أصبحت المملكة البلجيكية أكثر وعيا من أي وقت مضى بأن تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات بينها والعاصمة الرباط أضحى ضرورة ملحة من أجل الرقي بالعلاقات الثنائية بين المملكتين ورافعة أساسية للنهوض بالتبادل الاقتصادي بين البلدبن. ولا شك أن اقتناع بروكسيل بقدرات المغرب الاقتصادية واستقراره السياسي والاجتماعي من شأنه أن يعزز التعاون الاقتصادي والتجاري بالشكل الذي يجعله يرقى ويتناسب ومستوى تطلعات البلدين وقوة العلاقات السياسية والإنسانية التي تجمع الرباطوبروكسيل. إن تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون التجاري بين الرباطوبروكسيل كان من أولويات آلان فان خوشت القنصل العام لمملكة بلجيكا بالدار البيضاء، الذي لم يتردد أول أمس الثلاثاء في التأكيد على تشبث مصالحه القنصلية بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء ببذل جهودا كبيرة من أجل توجيه الفاعلين الاقتصاديين البلجيكيين نحو الفرص والمؤهلات المتوفرة بالمغرب، الذي يعد فضاء اقتصاديا هاما على مستوى القارة الإفريقية . إن المملكة البلجيكية، التي تدرك جيدا أن القطاع الاقتصادي دون مستوى العلاقات المغربية البلجيكية، وهي بذلك تراهن بشكل قوي على مكانة المغرب الاقتصادية والدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه لأجل تكامل قدرات المقاولات البلجيكية والمغربية لتعاون مثمر يمكن من حضور اقتصادي قوي وأكثر فعالية في العمق الافريقي عبر عقد شراكات (رابح/رابح) مع المقاولات المغربية والبجيكية . وفي هذا الصدد، قال آلان فان خوشت القنصل العام لمملكة بلجيكا بالدار البيضاء أن بروكسيل تولي اهتماما خاصا للسياسة الخارجية المغربية في العمق الافريقي وأيضا للعناية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للقارة الإفريقية. وأوضح فان خوشت ، خلال لقاء صحافي عقده مع وسائل الإعلام بحضور تاكيس كاكايانيس المستشار الاقتصادي والتجاري بسفارة بلجيكا في الرباط، أن المملكة البلجيكيىة تتابع باهتمام كبير الجهود الكبيرة التي يبدلها المغرب بالقارة الإفريقية والاهتمام الخاص الذي توليه المملكة المغربية لإفريقيا جنوب الصحراء". ومن جهته أكد المستشار الاقتصادي والتجاري بسفارة بلجيكا، على أهمية الدينامية التي يشهدها التعاون الثنائي، مشيرا في الآن ذاته إلى أن بعثة اقتصادية بلجيكية للمغرب تمثل عدة قطاعات اقتصادية وتضم ممثلين عن ثلاثين مقاولة، ستزور المغرب في الفترة الممتدة ما بين 13 و 15 شتنبر الجاري، من أجل اكتشاف فرص الاستثمار المتوفرة بالمغرب. وأضاف كاكايانيس المستشار الاقتصادي والتجاري بسفارة بلجيكا في الرباط أن هذه البعثة، التي تعكس الاهتمام المتزايد لبلجيكا بالمغرب، تروم اكتشاف المؤهلات المتوفرة بالمغرب، الذي يعد بلدا مركزيا على مستوى القارة الإفريقية. وتجدر الإشارة إلى أن البعثة الاقتصادية البلجيكية للمغرب التي ستزور كلا من طنجةوالرباط والدار البيضاء ، تعتزم أيضا عقد شراكة مع (مغرب تصدير) تستهدف كل بلدان إفريقيا جنوب الصحراء . ومن أجل مواكبة وتتبع هذه الدينامية الخاصة بالتعاون، أشارت مديرة غرفة التجارة البلجيكية - اللوكسمبورغية بالمغرب نور البدراوي