداخلية بيرنار كازانوف المشغول جدا بالقضايا الاوربية حول اللجوء الهجرة، لكن رغم غيابه فان ملفات الامن والهجرة والتطرف الديني سوف تكون حاضرة في النقاشات خاصة ان فرنسا سوف تستفيد من تكوين ائمتها بالمغرب في معهد محمد السادس لتستفيد من التجربة المغربية في هذا المجال والتي تجسدها مؤسسة امير المؤمنين, كما ان التعاون الأمني لمواجهة التطرف والإرهاب بالمنطقة سوف يكون حاضرا في النقاشات بين البلدين بالإضافة الى ملفات الهجرة واللجوء التي تشغل البلدين بسبب الوضع الذي تعرفه المنطقة سواء بالساحل الافريقي او الشرق الأوسط.