فازت مسرحية «هي والقايد» لفرقة «نادي المرآة» بفاس بالجائزة الكبرى لمهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي في دورته العاشرة الذي اختتمت فعالياتها مساء أمس الأحد بفاس. ويستعيد هذا العمل الفني قصة «خربوشة» مع القائد «عيسى بنعمر» من خلال إعادة كتابة هذه الدراما الإنسانية التي ظلت حاضرة في الذاكرة الجماعية للمغاربة باعتبارها تحكي عن مسار امرأة قاومت التعنت بالكلمة والغناء. كما استطاعت هذه المسرحية التي ألفها حميد الطالبي وأخرجها حسن مراني علوي أن تشد انتباه الجمهور الذي تتبع عرضها بفضل الحبكة الدرامية التي مزجت بين الماضي والحاضر وجسدت الصراع بين المرأة والرجل. وعادت جائزة الإخراج لمسرحية «راحلة» لفرقة مسرح البهجة من الجزائر، بينما فاز بجائزة التأليف محمد أمين بنيوب عن نصه المسرحي «كرنفال». ومنحت الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم لمسرحية «1980 وأنت طالع» لفرقة استديو البروفة من مصر، وحصدت مسرحية «هي والقايد» أيضا جائزة السينوغرافيا. كما منحت لجنة تحكيم المهرجان جائزة أحسن ممثل للفنان عبد الإله عاجل لدوره في مسرحية «حدو قدو» لفرقة مسرح الكاف، في حين عادت جائزة أحسن ممثلة لنسرين المنجي عن دورها في مسرحية «هي والقايد». وتميز الحفل الختامي لهذه التظاهرة الثقافية، التي حضرها العديد من الفنانين والباحثين والأكاديميين، بتكريم ثلاثة أسماء فنية هي حسن جميل المسرحي والفنان التشكيلي والممثلان عبد النبي المصواب وفريد بوزيدي.وركزت الشهادات التي قدمت في حق المحتفى بهم على إبراز مساراتهم الفنية وأعمالهم الإبداعية التي ساهمت في إثراء الساحة الثقافية والمسرحية. وتميز اليوم الأخير من هذه التظاهرة بتقديم العرض المسرحي «حدو قدو». وتعالج المسرحية بعض الظواهر الاجتماعية كالحقد والكراهية والحسد التي تؤثث العديد من العلاقات الاجتماعية والإنسانية والتي تقف وراء قطع حبل الود والتواصل والمودة بين الناس. وعرفت الدورة الحالية من المهرجان، الذي نظمه فرع فاس للنقابة المغربية لمحترفي المسرح تحت شعار «نحو مأسسة المسرح الاحترافي»، تقديم خمسة عروض مسرحية في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان لفرق فنية من المغرب ومصر والجزائر بالإضافة إلى عرض مسرحي شارك خارج المسابقة الرسمية وهو مسرحية «المرتجلة الجديدة». واحتفى المهرجان بالفنان والمبدع محمد الدرهم الذي حملت دورة هذه السنة اسمه. ويروم المهرجان، الذي نظم بشراكة مع وزارة الثقافة والجماعة الحضرية لفاس وولاية الجهة وجهات أخرى، تفعيل حركية الفعل المسرحي محليا ووطنيا وتثمين ما راكمه المهرجان في الدورات السابقة من مكتسبات فنية وثقافية وتنظيمية. وتسعى هذه التظاهرة، التي أضحت تقليدا سنويا يحتفي بالمسرح، إلى ترسيخ الممارسة المسرحية المحترفة وإغناء التنوع الثقافي واللغوي والفني وتثمينه إلى جانب تعزيز الجانب المهني والتنظيمي والمساهمة في التنشيط الثقافي والفني المحلي والوطني فضلا عن ترسيخ ثقافة الاعتراف بمجهودات الرواد وتكريمهم.