«أليس من حق سكان هذه المنطقة الالتفات إلى صرخاتهم وشكاياتهم بشأن النقائص الكبرى التي تحيط بحياتهم اليومية وتسبب لهم معاناة متعددة الأوجه، بالجدية المطلوبة من قبل من يهمهم الأمر؟». إنها خلاصة اتصال هاتفي ببعض ساكنة دوار الدوبهار - المنتمي ترابيا لجماعة إيماون بقبيلة إداوزكري إقليمتارودانت - في بحر الأسبوع المنصرم ، حول الإهمال الذي تعيش تحت وطأته المنطقة، والذي وصل حد عدم الاكتراث بالأخطار التي يمكن أن تهددهم ، صغيرهم وكبيرهم ، في كل وقت وحين . كيف لا والأمر يتعلق بخيوط كهربائية تهاوت أعمدتها المتآكلة منذ مدة طويلة وتركت لحالها في قارعة الطريق دون أي تدخل من مسؤولي المكتب الوطني للماء والكهرباء رغم نداءات بعض أبناء الدوار وإشعار أعضاء جماعيين من أجل التحرك والإخباررفي إطار مهامهم التمثيلية داخل المجلس القروي؟ وضع لم يجد أمامه بعض قاطني الدوار سوى العمل على «إبعاد» خطر خيط كهربائي ظل مرميا بشكل عشوائي مهددا المارة، نهارا وليلا، من خلال»إلصاقه» بحائط أحد المنازل «رأفة بالصغار بالأساس، الذين اعتادوا ممارسة شغبهم الطفولي في المكان الذي ترك فيه الخيط مهملا منذ سقوطه ، وتفاديا لأية عواقب وخيمة ،خاصة وأن الظلام أضحى سيد هذه النقطة بفعل الأعطاب التي لحقت مصابيح الإنارة ، وهي زاوية تقاطع تعرف مرور السيارات من مختلف الأحجام، في اتجاه الدوار المجاور – إليغ -، وذلك دون تسجيل أي تحرك من الجهات المسؤولة التي تتعامل مع نداءاتنا باستهتار كبير» يقول أحد أبناء الدوار بمرارة، مضيفا « لم يكن أمامنا من سبيل سوى البحث عن وسيلة لإبعاد الخطر من وسط الطريق ولو بشكل مؤقت ، و بعد ذلك نجدد محاولات دق أبواب الجهات المسؤولة محليا، قبل العمل على الاتصال بالمسؤولين مركزيا عن قطاع الكهرباء، لأن الوضع لم يعد يحتمل التسويف والمماطلة ، بالنظر للخطورة التي يؤشر عليها» . وفي سياق التهميش الشامل ، الذي تعاني من تداعياته الكبيرة المنطقة بدواويرها العديدة، أشار بعض المنحدرين من القبيلة إلى الوضعية المتردية التي أضحت عليها الطريق الرابطة بين تراب إداوزكري ومركز إغرم، والتي تآكلت جنباتها بشكل يكاد يكون كليا في بعض المقاطع، مما يطرح أكثر من سؤال حول جودة ومتانة الإصلاحات التي قيل إنها خضعت إليها في فترات سالفة، علما بأن عطلة الصيف تعرف عودة أبناء القبيلة المهاجرين خارج المغرب ، وكذا المستقرين بمختلف المدن المغربية ، مما يزيد في نسبة حركة التنقل عبر السيارات والشاحنات، دون إغفال السياح الأجانب الذين يستعملون هذه الطريق في رحلتهم نحو مدينة تافراوت ؟ ترى ألا يستحق قاطنو هذه البلدة – ونظيراتها التي على شاكلة محنها اللامتناهية – تعاملا أكثر إنسانية يعيد لهم الأمل ويجعلهم في منأى عن الإحساس بأنهم مصنفون ضمن « المغرب غير النافع» ؟!