احتفت قاعة المحاضرات بالمكتبة الوطنية بالرباط بحضور الدكتورة نوال بن ابراهيم في حفل توقيع اصدارها الاخير حول النقد المسرحي من خلال أطروحتها التي جاءت تحمل عنوان «جمالية الافتراض من أجل نظرية جديدة للابداع المسرحي». وقد شارك في الاحتفاء إلى جانب اساتذة النقد الادبي حسن بحراوي والبشير قمري مجموعة من المهتمين بمجال المسرح المغربي. وقد كان الاحتفاء كذلك فرصة لتداول في بعض قضايا المسرح واشكالية الراهنة، إن على المستوى الميداني أو في ما يتعلق بالجانب النظري، الذي ستعمل محاولة نوال بن ابراهيم في استجلاء بعض قضاياه الشائكة قضايا واشكالات حيث تمحورت مداخلة الاستاذ قمري حول أبراز الخطوط العريضة التي مرت منها تجربة التنظير عند الباحثة لتستعيد بهذه التجربة حيوية التفكير النقدي في قضايا المسرح المغربي كما يستعيد الاستاذ قمري أن الكتاب جاء متطرفا لسؤال مركزي يهم الثقافة الكونية بشكل عام، ذلك هو سؤال العرض الذي يلتقي ضمنيا بإشكالية شغلت التفكير النقدي الحديث ضمن ما يعرف بنظرية التلقي التي تتناول في جوهرها العلاقة بين النص والمتلقي كما هي حاضرة لدى المدرسة الظاهراتية . وفي نفس السياق سيتطرق قمري إلى صيرورة اشكالية النقد المنبثقة عن النظرية الارسطية كما هي في الثقافة الاغريقية، مرورا بنهضتها في المرحلة الكلاسيكية إلى حين انبعاثها ضمن سياق حداثي معاصر وهذا ما يجعلنا أمام كتاب طريف له قيمته التنظيرية لدى نوال بن ابراهيم. في نفس الاطار جاءت قراءة الناقد حسن بحراوي كاشفة عن انجاز الباحثة الاكاديمي المميز وغير المسبوق وارتباطه المنهجي بجذور الفكر النقدي الذي سيتحاور فيه النظرة الفرجوية للمسرح بالممارسة التأملية والفلسفية لتكتمل بهذا التطابق التمظهرات الجمالية الفنية والعلمية الاكاديمية للعمل الابداعي عند الباحثة كما يضيف حسن بحراوي أن المؤلف أيضا هو مقاربة جديدة وحديثة تقطع مع التكرار ومصطلح الافتراض كان دليلها المنهجي الذي ستقتحم به نوال ابن ابراهيم مجالا ظل نسقه العام شبه دوغماتي، مما بات يستدعي من التجديد بغية التلاوم مع التحولات المداهمة للوجود الانساني، لذا ستكون التجربة أمرا ضروريا ولازما لعمل يروم الابداع دون الاتباع وهذا ما ستؤكده الباحثة الاكاديمية في تدخلها في ختام اللقاء موضحة أن التجربة هي أساسية في اختراق المسلمات والعبرة ليست دائما بالنتيجة، بل هي في تحصيل الجهد وتفعيل الممارسة النظرية والميدانية من أجل قراءة نقدية حداثية تستوعب تحولات المجتمع الثقافة والذهنية، لذا كان حضور الافتراض الجمالي كتجربة ملموسة لإعادة قراءة العمل الابداع في شموليته البنوية والمركبة وكذلك في صيرورة انطلاق من لحظة وجودها بالقوة كافتراض سلبي إلى أن يصير وجودا موجبا بالفعل، لتحقق بذلك الرؤيا الجمالية مجسدة في الشكل العرض الذي سيغدو مكونا جماليا أساسيا وعلامة نستوجب النظر إليها بموضوعية وكذلك بوعي فني وعلمي.