يوم 04 شتنبر هو يوم الجهاد في سبيل الله .. تلك كانت آخر جملة ختم بها عبد الإلاه بنكيران الأمين العام للعدالة والتنمية ورئيس الحكومة خطابه مساء أول أمس بآسفي في تجمع انتخابي وسط تعزيزات أمنية مبالغ فيها... داعيا مريديه و أنصاره إلى التصويت على العدالة والتنمية إلى « بغيتوا الخير ليكم ولبلادكم «..معتبرا أن «الفساد يأتي بالخراب، والله لا يحب المفسدين» . بهذه الحمولة الدينية، اختار بنكيران دغدغة عاطفة الحاضرين لمهرجانه الخطابي، حين اختار أن يحلق باللعبة السياسية في هذه المحطة الانتخابية من منطق التباري بالبرامج و المشاريع المرتبطة بإشكاليات التنمية المحلية والجهوية إلى منطق البركة الإلهية . إن يوم الاقتراع - تبعا لخطاب بنكيران - يوم للجهاد في سبيل الله...؟؟؟ في انزياح فريد للخطاب السياسي، وجه بنكيران مدفعيته من موقعه كرئيس حكومة، نحو المعارضة التي يدعي أن».. بعض أطرافها أخذوا الملايير من أباطرة المخدرات «ناعتا إياهم بكل النعوت القدحية.. المرتزقة والخونة والكذابة «هادوك العفاريت لي كيديروا المسرحيات في الجرائد والتلفزيون باش يستغلوا الشعب، وياخذوا العمولات والصفقات». بدا واضحا أن الرجل الذي استهدف في خطابه حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة وتفادى الحديث عن الاتحاد الاشتراكي، لا يؤمن بالدور الدستوري للمعارضة البرلمانية التي نعتها بالفاشلة والعاجزة عن مواجهته بغرفة المستشارين.. وفيما يشبه الواثق من أداء حكومته، ابتهج بنكيران أمام الحاضرين برضى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على السياسة الاقتصادية التي نهجتها الحكومة، مؤكدا استعداد المؤسسات التمويلية لمضاعفة القروض للمغرب، معتبرا ذلك علامة صحة وعافية على الوضع العام في البلاد رغم المخاوف التي أبداها الخبراء الاقتصاديون والتقارير ذات الصلة ليس أقلها التقرير الأخير لوالي بنك المغرب. أبدى بنكيران تناقضا صارخا في خطابه بقوله» الحكومة إلى ما دارت والو ..راه البلاد تتعيش في الأمن والاستقرار في منطقة ملتهبة..» وكأن المكتسبات الديمقراطية التي راكمها الشعب المغربي بفضل نضال قواه التقدمية ومسار الإصلاحات التي باشرها المغرب منذ حكومة التناوب لم يكن لها أثر في تحقيق السلم الاجتماعي.. بدا بنكيران مزهوا بمنجزات لا يراها إلا هو.. وكان رده على المعطلين الذين حجوا بكثافة لتبليغ رسالتهم: «مساكن الله يكون في عونكم ..غراوكم ب 100 أو 200 درهم... شوهة.. شوهة «بهذا الخطاب اختار رئيس الحكومة أمين عام حزب العدالة والتنمية مواجهة الجبهة الموحدة لجمعيات المعطلين التي رفعت شعار ارحل في وجه بنكيران في تجمعه الخطابي «وهو الرد الذي استهجنه الحضور واعتبره لا يرقى إلى تقديم أجوبة ملموسة لإشكالية البطالة بآسفي.. استعار بنكيران من جديد خطاب المظلومية من جديد «حنا حزبنا تيحارب على جميع الجبهات ..منعنا من تأسيس حزب، وحرمنا من مقاعد برلمانية سنة 1997، خلاو لينا غير 14 مقعدا.. وحملونا المسؤولية المعنوية لأحداث 2003... وحنا اليوم الحمد الله نتصدر الرتبة الأولى في عدد المقاعد البرلمانية.. ومازال العاطي يعطي..» لم يفت بنكيران يتحدث عن الرشوة الانتخابية متهما الأحزاب بالتلاعب في التزكيات..» والرشاوي ب 400 و500 مليون.. وأصبح صوت المواطن يباع في المزاد».. أكد بنكيران أن وزير الداخلية ووزير العدل يشتغلان تحت إشرافه لحماية الانتخابات من البيع والشراء دون أن يقدم دليلا واحد على العمليات الزجرية المصاحبة للخروقات التي يتحدث عنها منزها في الآن ذاته رجال السلطة عن دعم بعض المرشحين .. وبدا بنكيران في ورطة سياسية وهو يتحدث كأمين عام لحزب سياسي بوثوقية كبيرة عن الرشوة الانتخابية، ولا يقدم أية ضمانات من موقعه كرئيس حكومة ومشرف على الانتخابات على صيانة مستقبل المؤسسات التمثيلية من عبث العابثين!