يعلن رئيس المجلس القروي لجماعة إيماون انه سيقام موسم السنوي للولي الصالح سيدي علي بن عبد الله ﴿ أنموڭار إداوزكري ﴾ بمركز جماعة ايماون قبيلة اداوزكري ودلك ايام الخميس والجمعة 21 إلى 22 غشت الجاري ، فعلى جميع المواطنين والتجار الراغبين في زيارة الموسم الحضور في التاريخ والمكان المحددين . التعريف بموسم الولي الصالح سيدي علي بن عبد الله بإداوزكري يعد موسم الولي الصالح سيدي علي بن عبد الله بإداوزكري موسما دينيا وتجاريا مهما يقام قرب مقر الجماعة القروية لايماون بتسركا أواخر شهر غشت من كل سنة ميلادية مند قرون خلت … وكان يحج إليه الناس من كل صوب وحدب من القبائل المجاورة يأتون للزيارة والتسوق يصلون هناك أرحامهم ويؤدون طقوسا دينية فيذبحون قرب الضريح ويطعمون المساكين والزائرين من تلك الذبائح ويدعون جماعة بالرحمة والغفران للأحياء والأموات من دويهم وأقاربهم والمسلمين أجمعين ..ويقيمون ولائم هناك بالمناسبة … بل كان الموسم يعرف قديما في القرون الغابرة وأوائل القرن الماضي باستعراض فني وتاريخي شيق وممتع لفرقة متخصصة من الفرسان لعرض حصص من الفروسية ( التبوريضة) على شرف الزائرين المتسوقين .. و أمام غرفة تاريخية بداخلها شيوخ واعيان القبيلة وولاة الأمر تسمى مند دلك الزمن ب " احشوش " وبقي دلك الاسم حيا ورمزا لتاريخ المنطقة إلى يومنا هدا… كان أبناء القبيلة يستجيبون لنداء الأعيان والشيوخ بالمساهمة في جلب الماء من الدواوير المجاورة بوسائلهم الخاصة إلى المطفية الخاصة بالموسم في عين المكان فيملئونها ماء اد يقضي كل ممثل أسرة من اسر القبيلة يوما كاملا في جلب الماء لتوفير الماء الصالح للشرب للزوار والتجار في أرضية الموسم قصد استعماله خلال أيام التسوق للشرب والطهي وتوريد الماشية المعدة للبيع والشراء والركوب . كانت في مقر الموسوم مدرسة قرآنية عتيقة تدرس فيها علوم القران والدين وكان الناس يقصدونها من كل فج عميق طلبا للفتاوى الشرعية وحل المشاكل العائلية والشخصية روحيا وعقائديا من طرف شيوخ المدرسة والمقيمين على شؤونها أما أيام الموسم فإنها أيام أكل وشرب وذكر ودعاء جماعي وعبادة بالنسبة للطلبة والمتصوفين والدرقاويين والمقيمين بالمدرسة …. المتسوقون والزائرون من أبناء القبيلة وغيرهم يأتون إلى الموسم يحملون ثمار اللوز والزيتون والخروب والخضر ومحاصيل أخرى فلاحيه وبهائم وأشياء أخرى يبيعونها ليشتروا بثمنها أو ببعضه ما يحتاجون إليه من مواد غذائية أولية كالقطاني : الفول المجفف الغير المقشر والعدس والدرة والبر والأسماك المجففة وأواني فخارية وأدوات فلاحيه وحصائر وافرشه تقليدية وملابس صوفية محلية ومجوهرات وأدوات الزينة للنساء وكل الأشياء الأخرى التي لا تباع بتاتا في الأسواق الأسبوعية المجاورة و القريبة وكانت – انداك – وسائل النقل إلى الموسم والأسواق والرحلات والأسفار وصلات الأرحام منحصرة في البهائم كالبغال والحمير والفرسان أما وسائل نقل السلع إلى الموسم فتتمثل في الجمال تلك المخلوقات الصابرةعن العطش والجوع وبعد الطريق المسخرة للإنسان مند القدم تحمل السلع التقليدية على اختلاف أنواعها وثقلها كما تحمل أصحابه أرباب تلك القوافل التجارية . لقد كان الموسم أيضا فضاء واسعا لاجتماع أولياء الأمور في القاعة القديمة المعدة للضيافة المسماة " احشوش" السالفة الذكر وهي قاعة واسعة مبنية بالأحجار والطين ومسقفة بالأعمدة والأخشاب والقصب بشكل هندسي مزين -حسب الهندسة المعمارية السائدة انداك - ومفروشة ومؤثثة بأواني الشاي وطهي الطعام كان الشيوخ و"انفلاس" واعيان القبيلة يجتمعون هناك أيام الموسم فيتناقشون ويتحدثون عن مصالح ومشاكل وتنمية القبيلة فيتخذون قرارات بشأنها كما يتفقون مع الأعيان الآخرين الزائرين فيما يخص المصالح المشتركة بين القبيلة والقبائل الأخرى . دأب حال الموسم في هدا الحال إلى حدود منتصف القرن العشرين الماضي فودع الموسم حلته القديمة المتمثلة في الجمال والبغال كوسائل النقل وسلع وأدوات قديمة محلية…ولبس حلة العصر الجديدة فتغيرت الظروف وعرفت المنطقة نوعا من التنمية المحلية من حيث بعض وسائل النقل الحديثة من سيارات كبيرة "بيكوب" وشاحنات وطريق رئيسية معبدة وطرق اخرى غير معبدة فأصبحت السلع الأخرى الجديدة تعرض في الموسم كمواد عدائية مصنعة وملابس وأثاث جديدة ومطورة وحتى العاب وحلويات للصغار وما إلى دلك فأصبحت الجماعة القروية لايماون تشرف عليه وتدير شؤونه على غرار المقتضيات الجاري بها العمل في الجماعات الأخرى ويتم في عين المكان استضافة رجال السلطة المحلية وفرق المراقبة الصحية ومراقبة الأثمان وفي المساء يتم إقامة أمسية فلكلورية متميزة من نوع " احواش" مقسمة إلى حصتين طيلة ليلة كاملة في احد الدواوير المجاورة تسبق حصة الرجال وتليها حصة البنات .