ِمن الظواهر الشاذة التي أصبحت تنتشر بشكل مذهل في مدينة بني ملال : ظاهرة الاطفال والشباب الذين يدمنون على استنشاق مادتي ( السلسيون والدوليو) ، وأضحت هذه الظاهرة المقرفة تشوه صورة المجتمع المغربي بصفة عامة والمجتمع الملالي بصورة خاصة، وتعطي انطباعا سيئا للزائر الذي يجد نفسه وكأنه يطأ مجتمع المتسكعين والمنحرفين والمجرمين، في غياب أية مبادرة أو مجهودات يمكن أن تفك شفرة هذه الظاهرة وتحل عقدة هذه الجيوش المسلحة بعلب لصاق «السيلسيون» والديليو و قنينات كحول الحريق ان ظاهرة ( اطفال السيلسيون ) هي نتاج عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية، ومن العار ان تصرف الملايين من الدراهم في مهرجانات تافهة وحفلات باذخة وأبناء هذا الوطن ينامون في العراء ويقتاتون من القمامات ويتهيؤون للانحراف والجريمة. لا يتقنون سوى التسول والسرقة وقتل الوقت بالتخدير، وكلها سلوكات تمارس في واضحة النهار من طرف مجموعات من الاطفال في مقتبل العمر(مابين 6-15سنة)، وشباب في ريعان شبابهم تأويهم عدة امكنة وسط المدينة (خاصة في شارع محمد الخامس الذي يعرف رواجا كبيرا ، او في ساحة الحرية او المحطة الطرقية ...) فانت تمر بشارع محمد الخامس تلاحظ ان هؤلاء يتمايلون وهم يمسكون على انفوهم قطعا من الثوب تنبعث منها رائحة السيلسيون والدليو ..وقد تشوهت وجوه بعضهم (نتيجة العنف المتبادل بينهم، والاعتداءات والمشاجرات)..والغريب في الأمر أن هؤلاء يتكاثرون بشكل مذهل، يوحدهم الفقر والأمية، والإدمان والتشرد ، لهذا تبقى التساؤلات المطروحة من طرف الساكنة المحلية الملالية كثيرة وأهمها كيف يمكن إنقاذ هذه الفئة التي تتعرض لأبشع استغلال من طرف لوبيات ومنحرفين وذوي السوابق؟ من المسؤول عن معالجة مثل هذه الظواهر الشاذة والعمل على التخفيف من حدتها ؟ وأي دور للدوائر المسؤولة وهي تتغنى بالتنمية وحقوق الإنسان والمواطنة، و تعاين تفشي هذه الظاهرة المسيئة الى سمعة مدينة عيون اسردون ؟وهل عجزت المنظمات التي تعتبر نفسها مسؤولة عن حقوق الاطفال عن احتواء هذه الظاهرة او إيجاد حلول لها ؟ مروان عابيد/مراسل المسائية العربية من بني ملال