من المنتظر أن يعرف شهر ماي المقبل تنظيم دورة جديدة 11 من مهرجان «أصالة فن العيطة» بالدارالبيضاء الذي تشرف عليه جمعية بوشعيب جمعية "بوشعيب زليكة الثقافية لأصالة فن العيطة"، وهو بالمناسبة أحد الأعضاء المؤسسين لفرقة بوشعيب البيضاوي لفن العيطة التي كانت تتكون من رواد هذا الفن المغربي الأصيل في أربعينيات وخمسينيات من الفرن الماضي، من قبيل الفنانين الراحلين بوشعيب البيضاوي ا"لماريشال" قيبو وبوشعيب زليكة ، الذين ذاع صيت إبداعهم الموسيقي الغنائي الأصيل في مجموع التراب الوطني وخصوصا في منطقة الشاوية وعبد دكالة.. . ويبدو أن الدورة الجديدة من هذا المهرجان البيضاوي ، جاءت لتكريس المكتسبات التي حققتها هذه التظاهرة الفنية الموسيقية من خلال ما تمت برمجته الدورات السابقة التي سجلت حضورا جماهيريا واسعا، سواء في المسارح أو المركبات الثقافية بالمدينة الاقتصادية أو بالأماكن المفتوحة (ساحة كراج علال)، ومن ذلك الانفتاح على الجمهور لكي يطلع من جديد على أنواع من التراث الموسيقي المغربي الأصيل(العيطة المرساوية، الحصباوية.. وغيرهما)، الذي أبدع فيه ألأجداد، وسجلوا من خلاله «تدوينا شفويا» بعضا من القضايا الاجتماعية والإنسانية التي كانت تتفاعل.. حينها ... هدفا للحفاظ على هذا التراث من الاندثار والأفول، وكذا تجديد الصلة الموسيقية الفنية خصوصا لدى الشباب العاشق لهذا الفن الغنائي الجميل.. الذي أبانت الدورات الماضية أن هناك عددا لايستهان به من هذه الشريحة العمرية لا زالت عاشقة لحد الهوس بهذا النوع الموسيقي المغربي العريق.. زيادة على هذه اللوحات الموسيقية الغنائية.. المرحلية، عرفت الدورات السابقة، موازاة مع البرمجة الاحتفالية الموسيقية التي شارك فيها العديد من الفنانين الذين لهم بصمتهم على هذا اللون الغنائي محليا أو وطنيا فرادى أو مجموعات، إطلاق دورات تدريبية تكوينية لمجموعة من الشباب «شبان وشابات» ممن لهم ميول واضحة تجاه هذا النمط الغنائي المحبوب . على يد رواد هذا الفن على المستوي الإقليمي أو الوطني: كان ذلك في التكوين الموسيقي الآلاتي، الإيقاعي أو الأدائي.. وتوج كل ذلك بعد تكوين دم أسابيع عدة بحفلات موسيقية تخرجية لهؤلاء الشباب.. ، ومنها حفلا المهرجان.. وفي هذا السياق قالت السيدة نعيمة زليكة، رئيسة جمعية زليكة لأصالة فن العيطة" الذي ينظم بشراكة مع وزارة الثقافة ل«الاتحاد الاشتراكي»، عن دواعي الرغبة في استمرار هذه التظاهرة الفنية، أن فن العيطة بكل فروعها مازالت متواجدة بقوة في وقتنا الحاضر بدليل المتابعة المتجددة له من قبل الجمهور المغربي بمختلف شرائحه الاجتماعية العمرية، وباعتبار أنه أأنه جزء من كياننا الموسيقي ومن تراثنا الموسيقي الأصيل بالرغم من بعض الصور الشائنة التي يحاول البعض أن يلصقها به ويحيد به عن هدف النبيل، مضيفة أنه فن الأجداد وثقافتهم التي يجب الحفاظ عليها والاعتزاز بها. وقالت زليكة أن تكوين هؤلاء الشباب، عرف نجاحا كبيرا، كان عن طريق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لعمالة أنفا, بهدف إعطاء الفرصة للشباب الهاوي المتعطش لفن العيطة كي يتسلم المشعل, عبر تلقين دروس تطبيقية ونظرية، الإسهام بالتالي في خلق فرص للعمل بالنسبة لهؤلاء الشباب في مختلف المجالات الموسيقية و الفنية..