تحتضن العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، ابتداء من يومه الثلاثاء 28 يوليوز الجاري وإلى غاية 30 منه، مهرجان أصالة الفن العيطة، الذي تنظمه "جمعية بوشعيب زليكة الثقافية لاصالة فن العيطة" ، وهي الجمعية التي تستمد هويتها من بوشعيب زليكة أحد أعمدة فرقة الفنان الشعبي الكبير بوشعيب البيضاوي التي كانت تعتبر من الفرق الموسيقية الشعبية اللامعة في خمسينيات و ستينيات القرن الماضي ليس فقط غناء ولكن تمثيلا.. المهرجان في دورته الجديدة هذه، يصل إلى محطته الحادية العشرة التي تتميز بمستجدات، ستشكل لا محالة عاملا من عوامل تكريسه كإحدى التظاهرات الموسيقية السنوية الهادفة في العاصمة الاقتصادية، التي تسعى للحفاظ على أحد الثوابت الفنية المغربية الأصيلة، وهي فن العيطة، الذي وجد له في الدارالبيضاء و النواحي الأرضية المناسبة ليترسخ في التربة الوطنية بفعل الاندماج و التناغم اللذين حصل بين كل مكونات الفئات المهاجرة إلى هذه المدينة الصناعية العملاقة منذ ثلاثينيات القرن الماضي.. في هذا السياق، وتفعيلا لهذا المعطى الفني الموسيقي، ستشهد الدورة الحادية عشر منذ يومه الثلاثاء بفضاء ساحة كراج علال، مزيجا من العروض الموسيقية الغنائية، تنهل من كل ألوان فنون العيطة، التي قالت عنها نعيمة زليكة مؤسسة الجمعية المذكورة في تصريح ل" الاتحاد الاشتراكي" ، "إذا كانت العيوط تنتسب كل واحدة منها لمنطقة معينة من وطننا، فإنها جميعها تلتقي في الدارالبيضاء، باعتبار أن هذه المدينة تحتضن كل أبناء الوطن، ومن ثمة فهذه التظاهرة الشعبية سيجد فيها المتتبع المغربي العيطة المرساوية، كما سيجد فيها العيطة الحصباوية و الزعرية و الخريبكية.. وأيضا الأغنية الشعبية وكذلك بعض الأنواع الغنائية الأخرى كعيساوة و الدقة المراكشية من أجل أغناء البرنامج". وأضافت زليكة أن هذه التظاهرة، التي "خطت لنفسها مسار معلوما وهو الحفاظ على التراث الغنائي الشعبي، وخصوصا فن العيطة، تنظم تحت إشراف مجلس مدينة الدارالبيضاء الكبرى وبدعم من وزارة الثقافة وعمالة مقاطعات مرس السلطان ومقاطعة سيدي بليوط، وستعرف مشاركة بعض ألمع وجوه فن العيطة الأصيلة كمجموعة سمحمد ولد مبارك من خريبكة ( العيطة الخريبكية و الزعرية)، ومصطفى البيضاوي ( العيطة المرساوية) و الفنانة الشعبية زريقة ( المزج بين العيوط و الفن الشعبي )، ومجموعة العزوزي ومجموعة مبارك العوني، و السيمو العبدي ( العيطة الحصباوية)، و الفنان حسنى ( فن العيطة و الفن الشعبي) .. وهذان الأخيران يعدان من خريجي مدرسة التكوين التي فتحتها الجمعية في السنوات الفارطة لتكوين بعض الشباب الموهوب على يد رواد هذا اللون الغنائي الموسيقي المغربي العريق.. والذين وجدوا لأنفسهم موطئ قدم لحمل مشعل هذا الفن واستمراريته على أصوله المعروفة، وفي هذا الإطار تعتزم الجمعية، كما صرحت رئيستها دائما، الاستمرار في هذه التجربة الموفقة، لتكوين أجيال جديدة من ذوي المواهب و الميولات القوية.." هذا، وتتوزع الأنشطة الغنائية الموسيقية لهذه التظاهرة على ثلاثة فضاءات الأول يومه الثلاثاء ابتداء من الساعة الثامنة عشية بساعة كراج علال، و الثاني غدا الأربعاء 29 يوليوز بالخزانة الجماعية لامارتين ابتداء من الساعة الرابعة عصرا، التي ستحتضن بالمناسبة ندوة فكرية ثقافية ستتدارس " فن العيطة ومكوناتها" من قبل أساتذة ومنشغلين بخبايا هذا اللفن الغنائي التراثي، وبعد غد الأربعاء بالمركب الثقافي سيدي بليوط، الذي سيحتفي بالمناسبة بالعيطة الخريبكية ورائدها حاليا الفنان محمد ولد مبارك.