أن تشير بيدك الى احد معارفك لتحيته من خلف زجاج السيارة وانت عابر في الطريق شيء، وأن تتذكره وانت تكتب التهاني وتدبج التبريكات لتدرج اسمه ضمن قائمة المبارك لهم شيء اخر !! عندما نرسل الى أحد امانينا وتهانينا فذلك لانه داخل دائرة اهتمامنا، لا يهم متى ولا كيف دخل الى تلك الدائرة، المهم ان له مكانا فيها، أشخاص ميزوا فترة من فترات الحياة لا تريد منهم شيئا وتعرف أنهم كذلك لا يريدون منك شيئا، لا يتواصلون معك الا لماما، تطول مدة الغياب، بلا عتاب، سنين عديدة وانت تحتفظ بأرقام هواتفهم ترسل اليهم في أغلب المناسبات نصوص وأشعار التهاني ذات القوافي التي توصلت بها للتو، وتسعد عندما تتوصل بردود سريعة من عندهم غالبا ما تكون عبارة عن نصوص وأشعار توصلوا بها للتو. تعرفهم من ابتسامتهم ولهفتهم وتسرعهم لأداء ثمن "القهوة" التي جمعتك بهم على حين غرة بعد سنوات من البرمجة، الحياء وغياب الوقاحة تجعلكم تتفادون الخوض في أمور؛ الكل يعرفها ويعرف حيثياتها، ويعرف انها ربما قد تكون مزعجة !! لا يزالون على "صباغتهم" القديمة لم تغير أعمارهم ولا مناصبهم ولا أزواجهم من عفويتهم شيء، ساذجون طيبون، يدققون كثيرا في أزرار مفاتيح السيارة قبل الضغط على الزر الغلط، ملذات الحياة جعلتهم اكثر تعففا، ومطبات الحياة جعلتهم اكثر شدة وتآزر مع الغير. "اولاد الخير" تسعد برفقتهم و تحاول ان تقضي معهم اقصر مدة ممكنة حتى لا يقع ماقد يعكر صفو اللقاء، تودعهم على أمل لقاء قريب تعرفه بعيد، وتغادر وانت تحتفظ بنفس الذكريات الجميلة التي جئت تحملها. معارف من هذه الطينة درر حقيقية في مغارة الكنز يحرسها الصدق، أشخاص من هدا النوع مضادات حيوية تقيك من تفشي فيروسات الأنا... هؤلاء خليط من الاقارب والجيران والزملاء والاصدقاء والعملاء ممن شكل صدق نواياهم مغناطيسا يجذبك اليهم، أقارب تنعم بالدفء في أحضانهم و أصدقاء دوزت معهم ، فعل "دوز" لا يحتاج مفعولا بِه، يكفي ان تقول دوزناااا، وزملاء دراسة "دوّصت" معهم ومنذ ذلك الحين وانت تبحث عن مذاق نصف السيجارة ذاك في علبة سجائرك التي تدخنها اليوم وتنفث دخانها وحيدا. الى كل هؤلاء وقد تعرفوا على أنفسهم بكل الأماني وصدق المعاني نزف التهاني .. عيد سعيد.