أحالت الضابطة القضائية لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، الأسبوع الماضي، شخصين، في حالة اعتقال، على النيابة العامة، من أجل الهجوم على مسكن الغير، ومحاولة السرقة تحت طائلة التهديد، والسكر العلني البين، وافتعال جروح. مقر المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة وتعود وقائع النازلة إلى اتصال هاتفي بالشرطة، لطلب النجدة، كان أجراه مواطن أجنبي، ادعى أنه تعرض للهجوم داخل منزله بعاصمة دكالة، من قبل شخص من معارفه، وأن الأخير كان يهدده ويبتزه، بغية تمكينه من مبلغ مالي. وعلى الفور، انتقلت دورية راكبة للشرطة، إلى المنزل المستهدف بالتدخل الأمني، ووجدت المواطن الأجنبي في انتظارها بمعية زوجته، التي تحمل الجنسية المغربية، وأطلعها تفصيليا على وقائع النازلة الإجرامية، وأفاد أنه تفاجأ بشخص من معارفه يدعى (م)، يقتحم ليلا شقته، بعد أن ولج إليها عبر سطح العمارة. وطلب منه صاحب المنزل مغادرة المكان، والانصراف إلى سبيل حاله، دون إثارة المشاكل، إلا أن الأخير رفض الطلب، وشرع في ابتزازه، وطلب منه تمكينه مبلغا ماليا قدره 2000 درهم، غير أنه (الأجنبي) رفض الرضوخ للطلب، ما حدا بمقتحم المنزل، إلى إحداث جروح في جسده، بسكين، استله من المطبخ، لتخويفه والضغط عليه. ولحظة انتقال الضابطة القضائية، كان المشتبه به غادر بدقائق الشقة، إلى وجهة مجهولة. وبعد الاستماع إلى إفادة الأجنبي وزوجته، اللذين أدليا بهوية وأوصاف وملامح المعتدي، شنت عناصر الأمن حملة تمشيط في محيط العمارة السكنية، تكللت بالعثور على المشتبه به الذي كان في حالة سكر طافح، عاينتها عليه الضابطة القضائية، تحت جميع مواصفاتها وأعراضها القانونية، كما عاينت عليه جروحا خفيفة في يده وبطنه. وعلى الفور جرى اقتياده إلى المصلحة الأمنية، ووضعه المحققون، بعد إشعار النيابة العامة، تحت تدبير الحراسة النظرية، من أجل البحث والتقديم. وإثر إخضاعه للبحث والاستنطاق، صرح المشتبه به أن الأجنبي هو من اتصل به على هاتفه المحمول، عند منتصف الليل، وكان لحظتها يحتسي الخمر مع صديق يدعى (ع)، وألح عليه في الحضور عاجلا إلى شقته بالعمارة السكنية. وفور وصولها، وجد الأجنبي في الانتظار، الذي أدخل إلى شقته (ع)، لممارسة الشذوذ الجنسي معه، في حين طلب من (م) الانصراف لتوه، بعد أن سلمه 120 درهما. وعقب هذه التصريحات، باشر المحققون مزيدا من التحريات والبحث، أفضى إلى توقيف المدعو (ع)، وجاءت تصريحات الأخير مطابقة لتصريحات صديقه (م)، مضيفا أن الأجنبي أدخله إلى غرفة في شقته، وأخذ يلمس عضوه التناسلي، استعدادا لممارسة الشذوذ الجنسي. وفي تلك اللحظة، باغتهما (م)، الذي اقتحم المنزل، بعد أن تسلل عبر سطح العمارة، وشرع في تهديد الأجنبي، وبأنه سيعمد إلى قتل نفسه، إن لم يمكنه من مبلغ مالي قدره 2000 درهم. في السياق نفسه، تشبث الأجنبي وزوجته بالنازلة، كما عرضا وقائعها، التي ضمنتها الضابطة القضائية في محضري استماعهما، مؤكدين أن المشتبه به (م) اقتحم منزلهما ليلا، وعمد إلى نهج أسلوب التهديد والابتزاز، وافتعل جروحا في جسده، وأنكرا معرفتهما بالمدعو (ع). في حين تشبث المشتبه بهما بتصريحاتهما حول الوقائع، التي جاءت متطابقة، وكذا أن الأجنبي هو من دعاهما للحضور ليلا إلى شقته. عقب ذلك، تفحص المحققون ذاكرة الهاتف المحمول للمشتبه به (م)، وتبين لهم أن الأجنبي كان فعلا اتصل به، عند منتصف الليل. وتشبث المشتكى بهما بإنكار الأفعال المنسوبة إليهما، فيما تشبث الأجنبي وزوجته بأقوالهما. وهكذا، أحالت الضابطة القضائية المشتبه بهما، على النيابة العامة، التي ستفصل في النازلة، انطلاقا من قناعاتها، التي ستبنى على الوقائع والأدلة المادية، التي أدلى بها كل طرف من الأطراف، بما فيها أساسا التصريحات المتطابقة للمغربيين الموقوفين.