يعرف المغرب ارتفاعا في نسبة التعاطي للمخدرات في صفوف المراهقين والشباب، وذلك رغم المجهودات المكثفة التي تقوم بها الدولة للحد من هذه الظاهرة « حملات تحسيسية، إصدار بعض القوانين للتضييق على المتعاطين « . فقد حدد التقرير الصادر عن مركز الأبحاث والدراسات حول المخدرات والبيئة، نسبة الشباب المغاربة الذين يتعاطون المخدرات بشكل يومي في 26%. مؤكدا على أن نسبة 90% منهم تقل أعمارهم عن 25 سنة. حيث تبلغ نسبة التعاطي في المراحل التعليمية الدنيا والمتوسطية 10%، وتتضاعف في أواسط الطلاب في الجامعات والمعاهد العليا. فما هي أسباب وتبعات هذا الارتفاع في نسبة تعاطي المخدرات؟ أسباب الارتفاع يرجع المختصون ارتفاع نسبة التعاطي في صفوف الشباب والمراهقين إلى غياب قوانين زجرية تطبق على المروجين، مما يجعل هذه المواد السامة سهلة المنال بالنسبة لهذه الفئة اليافعة من المجتمع . وتصبح طرق الحصول عليها مبسوطة حتى أمام الأطفال. . ويعود السبب كذلك إلى وفرة هذه المواد، فقد بلغ إنتاج المغرب من الحشيش حوالي 2000 طن سنويا حسب المعطيات التي جاء بها التقرير السنوي للمكتب الأمريكي الخاص بتتبع ومكافحة المخدرات. فجل التقارير تصنف المغرب على أنه من أكبر الدول المنتجة والمصدرة لمادة الحشيش أو القنب الهندي. فحوالي 40 % من القنب الهندي المستهلكة عالميا ينتجها المغرب. ونسبة 80 % منه تستهلكها الأسواق الأوروبية. هذا والمغرب بدوره لم يسلم من خطر المخدرات الوافدة عليه، إذ يعتبر هو الآخر من ضحايا دخول سموم المخدرات الصلبة، الكوكايين والقرقوبي، هذه المواد التي أغرقت بها الأسواق المغربية لكونه محطة عبور لأصناف متنوعة من المخدرات الصلبة . المخدرات .. وتزايد حوادث السير أكدت منظمة الصحة العالمية أن حوالي 30% من حوادث السير ناتجة عن استهلاك المخدرات والكحول، أي أن هذه النسبة تعادل نسبة الحوادث التي تكون ناتجة عن الإفراط في السرعة . وقد أكدت اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير: أن الخمر والمخدرات احتلت المرتبة الثانية في التسبب في حوادث الطرق التي وقعت بمدن المغرب خلال 2007 . ويظل هذا الارتفاع المهول في نسبة الحوادث رغم القوانين التي تعمل على محاولة الحد من نزيف الطرقات بسبب السائقين المخمورين، إذ أكد القانون رقم 52.05 المتعلق بمدونة السير على الطرق، في المادة 207 منه على «أنه يمكن لضباط الشرطة القضائية إما بتعليمات من وكيل الملك وإما بمبادرة منهم، ويمكن للأعوان محرري المحاضر بأمر من ضباط الشرطة القضائية وتحت مسؤوليتهم، أن يفرضوا رائزا للتنفس بواسطة النفخ في جهاز للكشف عن مستوى تشبع الهواء المنبعث من الفم بالكحول: على كل من يفترض أنه ارتكب حادثة سير أو اشترك في حدوثها حتى ولو كان ضحية. على كل من يسوق مركبة أو مطية على الطريق العمومي ويرتكب مخالفة لهذا القانون والنصوص الصادرة لتطبيقه...