طالبت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين السلطات الإيرانية بإيقاف إنتاج فيلم سينمائي يجسّد شخصية النبي محمد، للمخرج الإيراني مجيد مجيدي والذي يحمل اسم "محمد". وفي الوقت الذي واجه فيه مسلسل "الحسن والحسين" هجوما شديدا ودعوات قضائية تلاحقه من كل اتجاه مطالبة بإيقاف عرضه تجهز إيران فيلما سينمائيا عن حياة الرسول.
وهو ما يعتبره عشرات الملايين من المسلمين تحدٍّيا جديدا لمشاعرهم، خاصة أن أغلب الفتاوى الإسلامية تحرّم تجسيد شخصية الرسول.
والفيلم سيقدم في ثلاثة أجزاء كما صرح منتجه "مهدي هيدريان" ومخرجه "ماجد مجيدي" لوكالة طهران تايمز ويرصد في الأجزاء الثلاثة حياة الرسول منذ ولادته وحتى وفاته، واعتبر المخرج الإيراني أن "حياة النبي أكبر من اختزالها في فيلم واحد".
وشرح المخرج الإيراني أنه يحاول من خلال فيلمه أن يوضح الأسباب، التي أدت إلى ظهور النبي محمد في تلك الحقبة، وإظهار "طبيعة المجتمع العربي" في ذلك الوقت، من خلال مرحلة طفولة النبي وإبراز قيم الإيمان والأخلاق.
وقال "سيتم تجسيد النبي محمد في الفيلم، باعتباره رمزا للأخلاق والقيم الروحية الحميدة".
وتم تصوير مشاهد الفيلم في منطقة "كرمان" ومدينة "نور" السينمائية الواقعة في جنوب شرق إيران.
كما تم بناء مجسّم لكعبة صغيرة مبنية من الأحجار ومغطاة بالقماش والمعلقات المتعلقة بالعصر الجاهلي وقد ملأتها الأصنام.
وتم جلب عدد من أشجار النخيل من منطقة بم بشرق إيران وزرعها في أطراف المدينة السينمائية، بجانب إنشاء نحو 60 بيتا.
ودعت الهيئة في بيان لها حكومة إيران إلى إيقاف تصوير هذا الفيلم ومنع عرض أي جزء منه، فهي مسئولة عما يتم في أراضيها، وعليها أن تمنع تجسيد شخوص الأنبياء والرسل، وخاتمهم محمد، ففي هذا العمل تجرؤ على مقام النبوة لا يليق بشخص النبي ويتعارض مع توقيره.
وتعتبر الهيئة أنّ في تمثيل ممثل سينمائي شخص رسول الله وسلم مفاسد كثيرة ومضار عظيمة.
وتؤكد الهيئة حرمة تجسيد شخوص أنبياء الله ورسله، والتي هي محل إجماع علماء الأمة وفقهائها والمجامع الفقهية وهيئات العلماء، وقد درست مجالس رابطة العالم الإسلامي هذا الموضوع، وأجمع أعضاؤها على حرمة تجسيد شخص النبي في الأفلام السينمائية وغيرها.