تساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 1500م من السبت إلى الاثنين    المديرية العامة للضرائب تعلن فتح شبابيكها السبت والأحد    "روح الأسرة" بعيدا عن "سلطوية العام" و"شكلانية القانون" و"مصلحية الاقتصاد"    أبناك تفتح الأبواب في نهاية الأسبوع    المحافظة العقارية تحقق نتائج غير مسبوقة وتساهم ب 6 ملايير درهم في ميزانية الدولة    الحكم موقوف التنفيذ لمناهضين ضد التطبيع    "منتدى الزهراء" يطالب باعتماد منهجية تشاركية في إعداد مشروع تعديل مدونة الأسرة    330 مليون درهم لتأهيل ثلاث جماعات بإقليم الدريوش    بيت الشعر ينعى محمد عنيبة الحمري    إياب ساخن في البطولة تبدأ أطواره وسط صراع محتدم على اللقب وتجنب الهبوط    جلالة الملك محمد السادس يحل بدولة الإمارات العربية المتحدة في زيارة خاصة    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    غياب الطبيب النفسي المختص بمستشفى الجديدة يصل إلى قبة البرلمان    الدحمي خطاري – القلب النابض لفريق مستقبل المرسى    العام الثقافي قطر – المغرب 2024 : عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    اكتشاف جثة امرأة بأحد ملاعب كأس العالم 2030 يثير الجدل    توقعات أحوال الطقس ليوم الخميس    تعاونيات جمع وتسويق الحليب بدكالة تدق ناقوس الخطر.. أزيد من 80 ألف لتر من الحليب في اليوم معرضة للإتلاف    الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تصعد رفضها لمشروع قانون الإضراب    صناعة الطيران: حوار مع مديرة صناعات الطيران والسكك الحديدية والسفن والطاقات المتجددة    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    "ال‬حسنية" تتجنب الانتقالات الشتوية    الارتفاع يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    حلقة هذا الأسبوع من برنامج "ديرها غا زوينة.." تبث غدا الجمعة على الساعة العاشرة    "التجديد الطلابي" تطالب برفع قيمة المنحة وتعميمها    وكالة بيت مال القدس واصلت عملها الميداني وأنجزت البرامج والمشاريع الملتزم بها رغم الصعوبات الأمنية    مقتل 14 شرطيا في كمين بسوريا نصبته قوات موالية للنظام السابق    تدابير للإقلاع عن التدخين .. فهم السلوك وبدائل النيكوتين    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    سنة 2024 .. مبادرات متجددة للنهوض بالشأن الثقافي وتكريس الإشعاع الدولي للمملكة    الممثل هيو جرانت يصاب بنوبات هلع أثناء تصوير الأفلام    الثورة السورية والحكم العطائية..    كيوسك الخميس | مشاهير العالم يتدفقون على مراكش للاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة    الإعلام الروسي: المغرب شريك استراتيجي ومرشح قوي للانضمام لمجموعة بريكس    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    الضرورات ‬القصوى ‬تقتضي ‬تحيين ‬الاستراتيجية ‬الوطنية ‬لتدبير ‬المخاطر    الصين: أعلى هيئة تشريعية بالبلاد تعقد دورتها السنوية في 5 مارس المقبل    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    اعتقال طالب آخر بتازة على خلفية احتجاجات "النقل الحضري"    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    التوجه نحو ابتكار "الروبوتات البشرية".. عندما تتجاوز الآلة حدود التكنولوجيا    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر والباحث موليم العروسي بالأبيض والأسود.. من السياسة إلى فلسفة مابعد الحداثة
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 11 - 08 - 2015

في هذا الحوار مع الأستاذ موليم العروسي الذي نقدمه للقراء يفترض مساءلة الحوار ذاته . كيف سيكون حوارنا معه ؟ و هل يستطيع ترميم المعنى من اللامعنى ؟ و ماهي موضوعات الحوار؟ ... الخ ، و هي كلها أسئلة تروم بما قاله موريس بلانشو من خلال قولة ماركيز دوساد يجب على الفلسفة إن تقول كل شيء مهما ارتعد الناس من ذلك أسئلة كثيرة تقترب منا كلما ابتعدنا عن مكان الحوار و تبتعد منا حينما نكون قبالته . و بين القرب و البعد يتبخر الكلام ليصير ماءا نشربه أحيانا ، و نرش به المكان في أحايين أخرى . الجلوس مع موليم العروسي يحملك إلى متاهة غريبة تبحث عنه فتجده في ليلته الموعودة . إلا انه يختفي مرة أخرى بين سيدة المقام وكائناتها في الطابق العلوي. و بين هذا و ذاك يحضر الخطيبي و دكالة ، الفن المعاصر ، المرأة ، الكتابة الروائية ، الأسطورة ، التسمية ، الأثر ، المؤسسة و كائنات أخرى تظهر و تختفي كما هو .
