ذكر مصدر أمني مساء يوم الثلاثاء 28 يوليوز الجاري، أن عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية أطلقت سراح 3 من العناصر الموقوفة فجر نفس اليوم بمدينة تطوان ، بينما أبقت على 5 عناصر رهن الاعتقال الاحتياطي لتعميق البحث القضائي معها. و أشار المصدر إلى أن رجال عبد الحق الخيام أبقوا على العناصر الخمسة بعدما عثرت المصالح الأمنية المختصة على أسلحة نارية بمنزل 3 متهمين منهم . وأضاف المصدر أن التحقيقات التي تقودها إيف بي آي المغرب ستوضح المخططات التي كان ينوي القيام بها الموقوفون، وكذا الوصول إلى شركائهم المحتملين، هذا إلى معرفة طريقة الحصول على تلك الأسلحة . وكانت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، قد قامت فجر الثلاثاء، بحملة اعتقالات واسعة بعدد من أحياء مدينة تطوان ونواحيها ، حيث تمكنت من اعتقال مجموعة من العناصر المعروفة بانتمائها إلى التيارات التكفيرية، والتي كانت موضوع مذكرات بحث ومراقبة من طرف الأجهزة الأمنية ومصالح السلطة المحلية، يرجح أنها لها ارتباطات بحالات الالتحاق بتنظيم داعش ، والتي عرفتها مدينة تطوان مؤخرا . وبحسب مصدر قريب من التحقيق، فإن عناصر الخيام دخلت على الخط منذ فترة ليست بالقصيرة، إذ بعد تجميع المعطيات عنها، قامت بتتبع أنشطتها واتصالاتها، خاصة الهاتفية وعلى شبكات الانترنيت، ومباشرة بعد التبين من ضلوعها في عمليات منافية للقانون ، وتشكيلها تهديدا خطيرا على أمن المملكة، قامت بعملية الاعتقال، التي تمت مباشرة بعد أدائهم صلاة الفجر و خروجهم من المساجد . وبحسب المصدر، فإن الأحياء التي عرفت حملة الاعتقالات هي كرة السبع ، حي بوعنان ، سمسة ، حي جبل درسة ، طابولة ، حي كويلمة ، و حي السكنى و التعمير ، بالإضافة حي كونديسة بالفنيدق . و ينتظر أن يصدر بلاغ عن المديرية العامة للأمن الوطني بشأن هاته الاعتقالات ، مباشرة بعد الانتهاء من التحقيق القضائي الذي يتم تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وكان وزير الداخلية، محمد حصاد، قد أكد يوم الاثنين 27 يوليوز الجاري ، أن السياسة الاستباقية التي يتبعها المغرب في مجال مكافحة الإرهاب أتاحت له، منذ سنة 2013، تفكيك 30 فرعا لتجنيد إرهابيين أو خلايا كانت تستعد للقيام بأعمال إرهابية. وكشف الوزير أن «1350 مغربيا التحقوا بجماعات متطرفة في مناطق الصراع بالشرق الأوسط، توفي منهم نحو 286 شخصا». وأعرب حصاد عن أسفه لكون « هذه المناطق أصبحت بؤرا حقيقية للانتحار بالنسبة للشباب المغاربة « . و كان مرصد الشمال لحقوق الإنسان، الذي يوجد مقره بمدينة مارتيل، قد أصدر دراسة أكد خلالها أن ثلث المغاربة الذين التحقوا بتنظيم داعش هم من منطقة الشمال خاصة من مدينة تطوان وضواحيها. ووفق نفس الدراسة، فإن عدد الملتحقين بتنظيم داعش من مدينة تطوان ونواحيها كان نحو 35 فرداً في الشهر خلال عام 2013 ، لكن العدد تراجع إلى 13 في الثلاثة أشهر الأولى من العام الحالي، وهذا التراجع أرجعته الدراسة إلى فضح الإعلام لوحشية الجرائم التي ارتكبها التنظيم . لكنه أضاف أن مدينة تطوان رغم ذلك تعتبر بؤرة تصدير ثلث المقاتلين المغاربة إلى سوريا والعراق منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011، إلا أن العدد تراجع بسبب مجهودات السلطات المغربية لتفكيك خلايا إرهابية وتنسيقها مع السلطات الإسبانية، حيث تنشط خلايا متشددة أيضاً في مدينة سبتةالمحتلة المتاخمة لتطوان. وتشير نتائج بحث ميداني أنجزه المرصد في دجنبر الماضي حول مقاتلي سوريا والعراق المنحدرين من شمال المغرب، إلى أن أغلب المنضمين إلى تنظيم داعش من أبناء المنطقة هم من الفئة العمرية بين 15 و25 عاماً، وأنهم في الغالب من الطبقة الفقيرة ومن ذوي المستوى التعليمي المتدني مع وجود بعض الاستثناءات.