حالة غير مسبوقة من الانتهاك من طرف شمسيات الفنادق وعربات الباعة الجائلين يعرفها شاطئ الصويرة, وخصوصا الحيز الحاصل على اللواء الأزرق للموسم الحادي عشر على التوالي. بترخيص من المجلس البلدي للصويرة،نصبت فنادق المدينة بما فيها المتواجدة داخل أسوار المدينة العتيقة أو المتواجدة على بعد مئات الأمتار من الشاطئ مظلاتها داخل مساحات مجتزأة من الفضاء العام البحري لشاطئ الصويرة. الغريب في الأمر هو عدم الاقتصار في الموسم الحالي على الحيز المحاذي للسور الوقائي للكورنيش، حيث تقدمت شمسيات الفنادق والخواص إلى الحيز المخصص للمصطافين لتزاحمهم في مجانية الشمس والهواء والرمال. ترخيص المجلس البلدي للصويرة للخواص باستغلال الملك البحري بهذه الطريقة رفضت وزارة التجهيز والنقل تزكيته اعتبارا لخرقه للمخطط المديري الذي يقنن العملية والذي أعدته مصالحها وتمت المصادقة عليه سابقا.إلا أن المدينة بجميع مكوناتها وضعت في نهاية المطاف أمام الأمر الواقع وتم انتهاك الملك البحري للمدينة بتزامن مع موسم الاصطياف الذي يشكل ذروة موسم السياحة الداخلية بالمدينة وبتزامن كذلك مع برنامج شواطئ نظيفة صيف 2015 الذي يقتضي الالتزام بمجموعة من المعايير والمبادئ الأساسية. لم يعد الأمر متوقفا فقط على الفنادق المتواجدة على الشريط الساحلي والتي يحتل اثنان منها على طول السنة جزءا من الكورنيش, إضافة إلى ملك بحري ينصبان عليه شمسياتهما لفائدة زبنائهما، الأمر أصبح معمما على مجموعة من فنادق المدينة في إطار « دمقرطة انتهاك الملك البحري وخرق القوانين». «مؤسف ما آلت إليه الأمور هذا الموسم، شاطئ الصويرة يعرف حالة تلوث بصري غير مسبوقة. لقد اختلطت الشمسيات برمال الشاطئ وأصبحت جزءا من المشهد العام. أتساءل ما الداعي لنصب شمسيات الخواص اذا كان الجميع متساوون في التمتع بالرمل والهواء والماء سواء كانوا زبناء فنادق أم لا؟ « تساءل مصطاف من مغاربة المهجر بكثير من الحسرة. السلطات المحلية لم تقم بأي إجراء إلى حدود الساعة من أجل وضع حد لهذا الانتهاك مضافا إلى اجتياح عربات الباعة الجائلين للكورنيش بشكل لم يسبق له مثيل. « فوجئت خلال هذه السنة بصور غير مسبوقة بشاطئ الصويرة والمجال المحاذي لسور المدينة. لم يسبق لي أن رأيت عربة لبيع « الهندية» قرب الكورنيش سوى السنة الحالية. الغريب أنها واقفة بشكل مكشوف على الرصيف على مرأى ومسمع من السلطات المحلية التي لم تحرك ساكنا» استغرب أحد سكان المدينة. تراخيص استغلال الملك البحري التي يضعها المتابعون في خانة ترضيات ما قبل الانتخابات المحلية ل 04 شتنبر 2015 لن تمر بدون المساس بصورة شاطئ الصويرة وسمعته وجماليته، كما ستبقى شاهدة على سلبية غير مسبوقة للسلطات المحلية التي وقفت موقف المتفرج من توجه نشاز عكس ما بادرت إليه السلطات المحلية بمجموعة من شواطئ المغرب عبر فرض احترام الملك البحري وحق المصطافين في الولوج إليه واستغلاله على قدم المساواة. تجدر الإشارة أخيرا إلى أن أيا من الخواص والفنادق ممن ينصبون شسمياتهم على الشاطئ مستغلين مكتسباته ومؤهلاته الطبيعية لم يساهموا لا من قريب ولا من بعيد في دعم بنيات استقبال شاطئ المدينة ولا في تنقية رماله التي يتكفل بتنظيفها بشكل حصري ويومي الممول الرسمي لبرنامج شواطئ نظيفة منذ سنوات.