تعتبر المواجهة التي ستجمع مساء اليوم السبت بمراكش بين المنتخبين الوطنيين المغربي والمزمبيقي، برسم إياب الدور الثالث الأخير من إقصائيات كأس إفريقيا للأمم لسنة 2013،المقررة بجنوب إفريقيا من 19 يناير إلى 10 فبراير 2013، آخر جسر لأسود الأطلس قبل العبور إلى النهائيات الإفريقية. ولبلوغ هذا الهدف، الذي لن يتأتى إلا بالحزم والإصرار، سيتحتم على النخبة المغربية خوض هذا اللقاء "المصيري" بإرادة فولاذية وكثير من الثقة في مؤهلاتها وكذا توظيف كل العوامل الإيجابية وتجاوز التأثير السلبي الذي خلفته الهزيمة ذهابا بمابوتو(0-2) والتي كانت بحق مخيبة للآمال.
وعلى الرغم من المتاعب التي من المحتمل أن يخلقها منتخب الموزمبيق، الذي يعي جيدا أن الهزيمة بأكثر من هدفين نظيفين ستبعده عن تحقيق حلمه في التأهل، فإن العناصر المغربية يسكنها هاجس الدفاع عن حظوظها في انتزاع بطاقة التأهل وبالتالي إعادة الثقة المفقودة إلى الجمهور المغربي. ويأتي هذا اللقاء بعد هزيمة النخبة المغربية في مابوتو التي قلصت حظوظها في التأهل، وعجلت برحيل المدرب البلجيكي إيرك غيريتس الذي خلفه الإطار الوطني رشيد لطاوسي، الذي دون إسمه بمداد من ذهب ضمن المدربين الفائزين بالألقاب الإفريقية ، حيث تمكن في موسم واحد من إحراز كأس العرش وكأس الكونفدرالية الإفريقية والكأس الإفريقية الممتازة وهو إنجاز غير مسبوق بالإضافة إلى فوزه بلقب كأس إفريقيا للأمم مع المنتخب الوطني للشبان 1997.
ويراهن الناخب المغربي، الذي استلم مقاليد تدريب أسود الأطلس حديثا، إلى جانب الروح القتالية للاعبين، على التعبئة الشاملة لجميع المتدخلين في الشأن الكروي المغربي وعلى الانسجام والتفاهم الذي يسود داخل المجموعة لانتزاع بطاقة التأهل إلى النهائيات القارية للمرة الخامسة عشرة.
وكان الطاوسي قد أكد في تصريحات سابقة أنه "يبقى على المجموعة الوطنية بلوغ أعلى مستوى لها لضمان التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم. فنحن مطالبون خلال هذا اللقاء بالخروج بنتيجة إيجابية لإدراك العرس الكروي القاري وذلك من خلال تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف مع الحرص الشديد على أن لا تستقبل شباكنا أي هدف".
كما أن الطاوسي سيعتمد لحسم نتيجة اللقاء على مؤهلات لاعبيه وقدرتهم التنافسية وروحهم القتالية، إضافة إلى حسن قراءة أسلوب لعب الفريق الموزمبيقي ورصد مكامن القوة والضعف لديه ، معتبرا أن " مفتاح التأهل يبقى بيد اللاعبين الذين يبدو أنهم على وعي تام بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم وفي كامل الاستعداد نفسيا وبدنيا وتقنيا وتكتيكيا لخوض هذه المباراة القفل".
ويبقى الظفر ببطاقة التأهل رهين حتما بالفوز على منتخب "الأفاعي السامة" بالرغم من أن الطريق لن يكون مفروشا بالورود واللقاء يقتضي المزيد من اليقظة والفعالية في الهجوم والاستبسال ورباطة الجأش في الدفاع والتماسك في وسط الميدان.
ومن جانبه، وتحسبا لأي نتيجة قد تخرج منتخب الموزمبيق مبكرا من دائرة المنافسة وتحرمه من المشاركة في النهائيات الإفريقية للمرة الخامسة، أعد المدرب الألماني غيرت إنجليز، العدة لخوض هذه المواجهة "المصيرية " حيث ادخل تغييرات جذرية على تشكيلته جراء الإصابات التي لحقت بأبرز العناصر والاستعانة بوجوه جديدة لم تخض لقاء الذهاب حيث تم تسجيل عودة المدافع بايطو والمدافع الأوسط زين الدين جونيور ولاعب خط الوسط محمد حاجي .
ويعول إنجليز على نقط القوة في منتخب الموزمبيق والمتمثلة أساسا في تقارب خطوطه وانسجامها والسرعة في تنفيذ العمليات الهجومية الجماعية والتناغم الكبير لأغلب العناصر التي تشكل نواة منتخب الأفاعي السامة والقادمة من البطولة المحلية.