دعا مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، الأطراف الليبية إلى الالتزام بالحوار السياسي، مؤكدا دعمه للعملية السياسية الجارية بمدينة الصخيرات في المغرب ورحب مجلس الجامعة، في ختام أشغال دورته ال144 مساء الأحد بالقاهرة، بالجهود الأممية الرامية إلى التوقيع على اتفاق شامل بين الأطراف الليبية في 20 من الشهر الجاري في ظل الالتزام باحترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها والحفاظ على استقلالها السياسي ونبذ العنف. وأعرب المجلس، في قرار له بشأن "تطورات الوضع في ليبيا"، عن إدانته "الشديدة والحازمة" للجرائم البشعة التي يرتكبها تنظيم "داعش" في المدن الليبية، مشيدا بالانتصارات التي تحققت ضد هذا التنظيم إثر انتفاضة مدينتي درنة وبنغازي وثوارهما بدعم من السلاح الجوي للجيش الليبي. وأكد المجلس على ضرورة استمرار الدول العربية في دعم الشرعية في دولة ليبيا ممثلة في مجلس النواب المنتخب والحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عنه بعد 21 أكتوبر 2015، في حالة عدم التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الليبية المشاركة في الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة قبل هذا التاريخ. وكان الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، أشار، الأحد، على هامش جولة الحوار السياسي الليبي المنعقدة بالصخيرات، إلى أن مسار التسوية بلغ "نقطة التوافق"، معربا عن اعتقاده بأن مسودة الاتفاق ستحظى ب "الدعم الكامل" من طرف الأطراف الليبية، وأن مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام سيصادقان عليها خلال الأيام القادمة. من جهته أكد وفد المؤتمر الوطني العام، مساء الأحد بالصخيرات، أنه استلم من البعثة الأممية «الاتفاق السياسي المعدل»، معلنا أنه سيعود إلى طرابلس لعرضه على المؤتمر من أجل «اتخاذ القرار المناسب بشأنه». يذكر أن مدينة الصخيرات شهدت، في شهر يوليوز الماضي، التوقيع، بالأحرف الأولى، على اتفاق من طرف مختلف الأطراف المجتمعة، بمن في ذلك رؤساء الأحزاب السياسية المشاركين في الجولة السادسة للمحادثات السياسية الليبية، مع تسجيل غياب لممثلي المؤتمر الوطني العام. وتعيش ليبيا، منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، فوضى أمنية وسياسية، في ظل الصراع على السلطة بين مجلس النواب المنتخب والحكومة المؤقتة المعترف بهما دوليا، واللذين يتمركزان شرق البلاد، والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته وحكومة (الإنقاذ الوطني) اللذين يتواجدان في العاصمة طرابلس. من جهة أخرى أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فدريكا موغيرني أن المحادثات بشأن التوصل إلى اتفاق سياسي في ليبيا التي تحتضنها الصخيرات قد "سجلت تقدما مهما وهو أمر مشجع يحتم الإسراع في الدفع بهذه المحادثات نحو نتيجة سريعة».