قضت الغرفة الجنائية لدى استئنافية الجديدة، نهاية الأسبوع الماضي، بثماني سنوات سجنا نافذا، في حق متهمين، من ذوي السوابق العدلية، من أجل اقتحام "فيلا" صحافية ألمانية، بسيدي بوزيدوالسرقة الموصوفة بيد مسلحة، ومحاولة الاغتصاب، وإهانة المقدسات، والسكر العلني البين، فيما برأت الهيئة القضائية المشتبه به الثالث. وحسب وقائع النازلة، فإن منحرفين عمدا في حدود الحادية عشرة من ليلة الاثنين 30 نونبر 2009، إلى طرق باب "فيلا" بسيدي بوزيد، الذي فتحه في وجههما زوج الصحافية الألمانية، ظنا منه أن الأمر يتعلق بأحد أقاربه، وأشهرا سكينا من الحجم الكبير، وضعاه على عنقه، وطلبا منه التوجه إلى فناء "الفيلا"، وهناك كان يجلس ضيفهما المغربي، الذي يشتغل في الصحافة، وطلبا من الزوجة إظهار مفاتنها، ولما لم تفهم مبتغاهما باللغة العربية، اضطر الزوج المغربي، الذي يشتغل أستاذا، لترجمة طلبهما باللغة الألمانية، تحت طائلة التهديد باغتصاب إحدى بناته، ورغم توسلاتها، لم يتركاها إلا بعد أن امتثلت مرغمة، كما رافقا بالتناوب الخادمة إلى غرفة بالجوار، إذ قضى كل واحد معها بعض الوقت، دون أن يعتديا عليها، حسب إفادتها للضابطة القضائية. وقام المشتبه بهما اللذان كانا يضعان قفازتين في أيديهما، تفاديا لترك البصمات، التي من شأنها كشف هويتهما، بتجميع المسروقات في أكياس كبيرة، وكانا يتحدثان بين الفينة والأخرى، مع شريك ثالث، كان يوجد خارج "الفيلا"، إذ كان يؤمن الحماية لهما، ويشعرهما في حالة وجود أي طارئ. وكان ضمن المسروقات، مبلغ مالي قدره 2000 أورو، وجهاز تلفاز كبير الحجم من نوع "إل سي دي"، وحاسوب محمول، يحتوي على أرشيف المواطنة الألمانية، التي تشتغل صحافية بألمانيا، حيث تقيم مع زوجها. وكانت الصحافية الألمانية في زيارة إلى المغرب، بغية إنجاز ربورطاج حول التنمية الشاملة، كما انصبت، حسب مصدر أمني، على تدوين ونشر تاريخ المغرب في الصحافة الأوروبية، بترخيص من وزارة الخارجية المغربية. واستنفرت النازلة المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، التي باشرت التحريات الميدانية، ووضعت رهن إشارة المركز القضائي بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، الأرشيف الخاص بصور المنحرفين، كما جرى استقدام الضحايا إلى المصلحة الأمنية، الذين تعرفوا تلقائيا على صورة أحد المشتبه بهما، الذي جرى توقيفه بمعية شريكه، صبيحة الخميس 3 دجنبر 2009، بمحاذاة سينما الملكي بدرب غلف بالجديدة، وكانا في حالة سكر طافح، وبصدد استهلاك قطعة من مخدر الشيرا. وبتعليمات نيابية، وضع المتهمان تحت تدبير الحراسة النظرية، مدة 48 ساعة، وبتنسيق مع القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، اقتادت الضابطة القضائية لدى أمن الجديدة، المنحرفين إلى محل سكنهما الكائنين بحي السعادة الثالثة بمدينة الجديدة، وبدوار البحارة بضواحي سيدي بوزيد، حيث أسفر التفتيش الذي هم المنزلين، عن العثور على الأغراض المسروقة. وكانت الضابطة القضائية لدى المصلحة الأمنية، أحالتهما، الجمعة 4 دجنبر 2009، في إطار مسطرة تلبسية، على وكيل الملك بمحكمة الدرجة الأولى، من أجل السكر العلني البين، واستهلاك المخدرات. وبعد متابعتهما من أجل الأفعال المنسوبة إليهما، أحالهما الوكيل على المركز القضائي للدرك الملكي بالجديدة، لتعميق البحث معهما، في إطار مسطرة تلبسية مستقلة لها علاقة باقتحام "فيلا"، كائنة بمنتجع سيدي بوزيد، وتعنيف قاطنيها، والسطو من داخلها، على أشياء ثمينة. وخلال جلسات المحاكمة، طالب دفاع الضحية الألمانية، الهيئة القضائية لدى الغرفة الجنائية بمحكمة الدرجة الثانية، بالضرب بيد من حديد على المتهمين، اللذين زرعا الرعب في بيت أسرة الصحافية الألمانية، وزوجها المغربي، وبناتهما الست، وضيفهما الصحافي المغربي، الذي كان شاهد عيان على وقائع النازلة المرعبة، التي كان بطلاها المنحرفان من ذوي السوابق القضائية، واستفادا سابقا من عفو ملكي، مما تبقى من العقوبة السالبة للحرية.