بعد ليلة واحدة من مغادرة رئيس الحكومة، عبدالإله بنكيران، منتجعات عيون أم الربيع، بإقليم خنيفرة، والتي حل بها، رفقة زوجته وابنته في زيارة "سياحية"، مفاجئة وغامضة، أسالت الكثير من التعاليق والآراء، بعدها تعرضت ذات المنطقة السياحية، مساء أول أمس، الاثنين 10 غشت 2015، لعاصفة رعدية قوية مصحوبة بأمطار طوفانية وسيول هوجاء تدفقت عبر الشعاب الجبلية وهي محملة بأحجار وأشجار وأتربة كانت كافية لقلب هدوء المنطقة في وقت وجيز، وجعلها معزولة عن العالم الخارجي. وقد وصفت مصادرنا الوضع ب "الكارثي"، حيث تسببت السيول في تناثر وجرف وطمر العشرات من الخيمات والأكواخ الاصطيافية المشيدة على جنبات مجرى مياه عيون أم الربيع، بالنظر لكون المنطقة من أشهر وأجمل المواقع السياحية بإقليم خنيفرة، ويزورها الآلاف من السياح والزوار، سواء القادمين من داخل المغرب أو من خارجه، سيما في فصل الصيف، حيث متعة السياحة والاستمتاع بجمال المنطقة، ومن الألطاف الإلهية أن العاصفة لم تقع ليلا وإلا كانت الخسائر البشرية جسيمة. وارتباطا بالموضوع، أفادت مصادر "الاتحاد الاشتراكي" من عين المكان، أن رياحا قوية هبت منذرة بعاصفة وشيكة، ليتبعها صوت رعد مرعب، ثم أنباء من قبائل "آيت بومزوغ" تفيد بتعرضها لعاصفة رعدية هوجاء، الأمر الذي ساهم في تنبيه سكان وزوار المنتجع الذي ساده ترقب كبير بعد العلامات الأولى للعاصفة التي أعقبها هطول أمطار طوفانية نتجت عنها روافد سيول قوية جرفت كل شيء في طريقها، من أحجار وخيمات ومآوى قشية وأغراض وأمتعة المواطنين. واستنادا إلى ذات المصادر، فقد أدت سيول العاصفة الرعدية إلى قطع الطريق المؤدية إلى خنيفرة، وكذلك المؤدية إلى عين اللوح بسبب فيضان "وادي فلات" الذي غطى قنطرته التي ظلت موضوع عدة شكايات تقدم بها السكان لأجل معالجتها دون جدوى، على حد مصادر "الاتحاد الاشتراكي"، الوضع الذي أجبر العشرات من الزوار والسياح على القبول باستضافتهم لدى السكان المحليين، في حين سجلت مصادرنا محاصرة عدد من هؤلاء الزوار بسياراتهم نتيجة تعثر حركة التنقل، بينما احتار الكثيرون منهم ما بين تحدي المخاطر والعودة إلى نقطة الانطلاق. مصادر "الاتحاد الاشتراكي" لم يفتها التعبير عن أسفها الشديد إزاء السلطات والجهات المسؤولة التي لم تكلف نفسها عناء دعوة السكان والزوار المصطافين إلى أخذ الحيطة والحذر، بناء على بلاغات الأرصاد الجوية والتقلبات المناخية المعروفة، علما بأن منتجعات عيون أم الربيع تبقى الوجهة المفضلة لآلاف الأسر المغربية والأجنبية رغم الإهمال واللامبالاة السائدة تجاه ما يتعلق بشروط الراحة والسلامة والأمن والبنية التحتية، وبالتطلعات الرامية إلى النهوض بالسياحة الجبلية التي لم تحظ أصلا بنصيبها الحقيقي من الاهتمام والتأهيل.