«الورطة» التلفزيونية التي وقعت فيها الفنانة الشابة المتمكنة دنيا بوتازوت بمشاركتها في أعمال رمضانية «رديئة»، التي كانت بدافع الإغراء المادي في ما يبدو، لم تسلم منها، أيضا بعض الوجوه الفنية التي نكن لها الاحترام و التقدير... ليس من المنتسبة لعالم الدراما الوطنية وحده ولكن من عوالم الفن الأخرى التي تم إشراكها إشراكا في هذه الأعمال المثيرة للجدل لأهداف مكشوفة يتحكم فيها منطق التجارة والمال.. الفنانان غاني القباج وسعيد موسكير بدورهما وقعا في بوتقة هذه «الحصلة» التلفزيونية، التي كانت أقوى من نظيرتها لدى بوتازت، لأن ردود الفعل القوية التي صدرت في حق مشاركتهما في سلسلة «الخواسر» كانت أشد وأعنف من أية انتقادات تعرضت لها إنتاجات رمضانية أخرى.. لم تنحصر حدودها على مستوى التراب الوطني، بل تعدتها إلى ما وراء ذلك، كما عكست هذه الحقيقة الكثير من المنابر الإعلامية العربية ورقية وإلكترونية، لأن الطريقة والأسلوب اللذين تم توظيف اسميهما في هذه «المهزلة» التلفزيونية، كانا غير مفكر في عواقبهما في المس بأحد الثوابت لدى الشعب المغربي.. الذي هو اللغة العربية ولو على سبيل الدعابة و التنكيت.. وبالتالي فإن جوهر الانتقاد لم يكن نابعا من طريقة الأداء والتشخيص لهذين الفنانين المنتسبين لعالم الغناء الشبابي، ولكن كان نابعا من فحوى كلامهما، وكلام غيرهما، في هذه "الكبسولة الذي كان"خاسرا" ( أي فاسدا كما هو في العرف المغربي).. وأكثر "حموضة"، ومن ثمة كانت "ورطتهما" ثابتة و"لعب" توظيفهما مكشوفا. لكن ما آثار الانتباه في سلسلة "الخواسر" التي غطت رداءتها على كل ما هو جميل ومثير فيها حقا، هو الأداء التشخيصي اللافت نسبيا للفنانين غاني القباج وسعيد موسكير باعتبارهما ليسا ممثلين محترفين.. فإذا كان هذا الأخير قد سبق له أن انخرط في أعمال درامية وكوميدية سابقة (مسلسلات، كاميرا خفية..) جد محدودة، واكتسب من خلالها بعض التجربة، فإن الفنان غاني، للحقيقة، كان مفاجأة الكثيرين في هذه " الكبسولة" التي كشف فيها عن الجانب الفني الآخر الذي يختزنه، ولو أن الإطار الذي وضع فيه لم يكن ملائما البتة، فقد أبان عن تمكن وكفاءة وقدارت تشخيصية مثيرة.. ستكون أبرز وأقوى لو وظفت في أعمال أكثر جدية وأكثر عمقا من "المهزلة" الهزلية السطحية التي اسمها " الخواسر" !!