لايقف تأثير التدخين على التسبب في أمراض القلب والأوعية والشرايين والتنفس وغيرها فحسب، بل يضر كذلك بالصحة العقلية والنفسية للمدخن، وهو ما أثبتته دراسة جديدة ربطت بين تدخين السجائر والإصابة بمرض انفصام الشخصية «السكيزوفرينيا» وما تصاحبه من اضطرابات عقلية. وخلصت الدراسة ، التي أجراها معهد الطب النفسي «بكينغز كوليدج» بلندن، إلى أن التدخين قد يزيد فرص الإصابة بمرض انفصام الشخصية بمعدل ثلاث مرات، وهو مرض يعاني فيه المرضى من اضطرابات عقلية، تصاحبها وساوس وهواجس وأوهام مثل سماع أصوات خيالية. ويعتبر انفصام الشخصية مرضا نفسيا يصيب المخ، إذ يؤثر على طريقة تفكير وتصرّف الإنسان، وغالبا ما تطرأ تغيّرات حادة على المصابين، مما يتسبب في تداعيات على العديد من جوانب الحياة كالنواحي الاجتماعية والمهنية، وعلى الرغم من تسمية المرض بهذا الاسم، إلا أنه - وعلى عكس التصور الشائع– تكون للمريض شخصية واحدة لا تملك القدرة على التمييز بين الواقعي والخيالي، إذ ينعزل المريض عن واقعه، ويبدأ بتخيّل أصوات ومشاهد وأحاسيس وأفكار غير موجودة في الحقيقة. وكشف العلماء ، في بحثهم عن العلاقة بين التدخين والإصابة بانفصام الشخصية، عن احتمال وجود علاقة سببية بين تدخين السجائر وهذا المرض النفسي العقلي، إذ وجدت الدراسة أن حوالي 60 في المئة من الذين يصابون بهذا المرض لأول مرة هم من المدخنين.