لا نستطيع قول الدهشة في هذا الحوار ولا نظن أننا حاولنا رسم بورتريها لهذا الكاتب / الباحث الذي يتقن حرب العصابات على الكلمات و الأشياء و إنما حاولنا بمكر شديد ضيافته بحب مع قراء محتملين . فأسئلة ما بعد الحداثة تسكنه ، لهذا يجب المشي و الترحال بين النصوص و الآثار اللتين لفظتهما المؤسسة ، ربما قد أقلقنا خلوته انطلاقا من النوافذ التي فتحها لنا، و لعل المجال الذي يشتغل فيه و عليه من بين مجالات اخرى ( علم الجمال بما باب مشرعة على الجسد ) هو الذي وضع مساحة رحبة في هذا الحوار . كان الحوار طويلا( في حدود أربع حلقات تدوم كل حلقة أربع إلى ست ساعات ) في مؤسسة محمد بنسعيد ايت ايدر بمرس السلطان بالدار البيضاء . لا نريد ربط هذه المؤسسة بالدلالة التي تحيل عليها، و إنما أشكر الأخ أحمد الحبشي الذي فتح لنا بابها ، مثلما أشكر الصديق الشاعر محمد عرش الذي ساعدني في تفريغ هذا الحوار .
o أعتقد أن مرحلة السبعينات لها ما يؤسسها تاريخيا، ثورة الطلبة ماي 68.،الثورة الفلسطينية، الثورة الثقافية في الصين، حرب الفيتنام، ثم هزيمة 1967. هزيمة 67 تحيل على انكسار المشروع الوطني أي كل الذين حققوا الاستقلال يجب أن ينتهوا لم يعد لوجودهم في قيادة البلد من من معنى. وبالتالي الجيل الذي أنتجته المدرسة على مدى العشر أو اثني عشر سنة بعد الاستقلال هو جيل أسمسه جيل التحرر. أي أنه جيل يريد أن يتحرر من كل شيء وكانت الفتاة هي العلامة المائزة على هذا التحرر وتمردها خصوصا أنها ولجت التعليم وانتقلت من الوقوف في نهاية التعليم الابتدائي للزواج إلى الجامعة لتصبح إطارا مهما داخل الدولة. هذا التمرد التي تبنته الفتاة يظهر من خلال مجموعة من الطالبات الواتي اعتقلن بسب أفكارهن السياسية، الاحتجاج على أكثر من مستوى، التدخين في الفضا العام وأمام الملأ. هذه الأشكال التعبيرية كلها دالة على التحرر. ولكن بالرغم من كل هذا التحرر سرعان ما سوف يعود المجتمع إلى التحجر والتخلف، وخاصة إذا تجاوزنا الحجاب على مستوى اللباس وتحدثنا عن الحجاب الذهني. وهذا بالضبط ما نشرته الإيديولوجية الوهابية طبعا بتحالف مع المخزن ومع أمريكا. ابتداء من السبعينيات أظهرت العربية السعودية عداءها للاتجاه التحرري في العالم العربي ابتداء من عدائها للناصرية. دفعت أموالا طائلة لنشر الوهابية في جميع مناطق العالم الإسلامي. والنتيجة هي التي نتحصل عليها الآن، فداعش لا تختلف عن تجربة الوهابية في شيء.
