باتت ساحات البيضاء ملجأ للمتشردين نساء ورجالا خاصة الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات، منهم من يتخذها مأوى له ومنهم من يتخذها مكانا لاعتراض طريق المارة طلبا للأكل والشرب وطلب يد العون والمساعدة، إلا أن المثير للانتباه هو حالة الأطفال الصغار المزرية مع تعاطيهم للمخدرات والإدمان على مختلف أنواع المواد المخدرة خاصة استنشاق المادة الصناعية «السيلسيون». وتشكل العوامل الاقتصادية والاجتماعية المصدر الأساسي لتفاقم هذه الظاهرة وانتشارها بشكل واسع في أوساط المدن. وتجدر الإشارة إلى أن مختلف هذه الفئات نابعة أساسا من التجمعات السكنية غير اللائقة خاصة (بيوت الصفيح)، التي تتخبط في الفقر والهشاشة الاجتماعية وضعف المستوى المعيشي، مما يحتم على الأطفال الصغار الخروج مكرهين بحثا عن لقمة العيش سواء بطرق شرعية أو غير شرعية تتمثل أساسا في السرقة وارتكاب أعمال إجرامية. كل هذا يساهم في ارتفاع معدلات الجريمة والسرقة بمختلف أنواعها والفساد الأخلاقي، لذلك فمن واجب السلطات المسؤولة الأمنية والمحلية مضاعفة المجهودات والتكتل مع الجمعيات الحقوقية والجمعوية للنهوض والتخفيف من هذه الظاهرة التي تشوه المنظر العام للمدينة وجماليتها، وتشكل عائقا من عوائق التنمية المحلية والجهوية في مفهومها الجديد وتضع المواطنين في موفق الإحساس بالأمن في جوانب وميادين المجتمع. هذا الإحساس بانعدام الأمن في المجتمع جعل الكثير من الأسر حبيسة بيوتها، ورافضة الخروج إلى الفضاءات الخضراء والساحات العمومية مخافة على سلامتها وأمن أفرادها. جل الاعتبارات تدعو إلى العمل بجد للتخفيف من هذه الإشكاليات ومعالجتها بشكل معقلن ومنطقي وذلك بتوفير مراكز لإيواء الأطفال المشردين ومحاولة إدماجهم في أوساط المجتمع عن طريق ضمان تعلمهم وعلاجهم، لأن استفحال هذده الآفة ينتج عنه انتشار ظواهر خطيرة فيما يأتي من السنوات القادمة، وأي تقاعس وتهاون من السلطات المحلية، جمعيات المجتمع المدني العاملة في هذا قد يأثر بشكل سلبي في تنمية المدينة المغربية.