يدخل المنتخب المغربي غمار بطولة إفريقيا لكرة السلة 2015، المقررة في تونس من 19 إلى 30 غشت الجاري، بعيدا عن أي ضغوط، في ظل تكهنات تسقطه من قائمة المنتخبات المرشحة للظفر باللقب، وإن كان ليس بغريب عن هذه المنافسة القارية. وتحط النخبة الوطنية الرحال بالعاصمة التونسية لمواجهة أعتد منتخبات القارة، التي حضرت بأسماء لها وزنها في البطولات الأوربية لكرة السلة، وكذا في الدوري الأمريكي للمحترفين. والقرعة لم تكن رحيمة بالسواعد ، التي أوقعتها في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبين مرشحين فوق العادة للظفر بالكأس القارية، وهما أنغولا، المثقل بالألقاب، والسنغال وكذا منتخب الموزمبيق. ومن سوء حظ النخبة الوطنية أنها عانت قبل حضورها إلى تونس لخوض النهائيات، من فترة عدم الاستقرار على مستوى الإطار التقني، وذلك مباشرة بعد مرحلة التصفيات التي اجتازتها بنجاح نتيجة وأداء في شهر فبراير الماضي. فمنذ رحيل سعيد البوزيدي، الذي يعرف خبايا المنتخب بحكم تدربيه لأغلب لاعبيه داخل فريق جمعية سلا، والجامعة الملكية المغربية تبحث عن ناخب وطني، قبل أن توقع عقدا في يونيو الماضي مع الإطار الهولندي الأصل الصربي توني فوجانيتش ولمدة ثلاث أشهر فقط قابلة للتجديد. ومعروف عن هذا المدرب أسلوبه العصري في اللعب المبني على دفاع شرس، والذي أبان عنه في مختلف البطولات التي مارس فيها، إلا أن هذا الأسلوب قد يصعب تطبيقه داخل نخبة لم يشرف على تدريبها إلا قبل أسابيع قليلة، مما سيكون مرغما على الاستنجاد بأسلوب سلفه سعيد البوزيدي الذي تعود عليه لاعبو المنتخب. وعلى عكس المنتخبات الإفريقية الأخرى، التي خاضت عددا من اللقاءات الودية وأقامت معسكرات، لم تجر النخبة المغربية التي لا تتوفر سوى على لقب إفريقي وحيد أحزرته قبل خمسين سنة (1965)، إلا لقاءات ودية معدودة قبل دخولها النزال فوق أرضية قاعة (رادس) بضواحي تونس العاصمة. كما أن قلة المباريات وتأثيرها على الطراوة البدنية للاعبين قد يكونا عاملين يعيقان مهمة النخبة الوطنية، التي تنضاف إليها الأزمة التي تتخبط فيها الجامعة الملكية المغربية للعبة منذ سنتين. إلا أن نقطة القوة التي تحسب للمنتخب الوطني هي تجانس لاعبيه، الذين يمارس أغلبهم داخل فريق الجمعية السلاوية، الأعتد طيلة السنين الأخيرة، والمتوج الموسم بلقبي البطولة وكأس العرش، وإن كان غياب زكرياء المصباحي (نجم الفريق السلاوي) الذي أعلن اعتزاله اللعب، سيكون له تأثير داخل النخبة. وسيدشن المنتخب الوطني دخوله المنافسات، يومه الخميس، بمواجهة نظيره السنغالي الذي يعد المنتخب الإفريقي الوحيد الذي نجح في اجتياز الدور الأول من نهائيات بطولة العالم، التي جرت السنة الماضية بإسبانيا، على أن ينازل، السبت المقبل، العملاق الأنغولي الذي يملك في رصيده 11 لقبا إفريقيا، قبل أن ينهي مباريات المجموعة الثانية بملاقاة منتخب الموزمبيق بعد يومين من ذلك.