n سوف نحاول مناقشة هذا الملف في الشق السياسي، هل تتفق على ذلك؟ ولكن قبل ذلك أود أن أشير إلى قضية أعتبرها أساسية كنت قد كتبت مقالا بمجلة لاماليف بالفرنسة مع الصديق العربي الوافي حول عشرين سنة من الفلسفة بالمغرب، ونشر على ما أعتقد سنة 1986. كلنا لاحظنا مسألة أساسية وهي أن التلاميذ في الباكلوريا كان يضربون عن الامتحان إذا لم يكن هناك موضوع اختبار في الفكر الإسلامي ويرفضون المواضيع التي تتعلق بالفلسفة. حاول الربط بين هذه المسألة حيث أنه في المدرسة المغربية بسبب تضافر عدد من الجهود منهم مع الأسف جهود محمد عابد الجابري ومن معه حيث عمدوا إلى وضع مقررين لتدريس الفلسفة، مقرر للفلسفة وآخر للفكر الإسلامي. وبما أن الفكر الإسلامي كان يدرس في الغالب من طرف مشرقيين لا علاقة لهم أصلا بالفلسفة وكان تدريسهم يتوخى السهولة لذا كان التلاميذ يطالبون بالتركيز على الفكر الإسلامي. رفض ابتدأ على أساس أنها عصية على الفهم لينتقل بعد ذلك إلى مواقف أخرى. وأصبح التلاميذ ومعهم بعض المفتشين قوة ضاغطة. كل هذه الأمور يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار كعناصر في تحليل هذه الظاهرة ويمكن أن نعود إليها في الشق السياسي.
o الحديث عن حجاب المرأة يحيل على خوف الرجل منها. هل هذا الرعب الذي يسكن الرجل العربي المسلم هو دال على ذكورته؟ أم أن المسألة أكبر من ذلك؟.
n هذا موضوع شائك، لأن الخوف من المرأة يكاد أن يكون كونياً، الخوف من فرج المرأة بالخصوص. فهو كما يمكن أن يتصوره الناس ولأن الحياة تخرج منه وخصوصا عنما نتحدث عن الإحساسات البدائية عند البشر التي لا تفارقهم مهما تعلموا ومهما بلغوا من الحضارة والرقي فهذه الأمور تبقي مترسبة في اللاشعور إلا إذا تجاوزها الإنسان بالثقافة والخروج من البداوة. ففرج المرأة يبقى كهفا غريب أو قل مغارة غريبة تجعل الإنسان في تصوراته البدائية اللاشعورية يظن أن تلك المغارة بما أنها خرج منها فبإمكانها أن تبتلعه في يوم من الأيام. والشخص الذي يبقى لديه التباس في هويته الجنسية ولم يفصل في أمر هويته كإنسان وهويته كقضيب فهو يبقى حاملا لهذا الخوف، يعني بما أن الفرج يبتلع القضيب فهو يبتلع صاحب القضيب ايضا. يبقى حاملا في أحشائه إذن رعبه من المرأة سيما وأنها، أي تلك التي يتقاسم معها حياته اليومية أو المرأة الغريبة التي يمكن أن يلتقيها بالصدفة، تمتلك الحكم على فشله في إشباعها جنسيا أو على القل ألا يفشل قبل الإيلاج وهذا أمر يرعب الرجال بشكل كبير. في حضارات أخرى وفي مجتمعات أخرى غير المجتمعات العربية استطاع الرجال تجاوز اعتيار أن أن فشل العملية الجنسية هو فشل على المستويات، أضف إلى ذلك أن العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة متبادلة لا ينزل فيها العبء على الرجل وحده لكي تبث كفاءته القضيبية وعلى أساس أنه وحده المتحكمة في العملية الجنسية...في المجتمعات المتقدمة توصل الرجال إلى فهم أنه من الضروري أن تكون هناك رغبة متبادلة بين الرجل والمرأة لكي تتم العملية الجنسية. على عكس المجتمعات العربية حيث أن الرجل يريد فرض نفسه (أي قضيبه) وبعدها يتحمل وزر الفشل إذا كان هناك فشل. منطلق العملية الجنسية هو الخوف.
