اختارت قوات الاحتلال الاسرائيلي الذكرى الرهيبة لمجازر صبرا وشتيلا،لكي تعيد إلى الأذهان الطبيعة المتوحشة لآلتها العسكرية، في مواجه الشعب الفلسطيني الأعزل. وتعمدت قوى اليمين المتطرف والاصولوية اليهودية الحربية تفجير الأوضاع بالتصعيد المتواصل حول المسجد الأقصي المبارك. وهو ما دفع السلطة الفلسطينية إلى أن تذكر العالم وضميره الحي بأن الإحتلال الإسرائيلي من خلال رئيس حكومته يضرب عرض الحائط بكافة البيانات والدعوات والنداءات الإقليمية والدولية الداعية إلى تفادي الاستفزاز . والواضح أن المنظمات اليهودية المتطرفة تسير على خطى الحكومة الإسرائيلية التي تؤمن لها الدرع السياسي والمؤسساتي الرسمي حتى تواصل الحشد لإنجاح الاقتحامات اليهودية لباحات الأقصى، مع تأمين عسكري من خلال مصادقة حكومة الاحتلال على استخدام القناصين في العاصمة المحتلة . وهو إعلان عن مواجهة أطفال الحجارة بقناصة الجيش بواسطة بنادق قنص ضدهم لا لشيء إلا لأنهم يدافعون عن أنفسهم ويتصدون لاقتحامات المستوطنين وقوات الاحتلال للمسجد الأقصى وفي مناطق مختلفة من القدس. وبهذا تكون دولة الاحتلال قد عممت استخدام القناصة في القدسالمحتلة لتساوي بينها وبين الضفة الغربية التي يستخدم فيها جيش الاحتلال القناصة في المواجهات مع الشبان الفلسطينيين منذ مدة. وأمام العالم اليوم مواجهة إرهاب دولة اسرائيل التي لا يقل إرهابها عما تقوم به بنيات الإرهاب الأخرى، الذي تتعبأ له وضده القوى العظمى، باسم تحالفات عابرة للقارات وللدول. إن استمرار الاحتلال وأساليبه من أهم العناصر التي تغذي التطرف وتزكي الدعوات الجهادية ، وتطعم بآلاف الجنود تنظيمات القتل باسم العقيدة، وباسم فلسطين ذاتها وباسم القدس التي يطلق اسمها على العديد من فصائلها. والاتحاد الذي عاش أطوار القضية الفلسطينية، تضامنا وتفاعلا وانخراطا واعيا كاملا، لا يمكنه أن يقبل بقاء الشعوب في المنطقة وسط »توازن الرعب« بين إرهاب دولة إسرائيل وبين إرهاب التنظيمات المتطرفة، وأن الحل يكمن في قيام دولة فلسطين الحرة وعاصمتها القدس.