أحيل على المدعي العام لدى محكمة الاستئنافي بالجديدة إفريقيان متهمان بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المتبوع بالسرقة والشذوذ الجنسي، حيث قرر بدوره إحالتهما على غرفة التحقيق الأولى لإجراء تحقيق في حقهما. فقد أوقفت مصالح الشرطة القضائية بأمن الجديدة، إفريقيين يتحدران من ساحل العاج والسنغال، على خلفية الاشتباه في ضلوعهما في جريمة قتل السائح الفرنسي، الذي تم العثور على جثته، الجمعة الماضي، داخل شقته بحي السلام بعاصمة دكالة. هذا، وكان المواطن الفرنسي المسمى قيد حياته (كريستيان ج.)، من مواليد 1955، بمدينة "ديجون" الفرنسية، انقطعت أخباره عن زوجته بفرنسا، منذ أن حل في فاتح غشت 2015، بالمغرب، سيما أنه لم يعمد إلى الرد على الرسائل النصية التي كانت تبعث بها إليه، عبر بريده الإلكتروني. ما حدا بها إلى ربط الاتصال بصديق للعائلة، فرنسي من أصول جزائرية، يمتهن وسيطا عقاريا، وسبق أن تعامل مع الضحية قيد حياته، إذ كان يقوم بكراء شقته المفروشة، الكائنة بالطابق العلوي (الأول) من عمارة سكنية بحي السلام. وقد حاول صديق العائلة ربط الاتصال هاتفيا ب(كريستيان ج.). لكن دون جدوى، ما جعله يلتحق بالدائرة الأمنية الثالثة، للتبليغ عن اختفاء مواطنه في ظروف غامضة. وبتعليمات من النيابة العامة المختصة، دخلت على الخط الضابطة القضائية ، وتقنيو مسرح الجريمة، ورئيس الدائرة الأمنية الثالثة حيث انتقلوا إلى الشقة المستهدفة بالتدخل الأمني، ووجدوا بابها الخارجي مفتوحا بحوالي 4 سنتمترات، في ما كان باب غرفة النوم محكم الإغلاق. وقد قام المتدخلون بكسر الباب، والولوج إلى الغرفة، حيث عثروا على الفرنسي، موضوع التبليغ، جثة هامدة، صدره وذراعاه مكبلان خلف كرسي. وكان نزف دما من فمه وأنفه. ولم تكن الجثة في حالة تحلل، أو تفوح منها الرائحة، ما يرجح أن يكون الضحية قضى نحبه منذ يوم أو يومين، بفعل فاعل أو فاعلين، علما بأنه كان دخل على متن عربة كبيرة الحجم، في الأول من غشت 2015، إلى تراب المغرب، وحل بعاصمة دكالة في ال5 من الشهر الجاري. وقد أجرت الضابطة القضائية المعاينات والتحريات الميدانية، وأخذت البصمات من مسرح الجريمة، بغاية إرسالها إلى مختبر التحاليل العلمية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني. كما تم حجز هاتف الضحية النقال. وقد انتدب المتدخلون الأمنيون سيارة إسعاف خاصة أقلت جثة الضحية الفرنسي إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، حيث تم إيداعها في مستودع حفظ الأموات، لإخضاعها للتشريح الطبي. هذا، وجرى الاطلاع على المعطيات المخزنة في ذاكرة هاتف الضحية. وكان بالمناسبة "الواتساب" الخيط الرفيع الذي أفضى إلى تحديد هويتي المشتبه بهما، الإفريقيين المتحدرين من ساحل العاج والسنغال حيث إن أحدهما يقيم بالدارالبيضاء والآخر بمراكش، وكانا دخلا بطريقة شرعية إلى المغرب عبر المطار، وكانا على "علاقة" مع الضحية الذي كان ولج على متن عربة من الحجم الكبير، ذات لون أصفر، إلى تراب المغرب في فاتح غشت 2015، قبل أن يحط الرحال بعاصمة دكالة. وكان الضحية قضى 4 أيام مع أحد المشتبه بهما في الدارالبيضاء، قبل أن يأتي إلى الجديدة . وقد عمدت الضابطة القضائية إلى الإيقاع بالمشتبه بهما، بعد استدراجهما من قبل مواطن أجنبي، ربط الاتصال بهما على هاتفيهما النقالين. وأكدت العديد من المصادر أن الأمر لا يعدو أن يكون شذوذا جنسيا متبوعا بالسرقة. وكانت الجديدة قد عرف أكثر من ثلاث جرائم شذوذ جنسي في حق أجانب من طرف زبناء لهم بدافع السرقة أو إخلاف وعد السفر الى الخارج.