شهدت السنوات الأخيرة بروز أندية رياضية ظلت لسنوات في عداد الفرق المغمورة بالدوريات الأوروبية، حيث طفت على السطح واستأثرت بمتابعة إعلامية غير مسبوقة، وذلك بتحقيقها لألقاب لأول مرة في تاريخها، أو لاحتوائها على نجوم برز أسمهم سابقا ضمن عالم المستديرة. وطالما برزت الأندية بشكل بارز من خلال ما تحققه من إنجازات وألقاب، غير أن أساس النادي الذي يتمثل في مالكيه لا تتم الإشارة إليه بالرغم من كونه هو المتحكم الأول والأخير في وضعية النادي، فمالك هذا الأخير غالبا ما يتوارى إلى الوراء تاركا مهمة تسييره لرئيس منتدب يؤدي مهامه في اختيار اللاعبين والربان، فيما تنحصر مهمة المالك في التمويل. وتقاس الأندية المتألقة في الدوريات الكبرى في العالم بحجم الأموال التي يتوفر عليها النادي، فالأندية التي تصرف أموالا مهمة في استقطاب النجوم، يعود عليها ذلك بالأثر الإيجابي، وتحقق ألقابا ظلت لزمن تمني النفس في إضافتها إلى سجلها، كما تدون أسماءها في سجل الأندية القوية التي تتنافس على الألقاب محليا وعالميا. ويتسابق أثرياء العالم على شراء أسهم الأندية الرياضية الكبرى، حيث عرفت السنوات الأخيرة سباقا محموما بين رجال الأغمال والأمراء على شراء أندية بكاملها أو المساهمة في رأسمالها بالقسط الأكبر، إذ كشفت تقارير إعلامية أن الثروة المالية التي يجنيها ملاك الأندية تقدر بملايير الدولارات سنويا، نظير الانجازات التي يحققها النادي. وكشفت أحدث التقارير أن الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليغ" يضم أكبر نسبة من الأموال المستثمرة ، وذلك ما تدل عليه الرواتب الخيالية للنجوم الممارسين فيه، سواء تعلق الأمر باللاعبين أو بالمدربين، ويعود الفضل إلى العائدات الإشهارية، وحقوق البث التلفزيوني التي تدرّ ملايين الدولارات سنويا على الدوري الإنجليزي الذي يحظى بمتابعة جماهيرية واسعة. وكشفت صحيفة "ميرور" البريطانية عن قائمة ضمت أبرز الشخصيات التي تمتلك الأندية الإنجليزية، وتتوفر أكبر نسبة من الأموال، حيث حل الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مالك نادي مانشيستر يونايتد الانجليزي على رأس قائمة أثرى الأندية الإنجليزية برصيد 20 مليار جنيه إسترليني، أعقبه الملياردير الروسي رومان آبراموفيتش مالك نادي تشيلسي الذي صرف عليه أموالا طائلة لبسط سيطرته على الدوري الإنجليزي وذلك من خلال اختياره للمدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو الذي قاد النادي إلى الفوز بلقب البريميرليغ خلال الموسم الماضي، حيث تبلغ قيمة أموال النادي حوالي 5.3 مليار جنيه استرليني. وحل مالك توتنهام هوتسبيرز جو لويس في المركز الثالث في القائمة، برصيد 4.9 مليار جنيه إسترليني، تلاه الملياردير الأمريكي ستان كروينك مالك نادي آرسنال بثروة قدرت بحوالي 4 مليار جنيه إسترليني، فيما حل مالك نادي نيوكاسل يونايتد في المرتبة الخامسة بثروة مالية ناهزت 3.5 مليار دولار. كما يضم الدوري الإنجليزي عدة أُثرياء آخرين يستحوذون على جل أسهم الأندية الإنجليزية الممارسة بقسم الدرجة الأولى أو الثانية، غير أن ما يثير الاستغراب هو وجود أندية تصرف عليها الملايين من الدولارات سنويا دون أن تقدم النتيجة المرغوبة، ما يطرح إشكالية الجدوى من استثمار الأموال فيها.