تنظم وزارة الثقافة خلال الفترة ما بين 3 و 5 يوليوز المقبل المهرجان الوطني لفنون الشارع في دورته الثانية وذلك تحت شعار " فاس .. فرجة الشارع فعل متجذر ومتواصل " . وستعرف دورة هذه السنة من المهرجان الوطني لفنون الشارع ، الذي يحتفي بمجموعة من التعابير الفنية والإبداعية التي بدأت تكتسح العديد من المساحات في المشهد الفني والموسيقي المغربي ، مشاركة مجموعة من الفرق الموسيقية الشبابية المغربية التي تقدم لوحات فنية تمتح من آخر صيحات الموسيقى الغربية كالراب والفيزيون ومسرح الشارع إلى جانب فرق فنية تراثية كعيساوة وحمادشة وغيرها . وتروم هذه التظاهرة الثقافية والفنية ، التي ستحتضن فقراتها الفنية والموسيقية العديد من الفضاءات التاريخية والساحات العمومية بالمدينة كشارع الحسن الثاني وساحة فلورانسا وساحة بوجلود وغيرها ، تثمين الثقافة المغربية المعاصرة ودعم الطاقات الشابة مع تعزيز التبادل الثقافي بين البلدان، بالإضافة إلى الانفتاح على الجمهور الكبير لمدينة فاس . ويتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم عدة فقرات وأنشطة تتوزع على ثلاثة أشكال تعبيرية أساسية هي الموسيقى من خلال المزاوجة بين الأنماط الفرجوية والتعابير الفنية التي تنتمي للموجات الموسيقية الحديثة دون إغفال التعابير التراثية الفنية ثم التشكيل من خلال تنظيم لقاءات وجلسات مع فنانين تشكيليين محترفين والجمهور الناشئ ، بالإضافة إلى الانفتاح على أنماط فنية أخرى كالمسرح والذي قد يشمل بعض الأشكال الفرجوية الأخرى كفن الحلقة وغيرها . وموازاة مع العروض الرسمية التي ستقام بمجموعة من الفضاءات والساحات العمومية سيعرف المهرجان تنظيم عدة فقرات لفائدة الجمهور منها جلسات لنقش الحناء إلى جانب تنظيم حفلات للعزف الفردي على بعض الآلات الموسيقية وجلسات لفن الكاريكاتور وغيرها من الأنشطة الأخرى. ويهدف المهرجان الوطني لفنون الشارع إلى فتح المجال أمام مختلف الأشكال التعبيرية الحديثة التي عرفت انتشارا واسعا وسط فئة الشباب بمختلف المدن المغربية وتمكين الفنانين والمولعين بهذه الأنماط من التعبير عن ذواتهم وإبراز مهاراتهم الفنية . كما يشكل هذا الحدث الثقافي والفني مناسبة للتعريف بهذه الأنماط الفنية وضمان استمراريتها وتطورها خاصة أنها تعكس مستويات راقية من الحس الفني والجمالي يجمعها قاسم مشترك هو التحرر من الفضاءات المغلقة والنزول مباشرة الى الشارع لملاقاة الجمهور . وبحسب المنظمين، فإن اختيار مدينة فاس لاحتضان هذا المهرجان الوطني يروم بالأساس خلق نوع من التوازن بين الاهتمام اللافت والمحمود الذي توليه هذه المدينة العريقة للفنون التراثية وبين التطلع المشروع لانبثاق أشكال تعبيرية معاصرة خاصة وأن الساحات العمومية والفضاءات التاريخية بالمدينة مؤهلة بامتياز لاستقطاب مثل هذه الأنشطة والتظاهرات.