منذ سنوات، تهافت العديد من المواطنين من خارج مدينة تطوان على اقتناء شقق تجزئة ميكسطا MIXTA بمرتيل، وهي مازالت مشروعاً، وذلك لقربها من شاطىء مرتيل، اعتقد الجميع أن مستقبل هذه التجزئة سيكون مشرقاً وأن هناك بوادر مدينة سياحية تظهر في الأفق وهو من الجالية المقيمة بالخارج. لكن بعد ولوج هذه الشقق بدأت تظهر بعض الأمور التي لم يسبق أن خطرت على بال أي مستفيد من هذه الشقق, وتحول سنة بعد أخرى حلم هؤلاء المستفيدين إلى كابوس مقلق، نتيحة انعدام النظافة وغياب المناطق الخضراء، وعدم وجود مرافق عمومية صحية وأمنية وتربوية، وأصبحت هذه التجزئة محاطة بتلل من الأزبال على اختلاف أنواعها، خصوصاً في كل عطلة من العطل السنوية، بالإضافة إلى ضعف الإنارة بالأزقة داخل التجزئة، وتلك المؤدية لها وتحولت ما يمكن أن تكون مناطق خضراء إلى مناطق مكسوة بالأعشاب اليابسة والضارة، مما جعل جميع أصناف الحشرات وبعض الحيوانات الزاحفة تلجأ إليها، وأصبح المرور أو العبور بالقرب منها يشكل خطورة على قاطني بشقق ميكسطا أو بعض الزوار الذين قدموا من مناطق بعيدة أو قريبة للتمتع بأيام جميلة على مشارف ضفاف مارتيل. ويبقى المشكل على سلامة وصحة الكبار والصغار حتى على البيئة هو ذاك الوادي الحار المكشوف القادم من وسط مدينة تطوان في اتجاه شاطىء مرتيل. فبعد الروائح الكريهة التي تزعج التجمعات العائلية خاصة في الليل، هناك أسراب لأنواع من الحشرات والحشرات اللاسعة (شنيولا) وأشكال من الذباب تتقدمهم الذبابة الخضراء الكبيرة الحجم. هذا في غياب تام من المسؤولين المنتخبين والسلطات المحلية، وكأن هؤلاء السكان هم في حصار مقصود وما يتعرضون إليه هو نوع من الجزاء. أمام هذا الوضع، وبعد تعنت السلطات المحلية والمنتخبين، وبعد استحالة استمرار قبول هذه الأوضاع المزرية، قررت مجموعة من سكان هذه التجزئة مغادرتها بعد بيعها والبحث عن مكان آخر تكون ظروف العيش فيه أفضل بكثير، إلا أنه لم يكن الأمر بالمشجع بعد انهيار أثمنة العقار بهذه التجزئة، وطبعاً للأسباب السابق ذكرها. أليس من العار، ونحن نعيش في الألفية الثالثة من القرن الواحد والعشرين، وفي منطقة تعتبر من أجمل مناطق المملكة، أن يشتكي السكان من الوادي الحار ومن الحشرات والنظافة والتهميش والإهمال، في وقت تدعي فيه الحكومة أنها تدعم السياحة الداخلية؟ .