الدريسي خلال هذا اللقاء، الى ان الغرفة، ستنظم يوم 30 شتنبر الجاري لقاء ببلجيكا، سيتم خلاله تقديم المغرب باعتباره فضاء اقتصاديا يقود إلى إفريقيا . وقد أكد تاكيس كاكايانيس المستشار الاقتصادي والتجاري بسفارة بلجيكا في الرباط أن حجم المعاملات التجارية بين المغرب وبلجيكا آخذ في النمو، مشيرا إلى أن المبادلات بين البلدين ارتفعت بشكل منتظم خلال السنوات الأخيرة بالنظر الى التزايد المستمر للمقاولات البلجيكية المتواجدة بالمغرب. قال المستشار الاقتصادي والتجاري بسفارة بلجيكا في الرباط إن المبادلات التجارية بين البلدين، التي تهم بشكل خاص مجالات الفوسفاط والفواكه والخضر، والسيارات، وتكنولوجيا الإعلام والاتصال، انتقلت في ظرف أربع سنوات من 400 مليون أورو إلى مليار أورو حاليا . وبالرغم من أن المغرب هو رابع شريك للمملكة البلجيكية في العالم في مجال التعاون، بمشاريع تهم بالخصوص قطاعات الفلاحة وتدبير المياه والتربية والتعليم تؤشر مثل هذه الأرقام على الجهود التي لا يزال يتعين القيام بها من أجل ضمان النهوض بحجم التبادل التجاري. ومع ذلك، يبقى القطاع الاقتصادي دون مستوى العلاقات المغربية البلجيكية، بحيث أن المغرب يحتل الرتبة 45 ضمن لائحة زبناء بلجيكا والرتبة 46 ضمن لائحة ممونيها. وبحسب إحصائيات التجارة الخارجية التي ينجزها البنك الوطني لبلجيكا، فقد حققت الصادرات البلجيكية ما قيمته 507 مليون أورو، والواردات 341 مليون أورو في سنة 2011 . وفي سياق متصل، أشاد نائب الوزير الأول، وزير التعاون من أجل التنمية البلجيكي، ألكسندر دو كرو، أول أمس الثلاثاء، بمستوى التعاون "الممتاز" القائم مع المغرب. وقال نائب الوزير الأول البلجيكي، "لدينا برنامج تعاون ممتاز مع المغرب نعتزم تعزيزه وتطويره أكثر". وردا على سؤال لوكالة المغرب العربي للأنباء خلال ندوة صحافية خصصت لتقييم التعاون البلجيكي من أجل التنمية مع البلدان الشريكة، بتشارك مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أوضح دو كرو أن وزارته تعد أجندة للاتصالات والزيارات المتبادلة مع المسؤولين المغاربة من أجل تفعيل برنامج جديد للتعاون من أجل التنمية. وأعلن نائب الوزير الأول البلجليكي أنه يجري العمل مع المغرب على برنامج جديد للتعاون ينتظر أن يتم تفعيله خلال الشهور القادمة موضحا أن الاتصالات جارية مع المسؤولين المغاربة لتنظيم زيارة لوفد رسمي بلجيكي للمغرب. وأضاف "لدينا علاقة قديمة ووطيدة مع المغرب والعديد من القضايا المشتركة (...) وكلما قمنا بتفعيل برنامج للتعاون نحصل على نتائج جيدة". وأشار الى أن المغرب، وفي إطار التعاون من أجل التنمية، كرس موقعه كبلد شريك مستفيد خلال السنوات القادمة، مبرزا أن الطرفين مدعوان الى العمل سويا على تحديد وتشخيص مجالات التعاون في سياق اتصالاتهما المقبلة. يذكر أن المغرب يعد من البلدان الرئيسية الشريكة للتعاون البلجيكي من أجل التنمية. وبرسم برنامج التعاون الأخير (2010-2013) الذي تم اقراره خلال الدورة ال18 للجنة المختلطة في نونبر 2009، بلغت المساهمة المالية لبلجيكا 80 مليون أورو، أي ضعف البرنامج السابق. ويغطي هذا البرنامج قطاعات الفلاحة والماء والتنمية المستدامة والبيئة وحقوق الطفل.