في إطار أنشطته الثقافية للموسم الجديد نظم فرع الجديدة لاتحاد كتاب المغرب بتعاون مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة يوم 28 غشت 2015 لقاء مفتوحا مع المؤرخة نلسيا دولانوي في موضوع "التاريخ والذاكرة". وقد حضر هذا اللقاء ذ. مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وأعضاء فرع الجديدة لاتحاد كتاب المغرب، والباحثة الأثرية نعيمة الخطيب بوجيبار وعدة شخصيات مغربية وأجنبية. أدار اللقاء ذ. عبد العالي الرهوني الذي قدم، في البداية، ورقة تأطيرية سلطت الأضواء على الباحثة وعلاقتها بمدينة الجديدة ثم أعطى الكلمة للمندوب السامي الذي نوه بالدور الذي قام به والدها الدكتور غي دولانوي الذي كانت له مواقف مشرفة من القضية الوطنية. كما عبر لها عن شكره على تعاونها مع المندوبية السامية في مجال البحث التاريخي الخاص بالذاكرة المغربية والمقاومة. وباسم فرع اتحاد كتاب المغرب بالجديدة رحب ذ. الحبيب الدايم ربي بالضيفة مستحضرا تاريخ أسرتها المليء بالمواقف الإنسانية والتضامنية منوها بالمفارقات التاريخية والدالة التي جعلت اليوم من الفضاء الذي احتضن اللقاء والذي كان في عهد الحماية مقر المراقب المدني الفرنسي فضاء لاستعادة الذاكرة. ومن جهته استعاد ذ. المصطفى اجماهري بعض الذكريات الشخصية التي جمعته بالكاتبة وبوالدها منوها بارتباطها وتعلقها بالمغرب وبمدينة الجديدة على الخصوص مذكرا بأن جدة الكاتبة كانت قد حلت طبيبة بالجديدة في 1913 وألفت كتابا عن تجربتها الإنسانية. ومن جهته قدم ذ. سعيد بلمبخوث ورقة تضمنت جوانب شكلية ومضمونية عن السيرة الروائية للكاتبة نلسيا دولانوي التي تحمل عنوان "سيدة مازغان" والتي يعكف حاليا على ترجمتها إلى اللغة العربية. وفي معرض تدخلها قالت الأساتذة نلسيا دولانوي إن الحديث عن تاريخ المغرب يكتسي صعوبة كبيرة تتجاوز محدودية اللغة خاصة وأن ما كتب عن المغرب خلال فترة ما بعد الحماية قليل جدا ولا يتناسب مع حجم الذاكرة بالنظر إلى ما تختزنه من أحداث ووقائع ومعايشات. وأشارت الكاتبة إلى صعوبة الوصول إلى الأرشيفات المغربية لتتحدث عن تجربتها الشخصية في الكتابة التاريخية المتصلة بالذاكرة الفردية والجماعية متوقفة عند كتابيها "سيدة مازغان" الذي تتحدث فيه عن حياة جدتها الطبيبة أوجيني دولانوي المليئة بالتفاصيل والأحداث المؤلمة متطرقة إلى تجربتها الشخصية في كتابها الثاني والذي كان موضوعه أخبار الجنود المغاربة الذين عملوا في الجيش الفرنسي بالهند الصينية واحتضنهم الجيش الفيتنامي في عهد هوشي منه لينتهي بهم المطاف في المغرب سنة 1972 إلى النسيان. وختمت الضيفة تدخلها بكونها سعيدة بمحاولة ملء الفراغ الذي تشكو منه الكتابة التاريخية بالمغرب. وبعدما فتح باب النقاش تدخلت الأستاذة نعيمة الخطيب، عالمة الآثار المغربية، التي تحدثت عن بعض الذكريات التي جمعت بين عائلتها وعائلة نلسيا دولانوي بالجديدة. أما الدكتور جواد حصار فقد أشار إلى تحفظ المغاربة في البوح بماضيهم الشخصي وماضي أسرهم بما يعقد كتابة التاريخ المحلي. وركز استفسار الباحث أحمد لعيوني على العلاقة بين كتابة التاريخ المحلي والحفاظ على الذاكرة الجماعية.