ما هو معروف ، أنه لا يجوز بقوة القانون بيع الدجاج أو ذبحه أو ترياشه، إلا بعد الحصول على اعتماد صادر عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، وذلك بناء على دفتر تحملات يشمل مجموعة من المعايير والشروط الصحية الوقائية، وفي غياب كل هذا وذاك، لا يمكن لأي مكان استُغِلَّ كمحل للذبح والبيع أن يكون خاضعاً للمراقبة. وعلى عكس كل هذا ، نجد أن حياة المواطنين معرضة لمجموعة من الأخطار، لأن بعض المواد الغذائية المعروضة في م مثل هذه المحلات أو التي تعرض عبر الأرصفة المحتلة والفضاءات المستولى عليها تنعدم فيها معايير السلامة الصحية، وبالتالي يبقى المستهلك هو الضحية الأول والأخير. النموذج بالزنقة 29 بدرب بوشنتوف مقاطعة مرس السلطان بالدار البيضاء، حيث بلغ عدد المحلات الخاصة بذبح الدجاج وترياشه 12 محلا، إثنان منها فتحا مؤخراً؟ مما جعل الوضع كارثياً بالنسبة للسكان، الذين أضحوا يعيشون جحيماً حقيقياً، وباتت نوافذهم محكومة بالإغلاق لكي لا تتسرب منها الروائح النتنة والألفاظ والجمل النابية والهرج والمرج الذي لا ينتهي إلا في حدود ساعات متأخرة من كل يوم، ليستأنف مع بزوغ فجر يوم جديد. إن الفضلات التي تستخرج من أحشاء الدجاج، والتي يتخلص منها أصحاب الرياشات برميها في حاويات وضعت في زاوية الزنقة 40 و 29 بالقرب من ساحة بوشنتوف المتنفس الوحيد بالمنطقة، ليتحول ذلك الفضاء إلى مطرح النفايات، حيث تجتمع فضلات الدجاج وفضلات السمك الذي يباع على الرصيف، لتصبح الروائح الكريهة مسيطرة على الجو، وتصير المنطقة ملوثة بيئياً، في غياب تام لمصالح المراقبة الصحية بمقاطعة مرس السلطان كما يفتقد دور السلطات المحلية بأعوانها ومسؤوليها، ليطرح السؤال: من الذي يدفع لتحويل هذه الزنقة »29« إلى محلات لذبح وترياش الدجاج ؟ " لن نستبعد، يقول بعض السكان المتضررين ، أن تصبح هذه الزنقة بعد مدة وجيزة سوقاً خاصاً بالدجاج وترياشه"،