لكنه يصبح أخطر عندما نترجم هذا العجز الجنسي إلى عجز حضاري لأن الحجز الحضاري يترجم نفسيا إلى عجز جنسيك: أي بمعنىأن ليس لديك القوة ولست أهلا للتحكم في مصير الناس أو مصيرك لأنك تحت سلطة الغير ولهذا فأنت لست فحلا: تحدثنا عن النصراني فيما يتعلق باللباس ورفض التشبه به لأن المقهور ينتبه كثيرا إلى القاهر ويحاول ما أمكن أن لا يذوب فيه.
جميع الشعوب الفاشلة تقمع المرأة وتحملها وزر الفشل، لكي تغطي عجزها. ليس هناك شعوب تعيش في رفاهية وحرية تغطي المرأة أو تقمعها بالعكس فالمرأة في هذه الحضارات بلغت مستوى متقدم جدا على مستوى تملكها لنفسه ولجسدها. هناك طرائق ووسائل للنزاع على السلطة بين الرجل والمرأة ولكن ليس هناك الإكراه الجسدي والعنف المادي الذي تمارسه الشعوب العربية على المرأة لأن المرأة هي المرآة التي تظهر له عجزه فالحل الذي يتوهمه هو أن يغطيها. ويظن أنه غطاها ولكن في الواقع فهو غطى نفسه.
o تدخل: لاحظت في تظاهرات 20 فبراير، خصوصا عند العدل والإحسان سواء في 20 فيراير أو كل تظاهرات الإسلامويين الأخر تشكل النساء مجموعة لوحدهن كأنهن معزولات، هذا الخوف ليس فقط جنسي ولكن للدفاع عن المكتسب السلطوي عند الرجل والخوف على فقدانه؟.
n طبعاً إذا ذهبنا للمستوى المادي، هناك أشياء كثيرة، فالرجل يخاف من سلطة النسب على أساس أن المني الذي يظن أنه يتحكم فيه يصدره ويضعه في المرأة ثم يتشكل ويعود لينتسب إليه من جديد ولهذا تبقى سلطة المال والقراربيده، بحكم تملكه للمني، والمرأة كحاضنة للمني، ولهذا فهي محروسة ويجب أن تراقب حتى لا تختلط الأنساب؛ لكن ما معنى اختلاط الأنساب هو اختلاط المني. يظنون أنه إذا جاءت المرأة بحمل من مكان آخر معنى هذا أن خلقة وتركيبة القبيلة سوف تتغير وتتبدل..وهذه الصورة الموروثة عن الفكر القبلي السابق على الإسلام هي المنقولة بحذافيرها من طرف جماعات الإسلام السياسي الموجودة فهي لا تدافع على فكرة غير هذه. كيفية تبير وتوزيع الثروة المنوية على اطريقة القبلية القديمة السابقة على الإسلام بها تتحكم في السلطة وثوارثها بها تحمي القبيلة من الهجوم الخارجي.، وأن يقفل عليها. ولهذا يجب أن تمارس القبيلة الإغلاق على هذا الوعاء الذي يصنع النسب باحتضانه للمني ويحمل معه احتمال إدخال السوس إلى النسب. حتى إذا ما توقف الطمث ودخلت المرأة في ما يسميه الفكر البطريكي بسن اليأس أي السن الذي يتعذر فيه على المرأة تدبير المني وتحويله فهي تصبح غير محروسة. هذه أساسيات النظام البطريكي الأبيسي.
