مبادرةٌ أصيلة تلكَ التي قامت بهَا الفاعلة الجمعويّة "فرناندا سانشيز"، إذ عمَدت إلى افتتاح مكتبة شاطئية على شكل باخرة صغيرة في شاطئ مدينة مولاي بوسلهام، والتي تبعُد حوالي مائة كيلومتر شمال القنيطرة، الفكرة جاءتها بعدَ أن حضرت مخيّما صيفيّا في مدينة الجديدة وشاهدت القيمة الكبيرة التي تمنحها المكتبة للمُخيّمين والراحة التي تُضفيها القراءة على جوّ التخييم، فعمدَت إلى استلهام الفكرة نفسها في مدينة بوسلهام، بالإضافة إلى اكتشافها لعدم وجود أي مكتبة عمومية أو أي متجر لبيع الكتب في الأرجاء المحيطة بمكان سَكنها، فإن أرادت أن تُمارس متعتها اليومية (القراءة) فعليها أن تقطع مسافة طويلة لشراء كتاب ما أو حتّى للعثُور على مكتبة عُمومية تستقبلها بين جنباتها . المكتبة المتنقّلة، زيادةً على الكتب، توفّر أيضاً مقاعد ومساحة للقراءة تحت المظلات بجانب الشاطئ للراغبين في التوغّل داخل عوالم الورَق . "فرناندا سانشيز" ترى أنّ المكتبة الشاطئيّة ستُساعد الأطفال على اكتشاف سحر القراءة في سنّ مبكّرة، خصوصاً أن جو الشاطئ يغري بذلك، كما أنّ هناك أنشطة كثيرة موجّهة للناشئة كالألعاب وقراءة القصص، ناهيك عن المشاريع الفنيّة، كلّ هذا من أجل بناء شباب واعي بأن القراءة مسألة جد مهمة في الحياة اليوميّة، ولِمَا لا حثّ زُوّار الشاطئ القادمين من مختلف بقاع العالم على نقل الفكرة إلى أماكن أخرى والرقيّ بالكتاب بشكل عامّ . الفكرة لاقت دعماً من طرف المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة بالقنيطرة وجمعية ادريس التاشِفيني بالجديدة، بالإضافة إلى ثلة من الأساتذة والمتطوّعين من مرتادي الشاطئ، فضلاً عن استحسانها من جانب كلّ محب للكتاب ولثقافة القِراءة .