تمكنت، مؤخرا، الشرطة القضائية بولاية أمن أكادير، من فك لغز تعرض العديد من الشقق بعمارات السعادة وجيت سكن والتضامن وحي السلام بمدينة أكَادير، للسرقات في أوقات متفاوتة دون أن تدرك عناصر الحراسة الخاصة أن العصابة التي تمر على حواجز الحراسة هي التي تقوم بين الفينة والأخرى بهذه العمليات خاصة أن أفرادها كانوا يرتدون ملابس فاخرة ويمتطون سيارة فارهة من نوع "بصات"تحمل رقم أ 13. وحسب المعلومات المستقاة من عدة مصادر أمنية، فقد كانت العصابة المكونة من شخصين تتراوح أعمارهما ما بين 26 و30 سنة، تقوم بسرقة ممتلكات تلك الشقق باحترافية كبيرة لم يسبق لأية عصابة مرت بأكادير أن استعملت نفس الأسلوب والتقنية في السرقة على طريقة الأفلام الهوليودية، حيث كانت تترصد دوما الشقق الفارغة من أهلها والخالية من كاميرات المراقبة، وتضع قفازات وأقنعة على الوجوه وتستعمل مفاتيح مزورة. كما أنها كانت تأخذ في البداية الأجهزة الخفيفة من حلي ومجوهرات وتحف فنية وحواسيب وساعات يدوية ثمينة وعطور للنساء وأجهزة إلكترونية وتلفزات من نوع البلازما.. لتعود، مرة أخرى، إلى ذات الشقة إذا تأكد لها أن أصحاب الشقة لم يعودوا بعد إليها، وخاصة أنها كانت تضع علامة تدل العصابة على أن الشقة بقيت كما تركتها، وهنا تدخل، مرة ثانية، إلى ذات الشقة لتأخذ باقي الممتلكات الثمينة؛ وذلك دون أن تشعر لا عناصر الحراسة ولا جيران العمارة بكون هذه العصابة محترفة في سرقة الشقق، خاصة أنها تعمل على تمويه الجميع بالملابس الفاخرة والسيارة الفارهة وتحمل حقائب على أنها مكلفة إما بإصلاح الكهرباء أو الهواتف أو تخرج تلفزات البلازما من أجل إصلاحها وغيرها من التمويهات التي لا تخطر على بال أي أحد.. لكن لما تقاطرت الشكايات تلو الأخرى على الدوائر الأمنية والتي أحالتها على الشرطة القضائية بولاية الأمن بأكادير، استمعت هذه الأخيرة أولا لعناصر الحراسة الخاصة وإلى الضحايا الذين تعرضت شققهم للسرقة، ودلتهم إحدى الضحايا على نوعية السيارة الفارهة التي امتطتها العصابة لما هاجمت السيدة داخل شقتها وسلبتها الحلي والنقود وبعض الممتلكات الخفيفة. فكانت هذه المعلومة نقطة مهمة في البحث والتقصي لتركز بذلك عناصر الأمن على نوعية السيارة وعلى رقمها لتعمل على رصد كل السيارات الفارهة من نوع "بصات" بالأحياء الراقية. وهكذا تمكنت من وضع يدها على العصابة بحي السلام وهي متلبسة بسرقة شقة أحد الأجانب من جنسية أوكرانية، عندما أرادت امتطاء ذات السيارة وفي حوزتها مسروقات ثمينة. ومن خلال الاستنطاق، أدركت الشرطة القضائية أنها أمام عصابة محترفة جدا استطاعت أن تسرق ممتلكات ثمينة وكثيرة وتبيعها خارج المدينة إلى درجة أن كانت تضع يوميا في البنك ما مقداره 5 ملايين سنتيم مما تحصلته من المبيعات.. بل أكثر من ذلك، تفاجأت الشرطة القضائية بعدد المحجوزات التي تم ضبطها بمنزل رئيس العصابة بحي إيخوربان بجماعة التمسية قرب مطار أكادير المسيرة، وهي عبارة عن عشر المسروقات، مما تبقى من المبيعات، والتي استولت عليها العصابة منذ بداية عمليات السرقة لأكثر من خمسة شهور خلت.