ويمكن... حتى في حالة عدم وجود أية علامة على السكر البين اخضاع أي شخص يسوق مركبة لرائز للنفس للكشف عن تشبع الهواء المنبعث من الفم بالكحول» . ورغم أن الدولة تفرض جملة من القوانين والعديد من الحملات التحسيسية إلا أن جل المستجوبين يؤكدون على أن الحوادث التي يكون السبب الرئيسي وراءها هو الخمر ما زالت تحدث أمام أعيننا. فقد صرح (أ.ج) « تعرف منطقتنا خاصة في ملتقى الطرق تكرارا لنفس السناريو كل سنة، خاصة في الصيف حين يتوافد المهاجرون على المنطقة، إذ تحصل في السنة العديد من الحوادث المميتة يذهب ضحيتها في غالبية الأحيان شخصان أو أكثر وتقع في أوقات متأخرة من الليل. حيث يفقد السائق السيطرة على سيارته فيصطدم بالعمود الكهربائي أو لا «فلت منو» يصطادم بقناة الري وكلها اصطدامات جد خطيرة ومميتة يلفظ جراءها السائق أنفاسه .وفي الآونة الأخيرة بدأنا نلاحظ ارتفاعا ملحوظا في عدد الموتى بسبب الدراجات النارية (البلالة) فالافراط في تناول المخدرات مع خفة الدراجة النارية وسرعتها تودي بحياة العديدين خاصة الشباب..» جرائم بطعم المخدرات سبق لوزير العدل أن أكد أن نسبة جرائم المخدرات سنتي 2010 و 2011 عرفت ارتفاعا بما يقارب 27 ألف متابعة. وفيما يتعلق بسنة 2012 فقد بلغت نسبة المتابعة ما يعادل 31 ألفا و322 متابعة . كما يفيد بعض المتخصصين أنه يمكن ايعاز سبب ارتفاع نسبة الجريمة الناتجة عن التعاطي للمخدرات إلى غزو الأسواق المغربية بأنواع مختلفة وجديدة وقوية من المخدرات. والتي تساهم في إفقاد الإنسان وعيه. فيكون عرضة لاقتراف مختلف الجرائم من قتل ونهب و اغتصاب وانتحار و زنا المحارم ... فحسب تصريحات (ح.ا) وهو من الأشخاص المدمنين على الحشيش والخمر «إن أغلب إن لم نقل كل الجلسات الخمرية التي أكون بها تختتم بشجار، في بعض الأحيان يكون لأسباب تافهة لا تستدعي ما يحدث من أجله من أفعال. ففي بعض المرات تنتهي الجلسة بالشجار بواسطة الأسلحة البيضاء التي تتسبب في إذاية أحد الأطراف أو كلها « . معبر للأمراض المنتقلة جنسيا كشفت دراسة تندرج ضمن البرنامج الوطني لمحاربة السيدا والذي تشرف عليه وزارة الصحة، أن 40% من الشباب المغاربة يبحثون عن علاقة جنسية بعد استعمالهم المخدرات والخمور. إذ تبلغ نسبة الشباب الذين يرتادون دور الدعارة من المتعاطين للمخدرات 57%. و21% فقط من هذه الشريحة يستعملون العازل الطبي أثناء الممارسة الجنسية . وهذا وقد أكد شاب في 25 من عمره أبى الكشف عن اسمه «أن المخدرات هي المحرك الأساسي للإنسان لفعل أي جرم وأي محرم كيفما كان نوعه، فلا أنفي أن معظم الشباب الذين أعرفهم بعد وصولهم إلى حالة فقدان الوعي بسبب المخدرات، يتوجهون إلى دور الدعارة بعدما يكون الخمر قد أفقدهم عقولهم. فيسقط المرء في هذه الحالة في مطبين كبيرين بدل واحد: الأول فقدان الوعي بسبب مادة مخدرة والثاني ممارسة الفساد. وهذه الأخيرة تجر عليه ويلات كثيرة أخطرها تعرضه للأمراض المتنقلة جنسيا» .