يُراهن المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وهو يدخل غمار أول مشاركة له في نهائيات النسخة الثالثة لبطولة إفريقيا للمحليين، التي ستنطلق يوم السبت المقبل، (يراهن) على استعادة هيبة كرة القدم المغربية على الساحة القارية، وذلك من خلال تقديم عروض محترمة، والبحث بالتالي عن بطاقة التأهل إلى الدور الثاني ومنه إلى المربع الذهبي، الذي يبقى الهدف الأساسي للمدرب الوطني حسن بنعبيشة: «هدفنا بلوغ المربع الذهبي على الأقل». وحتى تكون النخبة الوطنية في مستوى هذا الرهان، يتحتم عليها الظهور بمظهر جيد يعيد لكرة القدم المغربية بريقها ومكانتها على الواجهة الإفريقية، وتفادي تكرار السيناريو المحبط والمخيب للآمال للمنتخب الأول بخروجه من الباب الخلفي بعدما فشل في تجاوز حاجز الدور الأول لمسابقة كأس إفريقيا للأمم 2013 التي أقيمت أيضا بجنوب إفريقيا. وسيعمل المنتخب المغربي، الذي سيدخل هذه التجربة الإفريقية لأول مرة، على استغلال المعنويات العالية للعناصر المكونة له خاصة الرجاوية منها المجربة والتي أبلت البلاء الحسن في مونديال الأندية الأخير (المغرب 2013) ، وظهرت بصورة أبهرت العالم بعدما نجحت في تجاوز أعتد الأندية على الصعيد العالمي. ويبقى الهدف الأسمى للعناصر الوطنية هو تحقيق نتيجة إيجابية خاصة في المباراة الأولى عن المجموعة الثانية أمام منتخب زيمبابوى يوم الأحد المقبل، لكونها تشكل بوابة التأهل إلى الدور الثاني ويسهل بعدها التعامل مع المباراتين الثانية (16 يناير) والثالثة (20 يناير) أمام منتخبي بوركينا فاسو وأوغندا بمدينة كيب تاون. ويطمح المنتخب المحلي، الذي تأهل لهذه البطولة، التي باتت تقام في السنوات الزوجية، على حساب منتخب تونس (حامل اللقب)، إلى تحقيق بداية موفقة في الواجهة الإفريقية بحثا عن لقب قاري، افتقدته كرة القدم الوطنية منذ سنة 1976 بأديس أبابا (كأس إفريقيا للأمم للكبار). والأكيد أن عناصر المنتخب الوطني، تعي جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقها في تحقيق نتيجة إيجابية تمكنها من الذهاب إلى أبعد الحدود في المسابقة الإفريقية والمنافسة على اللقب. وكان مدرب المنتخب الوطني حسن بنعبيشة، قد قال في تصريحات صحفية، قبل التوجه إلى جنوب إفريقيا، "نحن مطالبون ببلوغ أعلى مستوياتنا خلال هذه التظاهرة الرياضية القارية والخروج بنتيجة إيجابية في اللقاء الأول تعزز حظوظنا في البلوغ للدور الثاني وذلك من خلال تفادي الهزيمة والعمل على تسجيل أكبر عدد من الأهداف للرفع من معنويات اللاعبين ولتسهيل مأموريتنا في باقي مباريات المجموعة الثانية ". وشدد بنعبيشة على الأهمية التي يكتسيها الفوز في المباراة الأولى، مضيفا أن " التجمع الإعدادي يمر في أحسن الظروف وأن اللاعبين يتمتعون بمعنويات جد عالية ". وأضاف أن الفريق الوطني يستعد للمباراة الأولى " بكثير من الحزم والتركيز لكوننا نعلم أن المهمة التي تنتظرنا لن تكون سهلة أمام منتخب زيمبابوي الذي يوجد في أوج عطاءاته، ويبقى بالتأكيد قادر على أن يخلق لنا بعض المتاعب". وأشار بنعبيشة إلى أن التشكيلة التي سيلعب بها منتخب زيمبابوي ستتشكل من لاعبين متمرسين سيبذلون قصارى جهودهم من أجل الدفاع المشروع عن حظوظ منتخب بلادهم أمام منتخب مغربي يضرب له ألف حساب. وأنهى المنتخب الوطني، مساء الثلاثاء الماضي، استعداداته لأول مشاركة في هذه البطولة القارية الخاصة باللاعبين الذين يمارسون بالبطولات المحلية بإجراء مباراة تدريبية أمام الرشاد البرنوصي بمشاركة لاعبي الرجاء البيضاوي السبعة لأول مرة بعد أن كانوا قد تغيبوا عن معسكر الأيام الماضية بسبب التزامهم مع فريقهم في مباراة مؤجلة عن منافسات البطولة الوطنية أمام الكوكب المراكشي، كان قبلها قد خاض مباراة ودية أمام النادي المكناسي. يذكر أن المنتخب المغربي يعتبر الوحيد من بين 16 منتخبا الذي لم يتمكن من إجراء مباراة إعدادية أمام منتخب وطني بعد أن فرض تأخير السفر إلى جنوب إفريقيا إلغاء المباراة الودية التي كانت مقررة أمام منتخب مالي بكيب تاون. ولتحقيق ظهور مشرف للكرة المغربية في هذه التظاهرة الإفريقية، سيكون المدرب بنعبيشة مطالبا بالتغلب على عدة إكراهات والعمل على رص الصفوف وإيجاد التجانس والعمل على الجانب النفسي للرفع من معنويات اللاعبين وتحضيرهم لهذه المواجهة الهامة بل والحاسمة التي يشكل الفوز فيها مطلبا لا محيد عنه، وهذا ليس بغريب على إطار وطني شاب وكفء نجح في قيادة منتخب الشبان إلى الفوز بالميدالية الذهبية لألعاب البحر الأبيض المتوسط وميدالية فضية في الألعاب الفرانكوفونية وذهبية الألعاب الإسلامية. وكانت عملية سحب القرعة، التي جرت يوم 18 شتنبر الماضي بمقر الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بالقاهرة، قد وضعت المنتخب المغربي في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات زمبابوي وأوغندا وبوركينافاسو، فيما تضم المجموعة الأولى منتخبات جنوب إفريقيا مستضيف الدورة والموزمبيق ونيجيريا ومالي . أما المجموعة الثالثة فتتكون من منتخبات غانا و الكونغو وليبيا وإثيوبيا، في حين تضم المجموعة الرابعة منتخبات الكونغو الديموقراطية وموريتانيا والغابون و بوروندي. وتعتبر بطولة إفريقيا للأمم للمحليين لكرة القدم بطولة حديثة تخص اللاعبين الذين ينشطون داخل قارة إفريقيا، وتنظمها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم كل عامين بين الدول الإفريقية المتأهلة من التصفيات لتحديد بطل القارة الإفريقية للمحليين. وقد بدأت هذه البطولة سنة 2009، واستضافت كوت ديفوار نسختها الأولى وعاد لقبها لمنتخب الكونغو الديمقراطية، فيما استضافت السودان نسختها الثانية وفاز بلقبها منتخب تونس.