انطلقت، مساء يوم الجمعة الماضي، بمدينة فاس، فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الوطني لفنون الشارع، بتنظيم موكب استعراضي لمختلف الفرق والمجموعات الغنائية، والذي جاب أهم الساحات والشوارع الرئيسية بالمدينة. وتميز اليوم الأول من هذا المهرجان الفني والموسيقي الذي تنظمه وزارة الثقافة، وتحتضن فقراته مجموعة من الفضاءات والساحات والشوارع، بتقديم بعض العروض الفنية التي أبدعتها فرق فنية ومجموعات غنائية ك (أوفر بويز وموروكو طاروس ومجموعة ائتلاف التماعات القمر «الدمى العملاقة» ) بالإضافة إلى مجموعة بنشقرون وبعض الفرق النحاسية وحمادشة وغيرها. وقدمت هذه الفرق والمجموعات الغنائية عروضا تحتفي ببعض الأشكال التعبيرية الفنية والموسيقية الحديثة في مجالي الرقص والغناء، لاقت استحسانا كبيرا من طرف الجمهور الذي تتبع مختلف فقرات الحفل . وتشارك في دورة هذه السنة من هذا الحدث الثقافي والفني، الذي ينظم تحت شعار «فاس .. فرجة الشارع فعل متجدر ومتواصل»، مجموعة من الفرق الموسيقية الشبابية المغربية التي تقدم لوحات فنية تمتح من آخر صيحات الموسيقى الغربية ك «الراب والفيزيون « ومسرح الشارع إلى جانب فرق فنية تراثية كعيساوة وحمادشة وغيرها . ويروم المهرجان الوطني لفنون الشارع، الذي يحتفي بمجموعة من التعابير الفنية والإبداعية، التي بدأت تكتسح العديد من المساحات في المشهد الفني والموسيقي المغربي، تثمين الثقافة المغربية المعاصرة ودعم الطاقات الشابة مع تعزيز التبادل الثقافي بين البلدان، بالإضافة إلى الانفتاح على الجمهور الكبير لمدينة فاس . وستتواصل فعاليات هذه التظاهرة، التي تستمر ثلاثة أيام، بتنظيم عدة فقرات وأنشطة تتوزع على ثلاثة أشكال تعبيرية أساسية، هي الموسيقى من خلال المزاوجة بين الأنماط الفرجوية والتعابير الفنية التي تنتمي للموجات الموسيقية الحديثة دون إغفال التعابير التراثية الفنية، ثم التشكيل من خلال تنظيم لقاءات وجلسات مع فنانين تشكيليين محترفين والجمهور الناشئ، بالإضافة إلى الانفتاح على أنماط فنية أخرى كالمسرح والذي يشمل بعض الأشكال الفرجوية الأخرى كفن الحلقة وغيرها. وموازاة مع العروض الرسمية، التي ستقام في مجموعة من الفضاءات والساحات العمومية، سيعرف المهرجان تنظيم عدة فقرات لفائدة الجمهور منها جلسات لنقش الحناء، إلى جانب تنظيم حفلات للعزف الفردي على بعض الآلات الموسيقية وجلسات لفن الكاريكاتور وغيرها من الأنشطة. ويسعى المهرجان الوطني لفنون الشارع إلى فتح المجال أمام مختلف الأشكال التعبيرية الحديثة التي عرفت انتشارا واسعا وسط فئة الشباب بمختلف المدن المغربية وتمكين الفنانين والمولعين بهذه الأنماط من التعبير عن ذواتهم وإبراز مهاراتهم الفنية . كما يشكل مناسبة للتعريف بهذه الأنماط الفنية وضمان استمراريتها وتطورها، خاصة أنها تعكس مستويات راقية من الحس الفني والجمالي يجمعها قاسم مشترك هو التحرر من الفضاءات المغلقة والنزول مباشرة للشارع لملاقاة الجمهور. وبحسب المنظمين، فإن اختيار مدينة فاس لاحتضان هذا الحدث الثقافي والفني يروم بالأساس خلق نوع من التوازن بين الاهتمام اللافت والمحمود الذي توليه هذه المدينة العريقة للفنون التراثية، وبين التطلع المشروع لانبثاق أشكال تعبيرية معاصرة، خاصة وأن الساحات العمومية والفضاءات التاريخية بالمدينة مؤهلة بامتياز لاستقطاب مثل هذه الأنشطة والتظاهرات.