احتضن المركب الثقافي مولاي رشيد بمدينة الدارالبيضاء ، ليلة الجمعة قبل الماضية، أمسية قرآنية تم خلالها تكريم أحد الأسماء البارزة في مجال قراءة وتجويد القرآن الكريم، أحد الذين سجلوا حضورا متميزا ، سواء على المستوى الوطني أو القاري والعربي خلال مسيرة طويلة امتدت لعقود ...إنه أستاذ الأحكام وقواعد القراءة والمقامات الصوتية الحاج محمد ترابي ، الذي سميت الدورة الثانية عشرة باسمه، اعترافا بعطاءاته الكبيرة في هذا المجال. وقد كانت مناسبة لحضور عدد من القراء الكبار ممن تتلمذوا على يدي المحتفى به، إلى جانب مجموعة من التلاميذ والتلميذات من قراء وقارئات مدرسة المقامات الصوتية للأستاذ ترابي. ومن الأسماء البارزة نذكر عبد الاله مفتاح الذي أبدع في أدائه بصوته الشجي والطروب، القارئ عبد الحكيم، معاذ الدويك، المقرئ الشهيرعبد العزيز الكرعاني، و اختتمت الأمسية بقراءة خاشعة للمكرم الحاج ترابي بطريقة مغربية أصيلة. كما تم بث شريط خاص عن أهم المحطات المميزة لمسار المقرئ محمد ترابي، والتي تتحدث عن حضوره في العديد من المحافل والمسابقات الوطنية والدولية كمقرئ وحكم. وقد ألقيت كلمات عدة في حق المحتفى به منها تدخل الدكتور عطفاي المختص في علم القراءات والأحكام ، وكلمة أحد المتابعين لمساره ممن أتيحت لهم فرصة التعلم على يديه عبد المجيد بنهاشم. وفي نهاية الحفل التكريمي ? الذي قام بتقديمه الأستاذ اجعيط - سلم التذكار الخاص بالأستاذ محمد ترابي من طرف زوجته، إضافة إلى توزيع جوائز تشجيعية على القارئات والقراء اليافعين، الذين يتميز العديد منهم بأصوات شجية مع إتقان لقواعد القراءة والتجويد ، وهو ما يؤكد الاهتمام الكبير للجانب العلمي داخل مختلف المدارس والمعاهد القرآنية على صعيد مختلف جهات المغرب، وما التألق المتواصل للمشاركين المغاربة - من أطفال ويافعين من الجنسين - في جل المسابقات المنظمة عربيا ودوليا ، سوى تأكيد على أن هناك جهودا كبيرة تبذل من أجل حفظ كتاب الله وضبط قواعده ، قراءة وتجويدا، وهي ميزة ليست غريبة على المغاربة المتشبثين بدينهم الحنيف ، دين المحبة والسلام وزرع الطمأنينة في قلوب المؤمنين.