بتعليمات من النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بخنيفرة، أقدمت شرطة المدينة على اعتقال مغني الراب (الرابور) ياسين المنتقيم، وعرضه على التحقيق في أفق عرضه على أنظار وكيل الملك بالمحكمة المذكورة، يوم الأحد 16 غشت 2015، حسب المعطيات الأولية التي اكتفت بأن الاعتقال يأتي جراء شريط غنائي (فيديو كليب) تم تعميمه على موقع "اليوتوب"، في حين لم تتمكن "الاتحاد الاشتراكي" من الحصول على ما ينبغي من التفاصيل بالنظر لطابع السرية الذي يكتنف مجريات التحقيق في ملف القضية. وليس من المستبعد أن تثير هذه القضية جدلا واسعا وتطورات حقيقية لارتباطها بنوع من محاكمات حرية الرأي والتعبير والسياسات الممنهجة لتكميم الأفواه، في حين لمح البعض إلى احتمال استدعاء مصور الفيديو كليب والظاهرين فيه من رفاق المغني المذكور. وإلى حدود مساء أول أمس السبت، تجهل التهم الموجهة إلى المغني المعني بالأمر منذ وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، غير أن هناك مصادر غير مؤكدة تحدثت عن اتهامه بالتحريض على العنف والمساس بجهاز الأمن، بناء على ما يتضمنه الفيديو كليب الغنائي من كلمات قوية اعتبرتها الشرطة جريئة بما يكفي، ومسيئة لها بالنظر لما تحمله من عبارات القذف والشتم في حقها. ولم يعثر أحد على أدنى جواب بخصوص خلفية تحريك المتابعة في حق المغني المذكور في هذا الوقت بالذات لكون تاريخ الفيديو كليب يعود إلى أوائل شهر يوليوز المنصرم. وفي ذات السياق، أكدت مصادر "الاتحاد الاشتراكي" أنه لم يتم إبلاغ عائلة ياسين المنتقيم بالأفعال المنسوبة إليه نظرا لسرية البحث التمهيدي، كما لم تتمكن جريدتنا بالتالي من التواصل أو معاينة وضعية المعني بالأمر، مع تخوف شديد أن يتم إثقال ملفه بتهم ثقيلة استنادا للحديث عنه ك "سلفي" في وقت سابق، الأمر الذي نفاه العديد من معارفه والمقربين منه. وبينما سجلت مصادرنا أن الأخير قد تم نقله لمرتين من مقر الشرطة إلى المستشفى الإقليمي في ظروف مستفهمة، لم يفت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان متابعة تطورات ملف الموضوع. الفيديو الغنائي الذي كان سببا وراء اعتقال مغني الراب، ياسين المنتقيم، واطلعت عليه "الاتحاد الاشتراكي"، يحمل عنوان "كورسيكا"، ويعني به حي "الكورس" الشعبي الذي يسكنه ويمارس فيه مهنة الحلاقة منذ مدة طويلة، وقد لقي الشريط/ الفيديو إقبالا كبيرا من طرف متصفحي الشبكة العنكبوتية، يظهر فيه المغني المذكور وهو بحي شعبي، ووسط شبابه التائه بين الفراغ والبطالة و"الحشيش"، ثم صور لسيارات الشرطة، و"كورسيكا" التي يصفها بحومته المحصنة، حيث انتقد "البوليس" والسلطة والفقر والواقفين وراء إغراق الشباب في المخدرات و"القرقوبي"، والمعاقبين لكل من يجهر بالحق، إلى غيرها من الكلمات التي كانت كافية لوضع ياسين في خانة المغضوب عليهم وسط استنكار واسع.