بعد الضجة الإعلامية الكبيرة التي لاقاها المخرج الإيراني فرج الله سلحشور صاحب فيلم «النبي يوسف» والذي يعد أضخم مسلسل تاريخي، انتهى مخرج آخر ، لا يقل عنه أهمية وجرأة، هو المخرج مجيد مجيدي الحاصل على العديد من جوائز العالمية، من إنجاز فيلم أكثر جرأة بعنوان «محمد رسول الله»، يروي تفاصيل حياة الرسول عليه السلام مجسدا صوتا وصورة، وبتكلفة هي الأضخم في تاريخ السينما الإيرانية حيث صورت أحداثه في مدينتي كرمان ونور التي بنيت بها نماذج كاملة لمكة القديمة خصيصا للفيلم، كما تم تصوير مشاهد «عام الفيل» في جنوب أفريقيا بعدما رفض كل من المغرب والهند إعطاء تصريح بذلك، كما شارك في إعداده العديد من السينمائيين العالميين أبرزهم مدير التصوير الإيطالي العالمي الحاصل على ثلاث جوائز أوسكار» فيتوريو أسطوارو» وخبير المؤثرات الخاصة الشهير «سكوت.آى إندرسون» الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلم «باب»، وخبير الماكياج العالمي الإيطالي الأصل «جيانتو دروسى» الذي شارك في أهم الأفلام العالمية منها «رجل بقناع حديدي» و»الجيش الأخير»، مصمم الإكسسوارات الإيطالي «جيان فرانكو فوماجالى»، كما تولى مهمة تلحين موسيقى الفيلم الموسيقار الهندي» آي آر رحمن» الحائز على جوائز عالمية مثل جائزة «غرامي و جولدن جلوب». ويتكون الفيلم من ثلاثة أجزاء، يدور الأول حول طفولة النبي إلى أن يبلغ 12 سنة، وتدور أحداث الجزء الثاني حول حياة النبي من 12 إلى تاريخ البعثة أي 40 سنة، أمّا الجزء الأخير فيتحدث عن فترة نبوءته إلى تاريخ وفاته كما يجسد بعض الشخصيات القريبة من الرسول كأعمامه وأصحابه. ويعد تجسيد النبي منطقة محظورة بتحريم كل الأئمة ولقي معارضة كبيرة من طرف علماء الأزهر الذين دعوا إيران إلى منع بث الفيلم، مؤكدين أن» تصرف إيران غير مسؤول ولا يختلف عن الغرب، حيث يقومون بنشر رسومات مسيئة». وقد أصدرت « الهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته « ومقرها السعودية في 2013 بيانا بحرمة تجسيد شخص النبي محمد، معتبرة مخالفة ذلك عدم مبالاة بما أفتى به جمهور علماء المسلمين من منع ذلك وتحريمه بل وصفته في تصريح لأمينها العام مع CCN العربية بأن فيه انتقاصا لمكانة الرسول موجهة المسؤولية هذه الإساءة للحكومة الايرانية. أما من جهته فقد انتقد المخرج مجدي مجيدي الأحكام المسبقة على فيلمه، مؤكدا أن هدفه هو تقديم نبذة عن حياة الرسول باعتباره رمزا للأخلاق والقيم الروحية الحميدة، مؤكدا أن وجه النبي لن يظهر في الفيلم. وقد انقسمت الآراء في مواقع التواصل الاجتماعي بين رافض لتجسيد شخص الرسول رفضا غير قابل للجدل باعتباره من المقدسات التي يمنع المساس بها أو حتى الاقتراب منها، وبين مؤيد يدعو إلى عدم الحكم على العمل قبل مشاهدته لأن قصة النبي يوسف قد لقيت معارضة بدورها، إلا أنها حصدت نجاحا واسعا ونجحت بالتعريف به وتقريب شخصيته وتحبيبه إلى المسلمين وغير المسلمين أكثر مما كان في كتب السير والأنبياء. ويرجح أن يعرض الفيلم قريبا على الشاشات السينمائية العالمية.