و كانت « إسحاق» جارية للمتوكل ، فولدتْ له المؤيد و الموفق .... من أحمد بوزفور إلى عبدالقادر وساط صديقي العزيز ، من الأسماء الجميلة للنساء في التراث العربي : « شَهْلة .» و كانت والدة الشاعر مالك بن الريب تحمل هذا الاسم . فهي شهلة بنت سنيح بن الحر. و الشُّهلة في العين هي أن تُخالطَ سوادَها حمرةٌ خفيفة ، فتصير كما نقول نحن عسلية . وهل أحلى من العين العسلية ؟ و من معاني الشَّهلة أيضا : المرأة الكهلة أو العجوز . والشَّهلة تَعني أيضا : نواة التمر. والشهلاء هي الحاجة والوطر. قال الراجز: لم أقض حتى ارتحلوا شهلائي من العَروب الكاعب الحسناء و منَ الرجال أيضا من اسمه شَهل . مثل الشاعر الجاهلي الحماسي شهل بن شيبان ، المشهور بالفنْد الزماني . و سُمي الفند لعظم خلْقه ( و الفند هو القطعة من الجبل.) و هو صاحب النونية المشهورة : صفحنا عن بني ذهْلٍ وقلنا القومُ إخوانُ ومن أسماء النساء عند القدماء صُحْر . و يحكي الجاحظ في كتاب « الحيوان « أن لقمان بن عاد كان قد تزوج عدة نساء، ثم علم بخيانتهن له فقتَلهنّ. فلما قتل أخراهنّ ونزل من الجبل، هرعتْ إليه ابنته الصغيرة « صُحْر» فاتحة ذراعيها فقتلها وهو يقول :» وأنتِ أيضا امرأة. « فصارت العرب تَضرب بها المثل. قال خُفاف بنُ نَدبة : وعبّاسٌ يُدبُّ ليَ المنايا وما أذنبتُ إلا ذنبَ صُحْرِ وقال ابن أُذينة: أتجمعُ تهياما بليلى إذا نأتْ وهجرانَها ظلماً كما ظُلمت صُحرُ ومن أسماء النساء عند القدماء ....إسحاق ! هذا ما ذكره تاج الدين أبو طالب بن علي بن أنجب ، المعروف بابن الساعي ، في كتابه « جهات الأئمة الخلفاء من الحرائر والإماء «. وكان الناس في العصر السلجوقي يستعملون لفظ ( جهة ) كناية عن زوجة الخليفة أو حظيته وعن زوجة السلطان أوحظيته . و يحكي ابن الساعي في كتابه هذا أن إسحاق الأندلسية كانت جارية للمتوكل، وكانت حظية عنده، فولدت له المؤيد والموفق . و مما قاله الشاعر المعروف يحيى بن المنجم يُعزي الموفق بأمه إسحاق : لقد أظلمتْ بغدادُ عند وفاتها كإظلامها للشمس ساعة َ تغربُ و من الأسماء العجيبة للنساء أيضاً : « غادِر.» و هي جارية الخليفة الهادي. وكانت من أحسن الناس وجها وغناء ، وكان الهادي يحبها حبا شديدا، فوقعَ في فكره أنه يموت، وأن أخاه هارون الرشيد يتزوج جاريته هذه من بعده . فأمر بإحضار هارون وعرّفه ما خطر له، فأجابه بما يحب، فلم يرض حتى حلّفه واستوفى عليه الأيْمان الغليظة و أحلفها هي بمثل ذلك.. ثم مات الهادي وبويع الرشيد، فبعث إلى « غادر» وخطبها، فقالت له : « كيف نصنع بالأيْمان ؟» فقال :» أُكفّر عن الكل وأحجُّ راجلاً.» فأجابته لذلك وتزوجها و عَظمَ شغفُه بها حتى صارت تضعُ رأسها في حجره، فتنام ، فلا يتحرك حتى تنتبه . فبينما هي نائمة ذات يوم انتبهت مذعورة تبكي، فسألها عما بها فقالت :» رأيت أخاك الهادي الساعةَ في النوم وهو يقول : أخلفتِ وعدي بعدما جاورتُ سُكّانَ المقابرْ ونكحتِ غادرةً أخي صدقَ الذي سماكِ غادرْ فحاول الرشيد أن يطمئنها قائلا :» تلك أضغاث أحلام .» لكنها لم تزل - فيما يُحكى - تضطرب وتُرعَدُ حتى ماتت بين يديه. ومن أسماء النساء كذلك « خمرة «وهو اسم جارية المقتدر بالله وأم ولده عيسى. و من أسمائهن « غضيض « و هي جارية الرشيد وأم ابنته حمدونة . و كانت قهرمانة المنصور تدعى « هيلانة « . والغريب أن ياقوت الحموي يزعم في معجمه أنها سُميت ( هيلانة ) لأنها كانت تُكثر من قول ( هي الآن ) إذا استعجلتْ أحدا في شيء تأمره به. و هذه شنْشتة غريبة في العرب، يخلقون لكل مجهول قصة يرتاحون إليها . مع أنّ ( هيلانة ) اسم يوناني روماني معروف، وهو بعدُ اسمُ المرأة التي قامت من أجلها حربُ طروادة، كما يقول هوميروس . و من أسماء النساء « جَنوب «. وكان العرب يسمون بناتهم به تيمنا بريح الجنوب، فقد كانت ريحا ممطرة بالنسبة لسكان نجد وشمال الجزيرة. وفي مختارات المفضل قصيدة جميلة لعبد الله بن سلمة الغامدي يقول فيها: كأنَّ بناتِ مَخْرٍ رائحاتٍ جنوبُ وغصنُها الغضُّ الرطيبُ وبناتُ مَخْر هي السحائب تأتي في مقتبل الصيف حساناً مستطيلات منتصبات رقاقا...