o في صيغة جميلة، تقلبون المعادلة من الرجل إلى المرأة، حيث تكون المرأة هي الرائية والعارفة بالخبايا، بينما الرجل لا يرى رغبة المرأة المحجوبة، ألا يعني ذلك أن المرأة هي المالكة للسلطة، بينما الرجل يتوهم امتلاكه لها. يمكننا تلخيص ذلك فيما يقوله المثل المغربي "من يعرف الرجل؟ المرأة" ومن يعرف المرأة؟ إنها المرأة"، إذن الرجل لا يُعرف، ولأنه كذلك، فالمرأة هي المالكة لسيف شهريار في تعدده الرمزي ما رأيكم في ذلك؟.
n تريد أن تقول كما يقول المثل الدارج: عندما تسأل رجلا هل هذا ابنك؟ يجيبك إذا قالت ذلك أمه «؛ هذا هو مصدر الرعب إذ من الممكن أن تقول له هذا ليس ولدك. هذا هو التحكم في المني. هذه هي السلطة التي تمنح للمرأة ولكن الذي يؤسسها في الواقع هو الخوف من المرأة. فالمرأة تتحكم فيما هو رمزي فهناك مثال: بطريقة كنت أدرجته في الفضاء والجسد وهو ذلك التواطؤ اللإرادي الذي يحدث بين الضيف الغريب على البيت والمرأة التي لايقبل زوجها أن تجالس الرجال لكن عندما يأتي الطعام الذي تهيؤه المرأة ويقدمه الرجل للضيف فإن الأدب واللياقة يقتضيان أن يمتدح الضيف الأكل ولكن المديح يتوجه إلى الأعضاء الأكثر شبقية عند المرأة،فهو يتغزل به الضيف هو الأنامل التي طبخت الطعام، والفم (اللسان) الذي تذوقه، فهو يذهب للمكان الشبقي الأساسي ومما تقضيه التقاليد أن يعود الرجل عند زوجته ويخبرها بأن الضيف قد أعجب بطريقة التحضير وبالذوق الرفيع. يصبح الزوج في هذه الحالة مجرد ساعي بريد بين شخصين يتغزلان في بعضهما البعض. للمرأة في هذا الميدان سلطة رمزية السلطة ولكن تجمة هذه السلطة إلى سلطة مادية بحيث تكون لها استقلالية جسدية هذا هو الذي لا زلنا لم نحققه سياسيا وحقوقيا على مستويات عدة. لن نتحدث إذن إلا عن السلطة الرمزية التي حاول شهريار أن يحاربها دون أن يستطيع القضاء عليها، إذ أن شهرزاد حكمت عليه أن يصبح أباً لكنه حكم عليها كذلك أن تدخل الحريم.
o تدخل: هناك أيضا مثل لطيف في فضاء "الجسد" عندما صعدت إلى الجبل، ودخلت مكانا محرما عليك أي مكان مخصص للنساء، فالنسبة للرجل يعتقد أنك عنين لست رجلا..
n عنين طبعا لأنني أولا أظهر زوجتي للجميع وفي نظري أنا أجعلها ملكا مشاعا. ولذا أردت الدخول لغرفة فيها يحضرن الخبز بطريقة أهل الجبل وترددت بادرني الشخص قائلا: » لا يمكنك الدخول فأنت لا حرج عليك «. لآ حرج علي يعني أنني إما أحمق أو طفل وإما لست رجلا، بالنسبة له أنا فكر ذكر ولكن ليست مقومات الذكر. ويمكنني التحدث للنساء لأنني لا أدخل في النزاع حول الأناثي في اختطافهن أو اقتسامهن أنا ابلنسبة إليهم أوجد خارج البنية البطريكية.
