باشر المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدارالبيضاء أول أمس الاثنين حملة واسعة للتبرع بالدم، وذلك على خلفية الخصاص المهول في مخزون الدم الذي لايتجاوز 3 أيام، مما شكّل إنذارا قويا وخطيرا نتيجة شح المخزون من الدماء التي يظل الطلب عليها مرتفعا مقابل ضعف نسب التبرع. وأكد الدكتور "كمال بويسك"، مدير المركز الجهوي ل "الاتحاد الاشتراكي"، أن الاحتياطي من الدم يجب أن يتوفر لمدة أسبوع على الأقل كحد أدنى، مشيرا إلى أن المركز يؤمن طلبات أكثر من 170 مؤسسة استشفائية، منها المتخصصة في مجالات صحية كما هو الشأن بالنسبة لجراحة القلب والشرايين، ومصلحة أمراض الدم والأنكولوجيا بالمستشفى الجامعي ابن رشد التي تتكفل بجميع المرضى على المستوى الوطني، مضيفا بأن الخصاص مرتبط بعدة عوامل وتسلسل مجموعة من الأحداث المتمثلة في العطلة الصيفية، الدخول المدرسي، الانتخابات، استئناف عمل مجموعة من المؤسسات بالكامل، فضلا عن الإقبال على محطة عيد الأضحى، وهي جملة العوامل التي تجعل مخزون الدم يقلّ مقابل استهلاك أكبر، مشيرا إلى أنه في يوم واحد توصل المركز ب 150 طلبا وتم تسليم مايعادل 800 كيس، مشددا على أن الحملة ستتواصل إلى غاية تأمين على الأقل احتياطي من الدم لمدة أسبوع والوصول إلى 2000 كيس كمعدل أدنى لتغطية الطلبات على مدى 10 أيام. دعوة المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدارالبيضاء تمت تلبيتها على الفور من طرف أطباء وأطر ومهنيي مصحة الشفاء، التي استقبلت تقنيي المركز صباح الاثنين، واصطف عشرات العاملين من أطباء وممرضين ومستخدمين بالإدارة للتبرع بالدم في حملة جماعية، أكد بشأنها الدكتور حسن التازي، أنها تأتي استمرارا لحملات عديدة قامت بها المصحة إيمانا من القائمين عليها بأهمية التبرع بهذه المادة الحيوية للمساهمة في إنقاذ أرواح المواطنين في ظل الخصاص الكبير المسجل، مشددا على أن الوعي هو اكبر لكون مهنيي المصحة هم على صلة يوميا بالمواطنين المرضى الذين تتطلب وضعياتهم الصحية تدخلات جراحية يكون الدم عملتها الأساسية، مضيفا بأنه تم تجاوز الحصة المقترح التبرع بها، وإن كان عدد ممن أرادوا التبرع حرموا من ذلك لمانع صحي، مشددا على أن الطبيب هو أول مستوعب لقيمة الدم بالنسبة لحياة الإنسان، من جهته مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم، ثمن مبادرة مصحة الشفاء، واصفا إياها بالمواطنة، داعيا باقي المصحات الخاصة إلى أن تحذو حدوها وتنخرط بدورها في هذه العملية، مشددا على ضرورة انتظام عمليات التبرع والتأكيد على استمراريتها بالنظر إلى أن مدة صلاحية الدم لاتتجاوز 5 أيام.