قال امحمد بوستة وزير الخارجية السابق، إن الراحل سعود الفيصل وزير خارجية السعودية سابقا ، كان يكن تقديرا كبيرا للعلاقات المغربية السعودية ، محتكما في ذلك لنظرة مرجحة للمصالح المشتركة بين البلدين . وأضاف بوستة في تصريح هاتفي لجريدة الاتحاد الاشتراكي « كنا أيام تحملي مسؤولية وزارة الخارجية، دائما متفقين في ما يخص القضايا الأساسية وفي مقدمتها قضية فلسطين ، والعلاقات بين السعودية والمغرب ، إضافة إلى التنسيق في ما بيننا في منظمة المؤتمر الإسلامي .» وأوضح امحمد بوستة أن الأمير سعود الفيصل ، كان دائما إلى جانب المغرب في ما يخص قضية الصحراء، وأنه كان داعما للمغرب ، منتصرا للتعاون بين البلدين . وقال الزعيم الاستقلالي ووزير خارجية المغرب في عهد الراحل الحسن الثاني، إن سعود الفيصل كان يتميز بمواقفه المضبوطة ورؤيته القوية للمهام الدبلوماسية وللتأثير الذي ينبغي أن تحدثه إقليميا ودوليا، مؤكدا أنه كان يشكل إضافة إلى عبد الحليم الخدام وزير خارجية سوريا سابقا، وصباح الأحمد الجابر أمير دولة الكويت حاليا ووزير خارجيتها حتى 1991، مجموعة منسجمة في ما يخص القضايا الكبرى التي تخص العالم الإسلامي وفلسطين . وقد توفي الأمير السعودي سعود الفيصل، أول أمس الخميس عن عمر يناهز 75 عاما. وذكر بلاغ للديوان الملكي السعودي، أوردته وكالة الأنباء السعودية، أن «صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية ، انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الخميس في الولاياتالمتحدة». وبهذه المناسبة بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تعزية الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أعرب فيها «عن أحر التعازي وأخلص المواساة، في هذا المصاب الأليم الذي لا راد لقضاء الله فيه، داعينه تعالى أن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء». وأضاف جلالته «إننا لنستشعر مدى فداحة فقدان المملكة العربية السعودية الشقيقة أحد كبار رجالاتها الأبرار، الذي كرس حياته لخدمة مصالحها العليا، وأبان طيلة تقلده لمهامه السامية، ولا سيما مسؤولياته الديبلوماسية، عن كفاءة عالية، وحرص شديد مطبوع بغيرة صادقة، في الدفاع عن القضايا العادلة لبلده وللأمة العربية والإسلامية، تحت القيادة الحكيمة لمن عاصرهم من ملوك العربية السعودية الأجلاء». كما أبرز جلالة الملك أن المغرب فقد فيه «أخا عزيزا ساهم بكل تفان وإخلاص في ترسيخ علاقات الأخوة والتعاون بين المملكتين الشقيقتين، والرقي بها إلى أعلى المستويات، حيث أصبحت مثالا يحتذى به في العلاقات بين دولتين عربيتين إسلاميتين». وقال جلالة الملك «وإذ أشاطركم مشاعر الحزن في هذا الخطب الجلل، فإني أسأل الله العلي القدير أن يجزي الراحل المبرور خير الجزاء على ما قدمه من جليل الأعمال، وأن يتغمده بواسع رحمته، ويسبغ عليه أردية رضوانه»، صادقا فيه قوله عز من قائل: «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية. فادخلي في عبادي وادخلي جنتي».