o تدخل: جان بودريارد Jean Baudriallar، يتحدث عن هذا الجانب ويقول أنه لا حديث عن المساواة إلا من الجانب القانوني والحقوقي. أما فيما يتعلق بالسلطة الرمزية فيه الأقوى وهي التي تمتلكها المرأة
n على المدى البعيد فبي التحولات التي تحدث في المجتمع يمكن أن نلاحظ هذا. لاحظ أننا منذ بداية حديثنا ونحن نذكر أمثلة عن الوالد ولم ترد الأم على الإطلاق وحتى وإن هي ذكرت فذلك في إطار يتعلق بالدور التقليدي المنوط بها. أما شباب اليوم في الدار البيضاء على سبيل المثال فقل ما يذكرون الوالد، كل حديثهم عن الوالدة إنها السلطة الوالد غائب وظهر هذا بوضوح قبل سنتين خلال كأس العالم للأندية بمدينة أكادير المغربية حيث كان جمهمور الشباب المغربي يردد آلوليدة (سيفطي اللعاقة) أرسلي النقود ، وهذا شيء أساسي، أي أن السلطة الرمزية التي تكلمت عنها أصبحت فعلية. هي سلطة اقتصادية ويمكن مستقبلا أن تتحول إلى سلطات أخرى على الرغم من أن التشريع لا يساير وتيرة التحولات المجتمعية
o لقد وضع العرب مثلا مأثوراً، لازالت قوته الدلالية تعيش بيننا اليوم إنه "كل حجاب عراء" و"من كل ممنوع مرغوب"، بهذا المعنى، يكون الحجاب إغراء مضاعفاً، والرغبة فيه اشتهاء مُدوخاً، كيف نقيم لهذا الجسد/ المغربي/ توازنه ونحن أمام فتاوي التحريم الرسمية منها واللاشعورية ؟
n أنت طرحت مسألة موجودة طرحها سورين كيركارد في "مفهوم القلق"، بحيث يتعرض لهذه المسألة من إيمانه الشخصي بالمسيحية وهي كيف يمكن أن تقول أن هذا الشيء جيد وفي نفس الوقت تحرمه قطعاَ ويدرج هنا قصة آدم عندما قال له الله إن هذه الشجرة فيها منافع فهي تفتح عينيك على المعرفة وتمنحك الخلود لكنها محرمة. كيف يمكنك أن تسرد كل الايات والأحديث المتعلقة بالنساء وبالمتعة الجنسية ثم تأتي وتنشئ روايات وقصص عن الحجاب والتغليف واحتقار الجسد؟ كيف ذلك هذه غير منطقي وهذا ما يجعل الإنسان ختى ولو كان طفلا أن يدفعه حب الاستطلاع لمعرفة مايختبئ وراء الحجاب. من جهة أخرى الحجاب بصفة عامة أي الغلاف هو دعوة لإزالته، فمن الرغبة التي تنتابك وأنت أمام ستار هو إزالة هذا الستار سواء أكان هذا الستار ماديا أو معنويا.
بالنسبة للعرب شعرهم مليئ بهذه الأشياء، فهناك أمثلة كثيرة عن هذه الأشياء قل للمليحة بالخمار الأسود، جمال العينين من وراء الحجاب وهي دعوة لإزالة الحجاب، بل إن هناك في الأدبيات الصوفية والتي تخترق الشعر العربي أيضا دفع للذهاب إلى ما وراءه لإكتشاف المعرفة ولاكتشاف الحب المطلق؛ فما بالك إذا كان الأمر يتعلق برغبة جسدية التي لا تستشير الإنسان، ونرجع لمثال اللباس الذي تقترحه الجماعات الإسلامية للسباحة، فالثوب المبلل عندما يلتصق بالجسد، تظهر جميع معالمه، وهنا تصبح الإثارة مضاعفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.