لاله عام 1967 لاعتداءات متواصلة أبرزها اقتحامات وزراء ونواب بالكنيست وأفراد الشرطة والمستوطنين ومحاولتهم أداء طقوس دينية، وهو ما يؤدي إلى توتر في المسجد، فضلا عن سلسلة قرارات تهدف إلى الهيمنة عليه وتقسيمه زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود. وللتنويه فإن سلطات الاحتلال تخصص من طرف واحد الفترة بين الساعة السابعة والنصف والعاشرة صباحا والفترة بين الواحدة والثانية ظهرا لاقتحامات المستوطنين بحراسة مشددة، وذلك على الرغم من أن الأردن هو الذي يتولى إدارة شؤون المسجد. كما أن دعوات اقتحام الأقصى من قبل المستوطنين تتزايد في الأعياد اليهودي. و كان آخر الاعتداءات اللاانسانية هذه التي شهدها المسجد الأقصى منذ ثلاث أيام، والتي خلفت أضرار في المسجد الأقصى وجملة من الإصابات والاعتقالات في صفوف المواطنين الفلسطينيين بسبب ما يعرف برأس السنة العبرية. الاٍعتداء الأعنف انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من المسجد الأقصى، بعد اقتحامات نفذتها لثلاثة أيام على التوالي وتسببت بإحداث أضرار في المسجد، وأسفرت عن إصابة العشرات من المصلين الفلسطينيين المرابطين فيه، وقد أعادت تلك القوات انتشار عناصرها على أبواب الحرم القدسي وفي المدينة القديمة وسط حالة من التوتر بعد مواجهات مع الشبان المقدسيين. وقد خرجت قوات الاحتلال من باحات الحرم القدسي الشريف، وباشر المصلون والمرابطون والقائمون على المسجد الأقصى بتنظيف الجامع القبلي من مخلفات الاقتحام التي تسببت بإحداث أضرار في المسجد، واستخدمت فيه قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز والأعيرة المطاطية ضد المرابطين. و قد أعربت وكالة الأنباء الفلسطينية عن إصابة ستة وثلاثون فلسطينيا بالرصاص المطاطي, لدى اقتحام قوات الاحتلال باحات الحرم القدسي الشريف بأعداد كبيرة صباح اليوم، واشتبكت تلك القوات مع المرابطين الذين حاصرتهم داخل المسجد الأقصى, وقمعهم بقنابل الصوت والرصاص المطاطي, واعتقلت الشرطة عددا من المصلين، اتهمتهم بالتحريض ورشق الشرطة بالحجارة. ونقلت وكالة الإنباء الفلسطينية( وفا) عن أحد العاملين بدائرة الأوقاف الإسلامية في الأقصى تأكيده بان هذا الاقتحام يعتبر سابقة، من خلال لجوء الاحتلال لتحطيم وتكسير بوابات الجامع القبلي ودهمه، وما نجم عن ذلك من خراب وتدمير هائلين، وحرق جزء من سجاد المسجد، وتكسير عدد من نوافذ وشبابيك الجامع التاريخية. وقد نشر الاحتلال قواته على كافة مداخل الحرم القدسي وفرض تشديدات أمنية صارمة، كما اعتلى جنود الاحتلال لأول مرة أسطح المسجد الأقصى بعد اقتحامه بأعداد كبيرة ووجهوا قناصتهم إلى المرابطين داخل المسجد وأطلقوا قنابل الغاز والصوت من نوافذ المسجد. وأشار ناشطون داخل الأقصى أن قوات الاحتلال اعتدت على المسنين وفرق الإسعاف، وأكدوا أن الاحتلال لم يستطع اعتقال أيا من المرابطين، لكنه اعتقل آخرين عند أبواب الحرم القدسي، كما اعتبروا اقتحام يوم الثلاثاء هو الأعنف لقوات الاحتلال التي دخلت المسجد الأقصى، إذ داسوا السجاد بأقدامهم وصولا إلى منبر صلاح الدين حيث هاجموا المرابطين بالرصاص المطاطي. من جانب آخر، أكدت مصادر طبية فلسطينية إصابة شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي وعدد من حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت بالقرب من بوابة» نتانيا» العسكرية الإسرائيلية في مدينة «طولكرم» شمال الضفة الغربية. مظاهرات ضد العدوان تظاهر عشرات الفلسطينيين يوم الأحد الماضي في مدينة رام الله وسط الضفة الغربيةالمحتلة، احتجاجا على الاعتداءات التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى المبارك والمصلين فيه، فيما حذر رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله المجتمع الدولي من نتائج التصعيد الإسرائيلي في القدس، وما قد ينتج عنه من انفجار للأوضاع في المنطقة بأكملها. وحمّل الحمد الله، في بيان صادر عن مكتبه، الحكومة الإسرائيلية نتائج استهداف المسجد الأقصى، مذكراً أن «القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس تواصل حراكها مع دول العالم، خاصة العربية، لوضعها في صورة الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية بحق القدس، لا سيما المسجد الأقصى، ومطالبتها بتدخل فوري لوقف التصعيد الإسرائيلي وسياسات الحكومة الإسرائيلية في استهداف القدس، ورفع المشاركون، في التظاهرة، الأعلام الفلسطينية، ويافطات تدعو إلى حماية المسجد الأقصى، ووقف الاعتداءات عليه، ورددوا هتافات طالبوا خلالها الشارع الفلسطيني بضرورة التوحد والتحرك للدفاع عن الأقصى والتصدي لهجمات الاحتلال عليه. كذلك طالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الكاملة وتأمين الحماية للفلسطينيين ومقدساتهم. ودعا المشاركون في التظاهرة إلى هبة جماهيرية وتصعيد للمقاومة الشعبية بكافة أشكالها من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى وإيصال رسالة للعالم بأن الفلسطينيين يصرّون على الدفاع عن مقدساتهم وحقوقهم التاريخية. وفي السياق ذاته، اعتبر الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي، أن «تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً هو أمر مرفوض، وإن التصدي له واجب وطني على كل فلسطيني، في حال وجود مساعٍ إسرائيلية بهذا الشأن». من جهته، قال منسق القوى الوطنية الفلسطينية في رام الله، عصام بكر، ل»العربي الجديد» إن «التظاهرة جاءت رفضاً لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس». ووصف الاعتداء على المصلين المرابطين في الأقصى بأنه «محاولة ارتكاب مجزرة بحقهم». وطالب السلطة الفلسطينية بضرورة التحرك على كافة المستويات العربية والإسلامية والدولية. إدانات عربية وعالمية أدان الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية اقتحام مستوطنين يتقدمهم وزير إسرائيلي المسجد الأقصى وباحاته صباح يوم الأحد الماضي تحت حماية قوات الاحتلال التي أغلقت جميع أبوابه أمام المصلين بمناسبة ما يعرف بالسنة العبرية. إذ دعت الحكومة الأردنية في بيان إلى التوقف عن استفزازاتها، ومنع الاعتداءات على الأماكن المقدسة، من جانبها نددت مصر بعملية الاقتحام، محذرة إسرائيل من «الاستمرار في سياسة انتهاك المقدسات الدينية». وحذرت وزارة الخارجية في بيان من أن ذلك من شأنه أن يؤجج مشاعر الغضب والحمية الدينية، ويقوض الجهود التي تستهدف استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. بدورها أدانت السلطة الوطنية الفلسطينية بشدة الاقتحام، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن القدس الشرقية والمقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر، وأضاف «لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الاعتداءات على مقدساتنا»، ودعا أبو ردينة العالمين العربي والإسلامي إلى التحرك الفوري والضغط على إسرائيل لوقف محاولاتها المستمرة لتهويد المسجد الأقصى، من جانبها استنكرت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان الاقتحام، وقالت إنه يأتي «لتثبيت التقسيم الزماني كأمر واقع مستمر» في المسجد الأقصى. كما نددت في البيان نفسه بتصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، الذي اعتبر فيها اقتحامات المسجد الأقصى وباحاته «أمرا طبيعيا في إطار حرية صعود اليهود إلى باحات الحرم». من جهة أخرى التقى الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان برئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، في العاصمة أنقرة. ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر من رئاسة الجمهورية أن الطرفين بحثا في اللقاء المغلق في شؤون القضية الفلسطينية، وعلى رأسها الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الحرم الشريف. وأفادت المصادر نفسها بأن أردوغان أعرب عن تنديده الشديد باقتحام قوات إسرائيلية المسجد الأقصى، وإصابة عدد من المصلين بجروح جراء استخدامها للعنف، وحسب المصادر نفسها أكد أردوغان أن الأحداث الأخيرة التي شهدها الأقصى «تبعث على القلق»، في حين شكر مشعل الرئيس التركي على موقفه المتضامن مع الشعب الفلسطيني ودعمه للقضية الفلسطينية. وكان أردوغان أعرب في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الفلسطيني محمود عباس عن استنكاره اقتحام الأقصى، مؤكدا أن بلاده ستبذل كل ما بوسعها حتى يتخذ المجتمع الدولي موقفا أكثر اهتماما وحساسية إزاء هذه القضية. هذا وحث المجلس المجتمع الدولي على الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإلزامها بوقف ما وصفه بالأعمال الوحشية بحق الشعب والأراضي الفلسطينية وما فيها من أماكن مقدسة، ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اجتماعا طارئا الليلة، بعد انتهاء عيد رأس السنة العبرية، لمناقشة ما سماه بالحرب على راشقي الحجارة. يشار إلى أن إسرائيل تسعى إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود، وهو ما يرفضه المسلمون، وفي هذا السياق أيضا، حذر رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أيمن عودة من أن إسرائيل تسعى من خلال إجراءاتها في الأقصى إلى جر المنطقة «لحرب دينية»، وأكد عودة أن هذا التوتير في المسجد الأقصى والتدنيس للمقدسات الإسلامية والمسيحية «سيجرنا إلى موجات عنف خطيرة للغاية». وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكدت على لسان العضو في الحركة عزت الرشق، أن اقتحام الأقصى جريمة حرب، ومحاولة «تهدف إلى تكريس مخطط العدو بتقسيمه».
حماس تهدد.. اقتحام المسجد الأقصى جريمة حرب أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن اقتحام وزير الزراعة الإسرائيلي ومجموعة من المستوطنين المسجد الأقصى وباحاته تحت حماية قوات الاحتلال جريمة حرب وتصعيد خطير. وقال عضو المكتب السياسي في الحركة عزت الرشق في تغريدات له على مواقع التواصل الاجتماعي إن اقتحام الأقصى «يهدف إلى تكريس مخطط العدو بتقسيمه»، وعدّ ذلك تصعيدا خطيرا في مسلسل جرائم العدو المحتل ضد الأقصى والمقدسات، وفق تعبيره. وأضاف الرشق أن اقتحام الاحتلال المصلى القبلي وطرد حراسه ومنع طلبة العلم من دخوله، «جريمة تجاوزت كل الخطوط، ولن نسمح بتقسيم الأقصى مهما كلف الأمر». وأشاد عضو المكتب السياسي لحماس بصمود ودفاع المرابطين والمرابطات عن المسجد الأقصى المبارك أمام ما وصفها بالهجمة الصهيونية الشرسة، واقتحامه من قبل قطعان المستوطنين، داعيا إلى تكثيف الربابط وشد الرحال وحماية الأقصى. وقال الرشق «لا عذر لنا وللأمة بدولها وحكوماتها ومؤسساتها إن لم تتحرّك الآن وبقوة لمنع الاحتلال الصهيوني من الاستفراد بالأقصى تدنيسا وتقسيما، وانتقد موقف السلطة الوطنية الفلسطينية ومواقف الدول العربية والإسلامية، ورأى أنها هزيلة ولا تتناسب مع حجم الجريمة التي يتعرض لها الأقصى الآن. وكانت حماس قد وصفت الثلاثاء التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى لليوم الثالث على التوالي بأنه بمثابة إعلان حرب، وطالبت الحركة المجتمع الدولي بالتحرك، قبل أن ينفجر الوضع بأكمله، هذا وقد دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) – على لسان مشير المصري – إلى تنفيذ عمليات «استشهادية»، ردا على التصعيد الإسرائيلي.